الرئيسيةطوفان الأقصى

أبو رمضان للخامسة: خطة المساعدات الإنسانية تمهيد لتهجير قسري جماعي في غزة

زيارة ترامب فرصة للضغط من أجل وقف العدوان وفتح أفق سياسي للقضية الفلسطينية

أكد الكاتب والمحلل السياسي محسن أبو رمضان، أن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة تحمل أبعادًا اقتصادية وسياسية هامة، كونه المعروف بخلفيته التجارية واهتمامه بالصفقات، يسعى لتعزيز المصالح الأمريكية من خلال السيطرة على الموارد والممرات التجارية الحيوية في المنطقة.

وأوضح أبو رمضان في تصريح خاص لـ”شبكة الخامسة للانباء”، أن دولًا مثل السعودية والإمارات وقطر تمتلك ثروات مالية ضخمة، حيث تعهدت السعودية بضخ 600 مليار دولار قابلة للتوسعة لتصل إلى تريليون، في حين أعلنت الإمارات عن خطة استثمارية بقيمة 1.3 تريليون دولار خلال عشر سنوات، كما تعهدت قطر بدفع مبالغ كبيرة للإدارة الأمريكية.

وأشار إلى أنه في حال تمكنت الدول العربية من ربط مسألة التطبيع والاستثمارات بوقف العدوان على غزة وفتح أفق سياسي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، فإن ذلك قد يشكّل ورقة ضغط حقيقية على ترامب ويدفعه لتعديل موقفه تجاه دعم إسرائيل.

وأفاد أبو رمضان بأن أي تغيير في الموقف الأمريكي مرهون بقدرة العرب على استخدام أوراقهم بفعالية، إلى جانب تطور المفاوضات مع إيران التي لا تزال لاعبًا قويًا في الإقليم وتسعى أيضًا إلى تهدئة الصراع.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

قال أبو رمضان: “إن المرحلة الحالية تشهد تركيزًا كبيرًا على ملف المساعدات الإنسانية، لكنه عبّر عن قلقه الشديد من الآلية المطروحة لإدارتها، والتي يرى أنها تفتقر للعدالة وتتعارض مع المعايير الدولية، وأن المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة، ومكتب تنسيق المساعدات الإنسانية، والاتحاد الأوروبي، إلى جانب منظمات دولية كأوكسفام، وبرنامج الغذاء العالمي، واليونيسف، والأونروا، جميعها أعربت عن رفضها لهذه الخطة، نظرًا لكونها تخالف القيم الإنسانية وحقوق المتضررين”.

وأضاف: “أن الخطة المقترحة تشكل تمهيدًا لعملية نزوح قسري جماعي، من خلال دفع الناس نحو “معسكرات اعتقال جماعية” تحت وطأة الجوع وانعدام الخدمات الأساسية، وهو ما يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني”.

وأشار أبو رمضان إلى أن نجاح أو فشل هذا المخطط الأميركي الإسرائيلي سيعتمد على مدى قدرة المجتمع الدولي، والدول العربية، على ممارسة ضغوط حقيقية، مثل المقاطعة، وفرض العقوبات، وسحب الاستثمارات. ولفت إلى أن ما قام به اتحاد الأعمال النرويجي مؤخرًا من سحب للاستثمارات خطوة في الاتجاه الصحيح، ويجب تعميمها دوليًا.

ولفت إلى أن استمرار حالة التقاعس الدولي سيسهم – للأسف – في تمرير هذه الخطة الخطيرة، داعيًا إلى تحرك فوري لوقفها وتوفير بدائل إنسانية حقيقية تحترم كرامة الفلسطينيين وحقوقهم الأساسية.

وحول الموقف الفلسطيني من “مؤسسة غزة الخيرية” وخطة المعسكرات الجماعية، أكد المحلل السياسي محسن أبو رمضان أن موقف الفصائل، وعلى رأسها حركة حماس والجهاد الإسلامي، واضح برفض هذه الآلية التي تُكرّس واقعًا إنسانيًا مذلًا وتتنافى مع كرامة الإنسان الفلسطيني.

وأوضح أن التحدي الحقيقي لا يكمن فقط في الرفض السياسي، بل في القدرة على منع الناس من اللجوء إلى هذه المعسكرات، خاصة في ظل انعدام الغذاء وغياب البدائل، مشيرًا إلى أن “الجوع سلاح خطير، ومن الطبيعي أن يبحث الإنسان عن الحد الأدنى من مقومات الحياة”.

وشدد أبو رمضان على أن البديل الفعّال هو تشكيل لجان شعبية وطنية تعمل على توزيع المساعدات بشكل عادل وشفاف، بعيدًا عن أي أجندات خارجية، مع ضرورة تعزيز التكافل الاجتماعي الداخلي، بما يضمن صمود الناس ورفضهم لهذه المشاريع المشبوهة.

وأضاف: “أن القبول بالأمر الواقع لا يعني الاستسلام، بل يجب أن يستمر الضغط الشعبي والسياسي والإعلامي لرفض هذه الهيئة، مع حث المجتمع الدولي والدول العربية على دعم آليات بديلة تحترم الكرامة الإنسانية وتستجيب للاحتياجات الفعلية لسكان القطاع”.

واختتم أبو رمضان تصريحه قائلاً: “هناك إجماع وطني شامل – من فصائل، ومؤسسات أهلية، وقطاع خاص، ومنظمات دولية – على رفض هذه الخطة. وهذا الإجماع يجب أن يُستثمر لتوحيد الجهود في إفشالها على الأرض، وطرح بدائل تحفظ حقوق الناس وتحمي نسيجهم الاجتماعي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى