تقارير

قبور مجبُولة بالدّم..
مجزرة آل نجم جريمة جديدة تضاف لسجلات الاحتلال السوداء

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

نادين عثمان – تقرير خاص

جريمة إسرائيلية تخطّت جميع الخطوط الحمراء وقتلت الانسانية بأبشع الاستهدافات ، حينما قررت طائرات الاحتلال “الاسرائيلي” مساء يوم الاحد الموافق 7 أغسطس للعام 2022 وخلال تصعيد عسكري ضد قطاع غزة المحاصر بإستهداف مجموعة من الأطفال بصواريخ قتالية معبئة بأثقال من المتفجرات في محاولة افلاس جديدة وتخبط ملحوظ كما في كل عدوان على غزة ،بنك أهدافهم أطفال يلهون ويلعبون ،فتصب عليهم نيران صواريخها الحاقدة ،لتضيف مجزرة جديدة على سجلاتها السوداء.

ماحكاية أطفال آل نجم الشهداء ؟

في منطقة الفالوجا شمال قطاع غزة تجمع الأحفاد الأربعة من آل نجم حول قبر جدهم “جميل” في المقبرة المقابلة لباب بيتهم في مخيم جباليا شمال غزة ، يواسون أنفسهم ويدعون ،ويفتقدونه ، فباغتتهم صواريخ الاحتلال الصهيوني واستهدفتهم دون رحمة بصاروخ ارشادي قاتل من طائرة استطلاع ،لتتوزع دمائهم وأشلاءهم من أجسادهم البرئية فوق قبر جدهم مساء يوم الأحد الماضي، ثالث أيام العدوان الأخير على غزة ، ووفقاً للشاب (محمد عبد الرحمن) أكد أن الصاروخ الاسرائيلي استهدف أطفال عائلة نجم بشكل مباشر ،وبقينا لساعات ونحن نجمع أشلاءهم المتناثرة بين قبور الأموات ،ولم يرحم الصاروخ أيضاً قبر جدهم حيث شق إسم جدهم على القبر إلى نصفين، وماكان الا أن تبعثرت دماء وأشلاء هؤلاء الأبرياء على القبور المجاورة كما ذكرت لكم..
ويضيف محمد بقية الأطفال هربوا من هول المشهد بعد أن
شاهدوا رأس صديق لهم قد شُق لنصفين.

شهادات موجعة

حدثنا صديقهم وزميل الدراسة لهم الطفل “أحمد عثمان” (14 عاما) إنه كان دائم اللعب معهم في المقبرة لأنه المتنفس الوحيد ليدهم في عذا الحي حيث لا يوجد في مكان سكنهم ملاعب ولا متنزهات.

و أردف  “كانوا بيلعبو بجانب قبر سيدهم وجميل الحفيد قام بغسل القبر بالماء ونزل صاروخ وتفتتوا،  شفت حد فيهم طار بالهوا و دماءهم وأشلائهم عبت المكان وانا شردت وإجى الإسعاف عطول”،
وأكمل أحمد “ما سبت المكان بعد ماشالو الشهداء لا انا ولا حد من أولاد الحارة، ضلينا نتطلع ع المقبرة و مكان ما نقصفو كلنا مصدومين وزعلانين عليهم لسه دمهم  باقي على القبور”


فيما أضافت أخت الشهيد جميل إيهاب نجم “سعاد” منشوراً على الفيسبوك تصف حالتها بعد استشهاد شقيقها الأكبر وقالت ” أنا أخت الشهيد/جميل ايهاب جميل نجم في تاريخ ٧/٨/٢٠٢٢ استشهد أخويا جميل وصلني خبر موت أخويا صدمة عمرها مصارت قلبي كان هيوقف ماصدقت الخبر واسال حالي معقول هعيش بدون جميل كيف هعيش بدنو استشهد الساعة ٦:٥٠ اجا اليل وكان اصعب ليله بتيجي علينا احنا كلنا متجمعين بغرفة ناقص منها واحد ناقص منها جميل اخوياا ماحدا عرف ينام تاني يوم تاريخ٨/٨/٢٠٢٢ البوم الي اندفن في اليوم الي كلنا مابدنا اياا اجت الناس تعزي وبقلولي الله يرحمو ويصبركو انا جواتي مين الي الله يرحمو مين ميت اتزكر انو اخويا الي ميت جميل صغير على كلمة الله يرحمو جميل لسا ماعاش ولا خطوة من خطوات حياتو اجا معاد توديعو توديع اخويا الي هشوفو آخر مرة بحياتي جابو وانا بعيط لما شفتو دخلت في حالة صدمة ضليت ساكتة بس بستو وحسيت على وجهو كان متلج يوردي علياا متلج كان بس ريحتو مسك مسك فايح ريحتو وماطول وهوا عنا مستعجل ي عيني على القبر بدو يلحق يشوف الرسول وهوا بيستقبلو وبدو سيدنا ابراهيم يحفظو القرآن راح حبيبي راح دفنو وحطو تحت التراب حطو فوقه الرمل انا مش قادرة اتخيل اني بعزا اخوي حبيب قلبي وروحي  أنا فخورة اني بكون اختو انا اخت الشهيد جميل ايهاب نجم بكرة بستقبلني بالجنة وبياخدني عندو يانيالي اخت شهيد

وفي حديث آخر أجرته “الخامسة للأنباء” مع المواطن “رمضان شعبان” (50 عاما) الذي يعمل “حانوتيا”، إنه كان يستظل تحت شجرة في المقبرة حيث أتى له  أحد المواطنين الذي وطلب منه تجهيز قبر لحالة وفاة.

وقال “كان الأطفال أمام عيني يلهون ففي لحظة غافلة أتى صاروخ قذف بأحدهم بعيدا وشُج رأسه بعد أن ارتطم بأحد القبور المجاورة.”

يذكر أن من استشهد في هذا القصف الهمجي كل من الأطفال جميل إيهاب نجم (13 عاما) وجميل نجم الدين نجم (5 أعوام) ومحمد صلاح نجم (16 عاما) وحامد حيدر نجم (17 عاما) وصديقهم نظمي فايز أبو كرش (17 عاما).

وأضاف شعبان “بالعادة أنا أرى هؤلاء الأطفال، وغيرهم الكثيرين،  يلهون في المقبرة فهي ملاذ لهم و متنفسهم الأقرب بجوار بيوتهم وقال حامد نجم، شقيق الشهيد محمد نجم، إن المقبرة هي المكان الدائم للعب أخيه وأولاد الحارة.
“الكهرباء مقطوعة والحر شديد وعادة بنقضي وقتنا في المقبرة وهي جنب البيت”

ولم تكن مجزرة آل نجم هي الوحيدة في هذا العدوان، فقبلها بأقل من 24 ساعة، وفي مخيم جباليا أيضا، استشهد ستة مواطنين بينهم 4 أطفال وأصيب آخرون. كما وتعرضت منازل من المخيم لتدمير كامل منهم منزلين لعائلتي شقورة وفرج الله تعرضا لصاروخ من طائرة استطلاع أدى لإصابة 4 مواطنين بينهم امرأة بجروح بليغة وما مجموعه ممن قتلهم طائرات الاحتلال 16 شهيداً من الأطفال آخرهم الطفلة ليان الشاعر التي استشهدت مساء اليوم متأثرة بجراحها في مستشفى المقاصد بالقدس

صمت على أبواب المقابر

وعلى باب المقبرة وقف إيهاب والد الشهيد جميل ونجم الدين والد الشهيد جميل في انتظار جثماني ولدهما، لم يكونا يستطيعا التحدث من هول الصدمة وفظتعة المنظر، وما أن أتت جثامين أولادهما حتى انهارا وأغشى على نجم الدين والد الشهيد جميل ، وأخيه إيهاب سقط دون المقدرة على الوقوف أو الحديث

وصلت جثامين الشهداء إلى بيوتهم في أزقة المخيم، فيما انتهى الجيران من تجهيز قبور الأحفاد بجانب قبر جدهم مقابل غرف نوم الآباء في البيت المقابل تماما للمقبرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى