نتنياهو يكشف أسرار عن “الضم” وإيران وغزة والسودان وسوريا
شبكة الخامسة للأنباء - غزة
الخامسة للأنباء – الأراضي المحتلة
كشف زعيم المعارضة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وافق في عام 2020 على أن تضم إسرائيل حوالي ثلث الضفة الغربية على الفور، ولكنه تراجع عن ذلك في اليوم التالي لليوم الذي طرح فيه هذا المقترح والذي كان جزءًا من خطة “صفقة القرن” التي روح لها.
ولفت نتنياهو في كتابه الجديد “بيبي – قصة حياتي” الذي وزع الجمعة، أنه وافق آنذاك على الخصة التي كان من المفترض في إطارها نقل حوالي ثلثي أراضي الضفة إلى سيطرة الفلسطينيين، بحسب ما جاء في موقع صحيفة “هآرتس” العبرية.
وبين نتنياهو أنه وافق على الخطة التي أعدها جاريد كوشنر مستشار وصهر ترامب، على افترض أن الفلسطينيين سيرفضوها على أي حال، مشيرًا إلى أنه أعلن في ذاك الوقت إعلاميًا عن نية حكومته ضم أراضٍ من الضفة، لكن في اليوم التالي أصدر البيت الأبيض بيانًا مفاده أن الضم الفوري ليس على جدول الأعمال.
وكتب نتنياهو الذي يتكهن أن منافسه وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس ربما أقنع ترامب بالتراجع عن الخطوة، كتب أنه “حتى يومنا هذا ليس من الواضح سبب التغيير .. لقد أنجزت الجزء الخاص بي من الصفقة، لكن لسوء الحظ لم يقم الأميركيون بدورهم”.
وأشار نتنياهو في كتابه إلى أن كيف كان ترامب في بداية رئاسته يقع تحت تأثير “صديق مشترك” تسبب في خفض العلاقة بينهما بشكل سيء – ويبدو أن نتنياهو كان يشير إلى رئيس المؤتمر اليهودي العالمي الملياردير رون لودر، كما تذكر “هآرتس” –
وبحسب رئيس المعارضة الإسرائيلية، فإن ذلك “الصديق المشترك” أقنع ترامب بإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين وأن نتنياهو كان عقبة أمام ذلك، ووفقًا له، حاول صهر ترامب ومستشاره المقرب جاريد كوشنر أيضًا الضغط في اتجاه مماثل واقترح حتى على سفير إسرائيل في الولايات المتحدة رون ديرمر، أن تجمد إسرائيل البناء في المستوطنات لبضع سنوات.
وبين نتنياهو أنه نجح في تغيير نظرة ترامب تجاه القيادة الفلسطينية من خلال عرضه مقطع فيديو على ترامب خلال زيارته لإسرائيل في بداية ولايته، ويظهر فيه الرئيس محمود عباس وهو يتحدث عن السلام أمام شخصيات غربية، وفي خطاب باللغة العربية يشيد بـ “الإرهابيين”، وفق تعبيره.
وفي الكتاب، يصف نتنياهو أيضًا علاقته الغامضة مع الرئيس الذي سبق ترامب، باراك أوباما، وبحسب نتنياهو، فقد حث أوباما على الأمر بشن هجوم أميركي على المنشآت النووية الإيرانية، وأن هذا الطلب تم خلال زيارة أوباما لإسرائيل عام 2013، وكلماته تشير إلى أن هذا لم يكن الطلب الأول، وهو بذلك يؤكد اتهامات أعضاء في إدارة أوباما زعموا في السابق أن نتنياهو حاول “توريط” الولايات المتحدة في الحرب مع إيران.
بحسب نتنياهو، رفض أوباما الطلب على أساس وأن الجميع بحاجة إلى قيادة الأمر بطريقة مختلفة.
يتضمن الكتاب أيضًا إشارات إلى العديد من المسؤولين الإسرائيليين، وبحسب نتنياهو، عارض بيني غانتس، بصفته رئيس الأركان لعدة سنوات، خطة هجوم على شحن أسلحة كبيرة من إيران إلى قطاع غزة عبر السودان، كان من المفترض أن يتم تنفيذ الهجوم في مطار الخرطوم الدولي، وعلى الرغم من دعم قادة القوات الجوية وقسم المخابرات في الجيش الإسرائيلي، فإن رئيس الأركان غانتس “عارض بشدة” على أساس أن عملية بهذا الحجم يمكن أن يتسبب في حرب وبالتالي يتطلب موافقة الحكومة بأكملها، وألغى نتنياهو مثل هذا الاحتمال، وتلقى من المدعي العام يهودا واينشتاين رأيًا مفاده أن الإجراء يمكن الموافقة عليه دون دعوة أعضاء الحكومة للاجتماع.
وتم تنفيذ الهجوم على الخرطوم من خلال طائرات مقاتلة سارت على طول البحر الأحمر، وتم بنجاح في 23 أكتوبر/ تشرين أول 2012، ونتنياهو هو أول مسؤول إسرائيلي رسمي يؤكد وجودها بعد عقد من الزمان، وبحسب قوله، بعد الهجوم أوصل رسالة شخصية لحاكم السودان آنذاك عمر البشير ، مفادها أنه إذا لم تنته شحنات الأسلحة الإيرانية عبر أراضيه، “فأنت التالي في الصف (الاغتيال)”.
ولفت نتنياهو إلى أنه في مرتين حاول عامي 2010 و2011، الحصول على موافقة لشن هجوم ضد إيران، لكنه كان يصدم برفض كبار المسؤولين الأمنيين باعتبار أن مثل هذا الهجوم قد يشعل حربًا إقليمية ويضر بالعلاقات مع الولايات المتحدة.
وأكد نتنياهو ما نشر في “هآرتس” قبل سنوات، أنه اقترح على إدارة أوباما خطة تبادل أراضٍ مع مصر كان من شأنها أن تسمح للفلسطينيين باستلامها، على قاعدة المزيد من الأراضي في سيناء مقابل قطاع غزة، وفي المقابل يمكن لإسرائيل ضم أراضٍ من الضفة الغربية، لكن مصادر عارضت الفكرة قبل أن تبدأ أي محادثات بشأنها.
وفي سياق غزة، أكد نتنياهو أيضًا ولأول مرة أن إسرائيل واجهت سابقًا استنزافًا لمخزونات القبة الحديدية الاعتراضية خلال الصراعات في غزة، وتحديدًا في عملية “عامود السحاب” عام 2012، وكان هذا اعتبارًا في قرار إنهاء العملية بسرعة، ولكن بعد عامين أثناء عملية “الجرف الصامد”، وبفضل زيادة الإنتاج بمساعدة مالية أميركية، كان لدى إسرائيل بالفعل ما يكفي مخزون الصواريخ الاعتراضية، مؤكدًا في ذات الوقت الأنباء التي نشرت حينها أن الأميركيين منعوا إمداد إسرائيل بصواريخ “هيلفاير”.
كما يؤكد نتنياهو في كتابه أنه شارك في مفاوضات مع نظام الأسد حول مستقبل مرتفعات الجولان، حيث كانت المبادرة الأولى بوساطة لودر خلال فترة ولايته الأولى في التسعينيات، وأنه اقترح نتنياهو على الرئيس السوري حافظ الأسد أن تنسحب إسرائيل من الجولان لكن تبقى الحدود على الهضبة وليس على شواطئ بحيرة طبريا، ولكن الأسد رفض العرض بضغط من قائد الجيش السوري، أما المبادرة الثانية فكانت باقتراح نتنياهو نفسه أن تبدأ إدارة أوباما مفاوضات مع بشار الأسد في حال تعثرت العملية مع الفلسطينيين، ولم يتحقق ذلك بسبب اندلاع الحرب الأهلية في سوريا.
ويرى نتنياهو أنه كان لا يعتقد أن المحادثات مع سوريا ستؤدي إلى اتفاق على أي حال وأنه يريد بشكل أساسي تخفيف الضغط الأميركي عليه للتنازل عن الفلسطينيين.