مقالات الخامسة

جهاد العرجا: عظام الرقبة

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

هناك مصطلح لابد من الإشارة إليه وتوضيحه وهو مصطلح (عظام الرقبة).
وبداية نقول إن من ألذ اللحم لحم عظم الرقبة.
ولذلك أصبح مصطلح عظم الرقبة يقال للمقربين جدا، فيقال: فلان من عظم الرقبة.
فتجد أن من يحيطون بالشخص من عظام الرقبة الذين لا يُستغنى عنهم بل يُفضلون على غيرهم حتى لو كان التقديم بدون وجه حق.
وكان هذا الاستخدام موجودا عند غير الإسلاميين الذين كانوا يطبقون_إلى حدٍ ما_ قوانين الحق والعدل في اختيار الموظفين والملتحقين بالمؤسسات الإسلامية.
ولكن بدأ هذا المصطلح يتسرب شيئا فشيئا إلى مؤسسات الإسلاميين فأصبح معيار الاختيار للأقرب ( سكنا أو فكرا أو مصلحة) وليس للأكفء كما كان في السابق.
ومن هنا بدأ الوهن يدب في أوصال هذه المؤسسات وينخر فيها كالسوس في الخشب، وبدأ الهمز واللمز والتحاسد في العمل مما انعكس سلبا على المؤسسات الإسلامية فالكل يقول: لماذا فلان ولماذا علان مع أن هناك من هو في كفاءته أو أعلى منه كفاءة، فيبدأ المتحمس للعمل تخبو حماسته ويقل اندفاعه وخاصة أن التقدير والاحترام والترقيات والعلاوات يكون لعظام الرقبة وليس بحسب الأقدمية والخبرة، مما أفقد المؤسسات الإسلامية كثيرا من الخير الذي كان سابقا.
فأصبح عظام الرقبة عالة على المؤسسة بل وأحد عوامل فشلها.
فيا ولاة الأمر في كل مكان عليكم أن تضعوا ضوابط لعظام الرقبة بحيث نرجع إلى ما كنا عليه من تقديم الكفء وليس الأقرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى