Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
تقاريرثابت

“الطباعة العمياء”… لوحات تروي حكايات الصمود في غزة

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

الطباعة العمياء تقرير: سهر دهليز

من قلب غزة التي تعاني الويلات وتحت ظلال الحصار، نجح الفن مرة أخرى في رسم ملامح الأمل والصمود من خلال معرض فني فريد من نوعه بعنوان “الطباعة العمياء”، الذي زين جدران مستشفى العودة شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

هذا المعرض لم يكن مجرد حدث فني عابر، بل لوحة من الإبداع المستوحى من الألم الفلسطيني الذي تحوّل إلى رسالة أمل تخترق الحدود…

الفن يروي حكايات الصمود

تقنية “الطباعة العمياء”، التي تعتمد على الإحساس والشعور بدلًا من النظر، كانت الخيار الأمثل لتجسيد معاناة شعب يعيش في ظلام الحصار، الأعمال الفنية المعروضة حملت بين طياتها قصصاً إنسانية، حكايات النضال اليومي، وأحلام أطفال غزة التي تأبى الانكسار.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

يقول محمد الحاج الفنان التشيكلي الذي نزح من مدينة غزة إلى مخيم النصيرات بسبب الحرب العدوانية على قطاع غزة: “إن معرض “الطباعة العمياء” يعتبر ختامي للورشة الفنية التي استهدفت شريحة كبيرة من طلبة الفنون الجميلة والفنانين الشباب واليافعين في أماكن نزوحهم المختلفة (النصيرات ودير البلح ومواصي خانيونس)، بدعم من مركز عبد المحسن القطان”.

وأضاف: “أن نتاج هذه الورشة الأعمال التي شاركت بالمعرض، والتي تنتمي لتقنية من تقنيات “الطباعة العمياء” التي تعتمد في فكرتها على اظهار الخطوط والأشكال من خلال إبرازها بأدوات شبيهة بأدوات النحت على الورق وتجسيمها بشكل ثلاثي الأبعاد والاعتماد على أشعة الشمس أو الضوء الصناعي لمشاهدة هذه الأشكال من خلال عرضها بطريقة مختلفة عن غيرها من الفنون”.

ضبابية المشهد

وأشار الحاج إلى فلسفة “الطباعة العمياء” بأنها امتداد لفلسفة المشهد السياسي الأعمي الذي يعيشه أهالي قطاع غزة على مدار أكثر من عام، وهم يتطلعون لرؤية النور بوقف الحرب العدوانية على القطاع، حيث أن الأعمال الفنية وان كانت تعالج اليوميات الاعتيادية التي يعيشها النازح الفلسطيني خلال الحرب، إلا أن هذه الأعمال مازالت ضبيابية من ضبابية المشهد المحيط بهم، لافتاً لضرورة الاقتراب ورؤية المشهد من مسافة صفر لفهم رسالتنا وأنه رؤيته من مسافة بعيدة تفقده كافة التفاصيل كما هو حال الوضع بقطاع غزة التي يقف العالم أجمع كمتفرج من بعيد ولا يرى تفاصيل الأحداث فيه بالشكل المطلوب.

أما الطالبة وداد الكحلوت والتي تبلغ من العمر22عاماً، وتدرس تربية فنية وتصميم جرافيك بجامعة الأقصى قالت: “شاركت بالمعرض عندما شاهدت الإعلان عنه من أستاذ الجامعي محمد الحاج، أن هذه الفرصة كانت رائعة بالنسبة لي كوننا كفنانين بغزة حُرمنا من المساحة الفنية الخاصة بنا في ظل الحرب على قطاع غزة التي طالت كافة مجالات الحياة، وأنني أحاول قدر المستطاع المشاركة بأي مشروع يدعم الفن والفنانين وبيعطيني المساحة التي اعبر بها عن نفسي بفني وأمارس فيها الفنون بأنواعه وأشكاله الحديثة”.

وأضافت: “إن فكرة المعرض تتحدث عن “الطباعة العمياء” والتي تتمثل في كيفية استغلال الأدوات المتوفرة لدينا في ظل الحرب التي غابت فيها الكثير من المواد الفنية التي يحتاجها الفنانين للإبداع  ورسم اللوحات المتنوعة التي تعبر عما يدور بداخلنا وإظهاره للعالم الخارجي، وأن الفن والحياة وجهان لقضية واحدة”.

الجمال من عمق الألم

وأكدت الكحلوت أنها كانت تجربة رائعة وممتعة في استغلال وتجربة أشياء جديدة لم يخطر لنا حتي في أحلامنا أن نصل لهذه المرحلة، مشيرة إلى رسالتها للعالم بأن غزة ليست فقط مكاناً يعاني، بل هي أيضاً أرض للإبداع والتحدي، و”الطباعة العمياء” كانت وسيلتهم لتأكيد أن الجمال يمكن أن ينبعث حتى من عمق الألم.

وفي حديث مع الفنان التشكيلي هيثم زعرب قال: “تلقيت هذا التدريب في مكان نزوحنا بمدينة خانيونس، حيث كانت تجربة جديدة لنا بعد انقطاع طويل من الرسم لافتقار قطاع غزة بالمعدات الخاصة بنا كفنانين، وأن هذه الورشة والمعرض أعادوا لنا ما تركناه قبل الحرب”، مضيفاً “اعتمدت رسوماتي بهذا المعرض على مشاهد حالات النزوح الذي تعرضنا له من قبل الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب، مثال امرأة تحمل سنبلات القمح والخيام التي تجسد به النزوح الكامل بالعباءة المحملة على الرأس، ونقوش تحمل رموزاً وطنية وإنسانية تعكس التحديات التي واجهتنا بقطاع غزة في ظل الحصار المستمر والاعتداءات المتكررة على البشر والحجر”.

ولفت زعرب إلى جدران المستشفى التي اعتادت أن تشهد الألم والدموع، تحولت إلى مساحة نابضة بالحياة والألوان فكل لوحة حملت رسالة فنية ووطنية، لتقول للعالم: “غزة رغم الدمار ما زالت تنبض بالإبداع، وأننا شعب لم يستسلم وتعودنا على بناء جسر الأمل فوق ركام الأحلام”

يبقى معرض “الطباعة العمياء” ليس مجرد حدث فني، بل هو قصة شعب يكتب مستقبله بريشة الأمل، ليُظهر للعالم أن الإبداع الفلسطيني أقوى من كل الحواجز، ودليلاً على أن غزة لا تزال تُبدع رغم الألم، لتُثبت مرة أخرى أن الشعب الفلسطيني قادر على تحويل المعاناة إلى مصدر إلهام وإبداع يعكس صمودهم أمام التحديات

تغطية مستمرة.. تابعونا على قناة شبكة الخامسة للأنباء في تيلجرام

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى