الاحتلال يركّز مجازره بشمال غزة وسط الحديث عن “وقف النار”!
شبكة الخامسة للأنباء - غزة
يواصل جيش الاحتلال حرب الإبادة في قطاع غزة لليوم الـ432 على التوالي في ظل جرائم حرب ضد الإنسانية يرتكبها ويزيد من تركيزها في منطقة شمال قطاع غزة الذي يستهدف البراميل المتفجر والصواريخ التي تزن أطنان من المتفجرات، وكل ذلك يأتي في وسط زيادة الحديث عن وجود بوادر لوقف إطلاق النار بين المقاومة في قطاع غزة وكيان الاحتلال الإسرائيلي.
لا تزال قوات الاحتلال تحاصر منطقة شمال قطاع غزة “جباليا وبيت لاهيا”، بشكل خانق وتمنع التواصل بين شمال القطاع ومدينة غزة، في إطار خطة الجنرالات التي ينفذها الاحتلال بحق هذه المنطقة؛ دون النظر لحجم معاناة الناس التي تتفاقم يوماً بعد يوم.
واستشهد 33 فلسطينيا وأصيب وفقد آخرون، فجر الأربعاء، في قصف إسرائيلي لثلاثة منازل في مناطق مختلفة بقطاع غزة ضمن إبادة جماعية مستمرة منذ أكثر من 14 شهرا.
وقال شهود عيان: “إن طائرة حربية إسرائيلية أغارت بشكل عنيف على منزل لعائلة أبو الطرابيش مكون من 3 طوابق قرب مستشفى كمال عدوان في مشروع بيت لاهيا شمالي القطاع”.
وأضاف الشهود: “القصف دمر المنزل كاملاً، ما أدى إلى استشهاد 23 شخصاً وفقدان 10”.
كما ذكروا بأن “أصوات استغاثة خرجت من تحت ركام المنزل المستهدف بعد القصف مباشرة، وبدأت تخفت تدريجيا حتى اختفت نهائيا، دون معرفة مصير المفقودين والجرحى”.
ليلة عصيبة وقاسية
ووصفت الليلة الماضية في منطقة شمال قطاع غزة بأنها “ليلة عصيبة” وقاسية؛ نتيجة تنفيذ جيش الاحتلال العديد من الأحزمة النارية من خلال الطيران الحربي، بالإضافة لعمليات نسف واسعة نفذها الجيش الإسرائيلي لمنازل ومربعات سكنية بمناطق مختلفة.
وقال شهود عيان: “سمع دوي انفجارات ضخمة وهو ناجم عن عمليات النسف التي تزامنت مع قصف جوي ومدفعي وبحري مكثف خاصة في مدينة بيت لاهيا ومشروعها ومعسكر جباليا”.
وقالت مصادر صحفية: “شنت طائرات حربية إسرائيلية سلسلة غارات متتالية وعنيفة “أحزمة نارية” على مدينة بيت لاهيا وفي محيط مستشفى كمال عدوان الذي يضم مرضى ويؤوي نازحين، وفق قولها.
وأضافت المصادر: “الجيش الإسرائيلي كثف “عمليات تفجير الروبوتات المفخخة في منازل ومربعات سكنية بمحيط كمال عدوان، ما تسبب بأضرار في مباني المستشفى ومحيطه”.
كما نفذ الجيش عمليات مشابهة لنسف منازل في مناطق الصفطاوي والتوام ووسط مخيم جباليا وحي الزيتون جنوب غزة.
جدير ذكره أنه منذ 5 أكتوبر الماضي، ينفذ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في محافظة شمال قطاع غزة بدأها باجتياح بري جديد للمنطقة، بذريعة “منع “حماس” من استعادة قوتها في المنطقة” وفق قوله.
استمرار مسلسل الجرائم
أما في وسط القطاع، أفادت إدارة مستشفى العودة في مخيم النصيرات، بوصول “جثامين 7 شهداء إضافة إلى 6 إصابات جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا بمنطقة السعافين جنوب غرب مخيم النصيرات”.
وأظهر مقطع فيديو عمليات انتشال طواقم إسعاف تابعة لمستشفى العودة للجثامين من المنزل المستهدف.
ومن جانبهم، قال شهود عيان: “إن طائرة حربية إسرائيلية قصفت منزلا لعائلة “البيومي” غربي مخيم النصيرات، ما تسبب باستشهاد 7 أشخاص وإصابة آخرين وفقدان عدد آخر”.
وأضاف الشهود: “الغارة العنيفة تسببت بتدمير المنزل على رؤوس ساكنيه إضافة إلى أضرار في المنطقة المحيطة”.
وتابعوا “عمليات البحث عن مفقودين تحت الأنقاض لا تزال جارية من جانب مواطنين وطواقم إسعاف”.
وفي الإطار، تواصل القصف المدفعي في محيط دوار نظير في بلوك 12 شرقي مخيم البريج، وفق الشهود.
جنوب مدينة غزة، استشهد مواطنان وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في حي الزيتون يعود لعائلة “شلدان”، بحسب الدفاع المدني الفلسطيني.
وفي السياق، قصفت مدفعية الاحتلال المناطق الجنوبية لحي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة وسط إطلاق نار متواصل.
الحديث عن وقف النار
من ناحيتها، ذكرت مصادر صحفية “أنه من المنتظر أن يعود الوفد الإسرائيلي إلى القاهرة خلال الساعات المقبلة حاملاً أجوبة ستعرض على المسؤولين المصريين على أمل أن يعلن الوسطاء، مصر وقطر، دخول التهدئة حيز التنفيذ عند الساعة 12:00 بتوقيت القاهرة، نهاية هذا الأسبوع أو بداية الأسبوع المقبل”.
وقال مصدر مصري : “إن القاهرة سلمت الوفد الإسرائيلي أسماء 30 مختطفاً تنطبق عليهم الشروط الأولية للمرحلة الأولى من الصفقة، وهم فوق الخمسين ويحتاجون إلى علاج طبي”.
وأضافت المصادر: “أن حالة الاسرى الآخرين سيتم الاتفاق عليها خلال فترة وقف إطلاق النار”.
وأوضحت بقولها: “التوجه هو إطلاق سراح اسير واحد إسرائيلي كل يومين، ونقل الدواء والعلاج لعدد من الاسرى، مقابل إطلاق سراح عشرات الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال، ونقل عدد من الشاحنات المحملة بالمستلزمات الطبية والطبية والمساعدات الإنسانية للقطاع”.
وأشارت المصادر المصرية إلى أنه “تقرر إطلاق سراح الجنود في المرحلة التالية من الاتفاق”.
ومن المتوقع أن يزور مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان “إسرائيل” ومصر وقطر هذا الأسبوع، في محاولة أخيرة للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين ووقف إطلاق النار في غزة قبل تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في غضون ستة أسابيع.
وبحسب ما نقل موقع “أكسيوس” الأميركي، اليوم الأربعاء، عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض شون سافيت، فإنّ سوليفان سيسافر إلى المنطقة، اليوم، على أن يلتقي رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو غداً الخميس، كما سيلتقي مسؤولين إسرائيليين آخرين خلال الرحلة وذلك لمناقشة عدد من القضايا، بما في ذلك اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين وأبرز الأحداث في سورية.
وقال مصدران مطلعان لـ “أكسيوس” إنّ سوليفان سيزور القاهرة والدوحة خلال الرحلة وسيلتقي مسؤولي البلدين لبحث جهود الوساطة، مشيرين إلى أنه يخطط لضغط على الإسرائيليين والقطريين والمصريين للقيام بكل ما يلزم لإبرام الصفقة في غضون أيام، والبدء في تنفيذها في أقرب وقت ممكن.
ومن ناحيته، أكد الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، اليوم الأربعاء 11-12-2024، أنه “يعمل بجد لإعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة”.
وقالت القناة 13 العبرية: “الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب اجتمع في فلوريدا مع يهوديت رعنان، التي أُطلق سراحها من أسر حماس، وتعهد قائلًا: “أعمل بجد لإعادة الأسرى”. وفق قوله.
ولمح ترامب بقوله: “يوم تنصيبي في 20 يناير، يوم جيد جدًا”. على حد وصفه.