تقارير

يديعوت: هكذا تصل إسرائيل إلى هدنة طويلة المدى مع غزة..؟؟

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

الخامسة للأنباء
يديعوت – بقلم: غادي شماني لواء احتياط عضو حركة “قادة من أجل أمن إسرائيل”

خلقت حملة “حارس الأسوار” فرصة لتغيير قواعد اللعب في قطاع غزة. فبعد سنوات اتبعت فيها إسرائيل سياسة فاشلة أتاحت تعزيز حماس والجهاد الإسلامي، باسم الحاجة للتركيز على إبعاد التهديد الإيراني، تلقينا إيران على أسيجة غزة. فخطأ محمد الضيف ويحيى السنوار إذ قررا إطلاق الصواريخ في “يوم القدس” مثله كمثل الصدمة التي تجعل الضفدع يموت حين يقفز إلى خارج الماء الساخن، قبل ثوان قليلة من فقدان الوعي.

لقد عمل الجيش الإسرائيلي على نحو ممتاز في الحملة ووجه لحماس ضربة قاسية. حتى لو كان زعماء حماس يروون لأنفسهم قصة أخرى، فإنهم يعرفون الحقيقة. إن ردود الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة وقرار ضرب حماس على خروقات لم تكن من قبل تنال رداً مناسباً، هي ردود صحيحة أيضاً، ومن المهم مواصلة هذا الخط بل وتصعيده إلى إحباطات مركزة لخلايا إطلاق البالونات، حتى بثمن جولات قتالية أخرى، إلى أن تثبت الرسالة بأن سكان الجنوب لن يواصلوا كونهم رهائن في أيدي منظمات الإرهاب في القطاع. أما الدرجة التالية، فإن احتلال غزة والسيطرة عليها لتدمير البنى التحتية في القطاع، ستكون نواقصه -إشكالياً وإجمالياً- أكبر من فضائله.

إن استخدام قوة عسكرية، ناجعة وذكية، لن يحقق هدوءاً واستقراراً على مدى الزمن إلا إذا ترافق وعملاً سياسياً صحيحاً ومتمماً. أما إنجاز قليل في تثبيت الهدوء في الجنوب وعدم إعادة جثماني الجنديين والمواطنين الحيين لعائلاتهما، حتى لو كان مطلوباً لذلك زمن وانفجارات لجولات قتالية أخرى، فسيعدّ ضعفاً إسرائيلياً، ويدعو إلى المشاكل في جبهات أخرى.

إن جهد تثبيت الهدوء في غزة هو الآن في الملعب السياسي. وإعمار غزة شرط لتثبيت تهدئة لمدى طويل. على إسرائيل أن تتجند لدعم بلورة ائتلاف مع دول المنطقة من خلال الأمريكيين يسمح لإعمار غزة، تحت رقابة وثيقة تقلص توجيه المقدرات للتعاظم العسكري لمنظمات الإرهاب.

نجاح مثل هذه الخطوة متعلق كثيراً بالموقف من عناصر الصيغة الأخرى لتعطيل أسباب الاشتعال التي تحاول حماس عزوه لنفسها. أولها هو الحرم: من أجل سحبه من الذخر الدعائي هذا، ينبغي تجديد الوضع الراهن، والمساعدة في عودة السيطرة الأردنية على الحرم ومعالجة المتطرفين بيد قاسية. وإن مشاركة المغرب، ذي العلاقات الطيبة مع الأطراف والمسؤول عن موضوع القدس في الجامعة العربية، يمكنها أن تساهم في التهدئة هي أيضاً. كما ينبغي إشراك زعماء دينيين معتدلين للجلوس معاً، يهوداً ومسلمين ومسيحيين، لنقل رسائل التهدئة والسلام. العنصر الثاني هو السلطة الفلسطينية، فعلى إسرائيل أن تدعم الجهد الأمريكي – المصري لعودتها بالتدريج إلى قطاع غزة، بداية من المعابر ومن إسرائيل إلى القطاع ومن معبر رفح من جديد، مع قدرة فحص متطورة ليست موجودة اليوم في الجانب المصري، ومع رقابة دولية، وبشفافية إسرائيلية وفي الزمن الحقيقي في المعبر الفلسطيني، مثلما كان حتى سيطرة حماس على القطاع، وذلك كي تتمكن السلطة من تحمل المسؤولية عن إدارة القطاع وتعزيزها بعناصر مدنية واقتصادية، والسماح لقوات أمنها بالعمل والامتناع عن إحراجهم على أساس المبدأ الذي يقضي بأن كل مكان يعمل فيه الجيش الإسرائيلي بنجاعة، يقلص وجوده واحتكاكه مع السكان الفلسطينيين.

إن إسرائيل دولة قوية، وقوة عظمى عسكرية وتكنولوجية واقتصادية على مستوى إقليمي. يمكننا وينبغي لنا أن نكون أكثر سخاء تجاه من قرروا ألا يعودوا إلى الكفاح المسلح. على إسرائيل أن تدعم خطوة أمريكية لإطلاق مسيرة تؤدي في نهايتها إلى الانفصال عن الفلسطينيين بشكل يضمن حياة آمنة وبكرامة لنا ولجيراننا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى