“عبد العاطي” للخامسة: صفقة تبادل الأسرى تواجه تحديات كبيرة والمرحلة الثانية مهددة بالتعثر بسبب تعنت الاحتلال

أكد د. صلاح عبد العاطي رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد”، أن صفقة تبادل الأسرى تواجه تحديات كبيرة تهدد سيرها بشكل عام، حيث شهدت المرحلة الأولى العديد من العراقيل، أبرزها تلكؤ ومماطلة الاحتلال في تنفيذ التزامات المساعدات الإنسانية، وتجاهله للبروتوكول الإنساني المتفق عليه، بما في ذلك إدخال البيوت المؤقتة “الكرفانات” والخيام والمعدات الثقيلة والأجهزة الطبية، مما دفع الوسطاء للتدخل والإفراج عن الدفعة السادسة في هذه المرحلة.
وأضاف عبد العاطي في تصريح خاص لـ “شبكة الخامسة للأنباء”، أن المراحل التالية من الصفقة مازالت تواجه تهديدات مستمرة، حيث ترفض إسرائيل حتى الآن إرسال وفد للتفاوض بشأن المرحلة الثانية، موضحاً أن هناك طرحًا بديلاً يتمثل في الانتقال إلى مرحلة انتقالية “ب” بين المرحلة الأولى والثانية، بحيث يتم الاستفادة من ضرورة وجود هدنة خلال شهر رمضان، وهو ما تروج له الولايات المتحدة وإسرائيل.
وأشار إلى أن هذه التوجهات قد تؤثر بشكل كبير على أبعاد و تفاصيل الصفقة وقدرتها على التقدم، لافتًا إلى أن حركة حماس تدرك أن إسرائيل والولايات المتحدة تهدفان إلى انتزاع ورقة الأسرى منها، في المقابل حذر من أن هذه التطورات قد تؤدي إلى تصعيد ميداني جديد واحتمالية العودة إلى الحرب بصيغ وصور مختلفة.
ولفت عبد العاطي إلى أن تصريحات نتنياهو وترامب تأتي في سياق الضغط الممارس ضمن المفاوضات الحالية، حيث يسعى الطرفان إلى تغيير أبعاد الصفقة أو منع الانتقال إلى المرحلة الثانية تحت أي صيغة كانت، وان هذا التوجه يعكس إصرارًا على العودة إلى العدوان الإسرائيلي وتنفيذ رؤية ترامب واليمين الفاشي المتطرف بقيادة نتنياهو، أو تأجيل تطورات القضية الفلسطينية وضم الأراضي الفلسطينية.
وختم عبد العاطي حديثه قائلاً: “إن هناك أبعاد أخرى قد تسهم في دفع الأمور نحو إتمام الصفقة في مرحلتها الثانية، أبرزها الضغوط الداخلية في إسرائيل، خصوصًا من عائلات الأسرى، والتي تشهد تبلور إجماع داخل دولة الاحتلال يرفض العودة إلى الحرب، نظرًا للخسائر الكبيرة التي تكبدتها، ناهيك عن تواصل جهود الوسطاء عبر تقديم خطط لإعادة الإعمار والكثير من الحلول لتذليل العقبات التي من شأنها أن تساهم في تجنب التصعيد، وهو ما قد يعزز دفع العملية باتجاه مقاربة شاملة تضمن تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار”.
ومن الجدير ذكره أنه منذ بداية سريان وقف إطلاق النار في 19 يناير، بلغ إجمالي عدد المحتجزين الذين تم الإفراج عنهم 19 إسرائيليًا و5 عمال تايلانديين، في مقابل أكثر من 1100 أسير فلسطيني، بما في ذلك العشرات من أصحاب الأحكام المؤبدة.
وفي إطار المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، والتي تستمر 42 يومًا، من المتوقع أن يتم الإفراج عن 33 محتجزًا إسرائيليًا، من بينهم 8 على الأقل قُتلوا، مقابل إطلاق إسرائيل سراح 1900 أسير فلسطيني، وأنه لا يزال هناك 73 أسيرًا إسرائيليًا محتجزين في قطاع غزة “حسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية.
كان من المفترض أن تبدأ مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق في 3 فبراير الجاري، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أرسل وفدًا إلى الدوحة دون صلاحيات للتفاوض، مما عرقل بدء المرحلة الثانية.