إبراهيم النابلسي.. أيقونة بطولة لم تغب
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

عامان مر على رحيل أيقونة لا زال يتردد اسمها مع كل رصاصة يطلقها المقاومون في الضفة، ومع كل حجر ينطلق من يد طارهة تستهدف الاحتلال والمستوطنين، ومع كل كلمة تحد تنطلق من أفواه وحناجر الشبان التواقين للتحرير والعودة.
لم يكن إبراهيم علاء عزت النابلسي، المولود في 13 أكتوبر/ تشرين أول 2003، ظاهرة أو اسماً عابراً، بل كان أيقونة لثورة الضفة وتجدد عنفوانها.
فالرجل الذي لم يتجاوز عمره 19 عاماً استنفرت لأجله أجهزة دولة تقول إن لديها جيشاً لا يقهر، وتصدر تكنولوجيا التجسس والمراقبة للعالم أجمع، ورغم ذلك فشلت قوافل جنودها وآلياتها الجرارة في اعتقال الشاب الثائر أو اغتياله أكثر من 4 مرات.
حكاية الفصل الأخير
في فجر التاسع من أغسطس 2022، تسللت قوة صهيونية خاصة، تبعها تعزيزات كبيرة من جيش الاحتلال، وحاصرت أحد المنازل في حارة الحبلة، ما أدى لاندلاع اشتباكات مسلحة مع المطارد إبراهيم النابلسي ورفيقه الشهيد إسلام صبوح (32 عاماً).
واستمرت الاشتباكات المسلحة وقتاً طويلاً، تخللها سماع أصوات انفجارات، وتصاعد ألسنة الدخان نتيجة استخدام الاحتلال صواريخ لمهاجمة المنزل المحاصر، في حين نادت قوات الاحتلال عبر مكبرات الصوت تطالب البطل إبراهيم بتسليم نفسه، ليرد عليهم بالرصاص والبارود.
وفي نهاية العملية ارتقى البطل إبراهيم شهيداً، ورفيقيه إسلام صبوح وحسين جمال طه، بعد اشتباكات عنيفة.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن جيش الاحتلال اغتال النابلسي بعد مطاردة استمرت نحو عام.
بطولة ومحاولات اغتيال
ونجا إبراهيم النابلسي من 4 محاولات اغتيال خلال الأشهر الأخيرة في حياته، بعد مداهمة جيش الاحتلال لأماكن كان يقيم فيها.
وكان من أبرز محاولات اغتياله في فبراير/ شباط 2022، حين نجا من عملية الاغتيال التي استشهد فيها ٣ من رفاقه المقاومين، وهم أدهم مبروك الشيشاني ومحمد الدخيل وأشرف مبسلط، كما نجا من عملية اغتيال خلال اقتحام حارة الياسمينة في نابلس قبل استشهاده بـ٣ أسابيع.
وتنسب له سلطات الاحتلال مع مقاومين آخرين، تنفيذ عمليات إطلاق نار استهدفت الجنود والمستوطنين، من بينها إصابة قائد جيش الاحتلال شمال الضفة روعي تسافاج، عند قبر يوسف شرق نابلس أواخر شهر حزيران / يونيو 2022.
الأم النموذج
والدة الشهيد إبراهيم النابلسي، أكلمت حكاية البطولة الفلسطينية، فظهرت صابرة محتسبة، فخورة ببطولة ابنها وتضحياته، وتكون في مقدمة من يحملون نعشه والابتسامة لا تفارق وجهها، في صورة ستبقى خالدة في تاريخ البطولة والصمود الفلسطيني.
ومن أمام المستشفى، قالت إن إبراهيم ارتقى شهيدا وهو يدافع عن وطنه، ووصفته بالشهيد الحر ابن فلسطين، مشددة أن الاحتلال إن اغتال إبراهيم فإن مئات غيره سينطلقون ويكونون جميعاً إبراهيم النابلسي.
وأبدت فخرها بالطريق الذي سلكه في مقاومة الاحتلال، قائلة، إنه زلزل كيان الاحتلال، وسيخرج من رحم الشعب الفلسطيني من يخلفه ويسير على دربه.
وترحمت على نجلها المطارد بالقول، إنها وهبت فلذة كبدها أغلى ما تملك لله وتحتسبه عنده شهيدا.
وسردت اللحظات الأخيرة التي سبقت استشهاده عقب محاصرته من القوة الصهيونية في البلدة القديمة، مبينة أنها تلقت اتصالا منه يخبرها أنه محاصر ويطلب منها أن لا تحزن ولا تبكي على استشهاده.