تقاريرثابت

الاحتلال يلاحق الصحفيين لتصفية فرسان العدسة والكلمة في غزة

الاحتلال يلاحق الصحفيين.. تتكشف يومًا بعد يوم الجرائم الممنهجة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين الفلسطينيين، الذين يدفعون حياتهم ثمنًا لنقل الحقيقة من قلب المجازر.

و أعلنت نقابة الصحفيين الفلسطينيين والمكتب الإعلامي الحكومي أن عدد شهداء الصحافة في غزة بلغ حتى صباح اليوم 214 صحفيين وصحفيات، منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023، وهو الرقم الأعلى في تاريخ الحروب ضد الإعلاميين.

هذا العدد الصادم لا يعكس فقط حجم الخسارة في الأرواح، بل يُظهر نية واضحة لإسكات الصوت الفلسطيني واستهداف من يحملون الكاميرا والميكروفون بدلًا من السلاح. فالعديد من الصحفيين قُتلوا أثناء أدائهم لعملهم، وآخرون استهدفوا في منازلهم وسط عائلاتهم.

الصحفي محمد العالول، أحد الناجين من قصف استهدف طاقمه، يروي: “مجرد أن نحمل كاميرا أو ميكروفون، نصبح هدفًا مباشرًا. نحن لا نُعامل كمدنيين ولا كصحفيين. الاحتلال لا يفرّق بين عدسة وسلاح.”

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

أما الصحفية هنادي شتات، أرملة المصور الشهيد وائل شاهين، فتقول: “زوجي لم يكن يحمل سوى كاميرته. كان يصوّر مجزرة حين استُهدف. لم يبقَ منه إلا صوره الأخيرة، وكأنها رسالته للعالم قبل الرحيل.”

استشهاد الصحفي يحيى صبيح بعد 5 ساعات من ولادة طفلته

في جريمة جديدة تُضاف إلى سلسلة جرائم الاحتلال بحق الصحفيين، استشهد الصحفي يحيى صبيح يوم أمس في مجزرة مطعم التايلندي بغزة، بعد خمس ساعات فقط من ولادة طفلته. زملاؤه أكدوا أنه واصل عمله رغم فرحته الشخصية، ليُضاف اسمه إلى قائمة طويلة من الصحفيين الذين دفعوا حياتهم ثمناً لنقل الحقيقة.

المكتب الإعلامي: إبادة إعلامية ممنهجة

قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن استهداف الصحفيين هو جريمة حرب متكاملة الأركان، تهدف إلى قتل الشهود وتمزيق الرواية الفلسطينية.

وأضاف الناطق باسم المكتب: “إسرائيل تسعى لإسكات الكلمة، وحجب الحقيقة عن العالم. كل شهيد من الصحفيين كان صوتًا فلسطينيًا ينقل المأساة، وتمت تصفيته عمدًا.”

نقابة الصحفيين: حرب على الذاكرة والكاميرا

في بيان لها، حمّلت نقابة الصحفيين الفلسطينيين الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم، مؤكدة أن تكرار استهداف منازل الصحفيين ومقارهم يُظهر نية مبيّتة لإسكات الإعلام الفلسطيني.

وأشارت النقابة إلى أن بعض الصحفيين استُهدفوا مع عائلاتهم، كما حدث مع: الصحفية بيان أبو عيشة، التي استشهدت مع زوجها وأطفالها الثلاثة في قصف لمنزلهم غرب غزة.

الصحفي حسن اصليح علّق: “منذ اليوم الأول للحرب، كان الصحفيون مستهدفين. كأن هناك قائمة تصفية، كل من ينقل صوت غزة يُقصف. الإعلام هنا في مرمى النار.”

صمت دولي رغم الإدانات

ورغم الإدانات الدولية من مؤسسات مثل “مراسلون بلا حدود” والاتحاد الدولي للصحفيين، إلا أن المجتمع الدولي لم يتخذ خطوات فعلية لمحاسبة الاحتلال.

قالت “مراسلون بلا حدود”: “ما يجري في غزة يهدد مستقبل الصحافة. لا يمكن أن يصبح الصحفي هدفًا مشروعًا في أي صراع.”

الاحتلال يلاحق الصحفيين

توثيق الحقيقة أصبح خطرًا يودي بالحياة

المصور عبد الله المصري، الذي أصيب أثناء تغطية عمليات الإنقاذ، قال: “في لحظة فقدت زميلي وذراعي. كنا نوثق مشهدًا إنسانيًا، لا عسكريًا، لكن الاحتلال أراد إسكات الصورة، وأيادي توثيقها”.

الكاميرا مستمرة في المواجهة

رغم المخاطر، يواصل صحفيو غزة أداء مهمتهم في توثيق المجازر والواقع اليومي، حاملين كاميراتهم كأدوات مقاومة. ومع استشهاد 214 من فرسان الكلمة، تظل الحقيقة حاضرة، رغم محاولات دفنها تحت الركام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى