الذكرى الستون لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة وحركة فتح
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

يصادف غدًا الأربعاء الذكرى الستون لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، التي جسّدتها انطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” في الفاتح من كانون الثاني/ يناير عام 1965.
جاءت هذه الانطلاقة لتعلن بداية مرحلة جديدة من النضال الفلسطيني لاسترداد الحقوق المشروعة.
البدايات:
نشأت حركة “فتح” عام 1958 على يد مجموعة من الشباب الفلسطيني الذين شاركوا في العمل الفدائي في قطاع غزة عام 1953، أو في التصدي للعدوان الثلاثي على مصر عام 1956.
من بين هؤلاء المؤسسين: ياسر عرفات، خليل الوزير، صلاح خلف، عادل عبد الكريم، عبد الله الدنان، يوسف عميرة، توفيق شديد وآخرون.
اجتمع هؤلاء في الكويت وعواصم أخرى، واتفقوا على العمل من أجل تحرير فلسطين، فأسسوا القاعدة التنظيمية الأولى للحركة، التي امتدت لاحقًا إلى الضفة الغربية وقطاع غزة ومصر والأردن وسوريا ولبنان والكويت وقطر.
بدأت “فتح” نشاطها بسرية تامة، ولم تكن هناك شروط معقدة لاكتساب العضوية، سوى الإيمان بتحرير فلسطين والنقاء الأمني والأخلاقي، وعدم التبعية لأي نظام عربي.
الطلقة الأولى:
في الفاتح من كانون الثاني/ يناير عام 1965، انطلقت أولى العمليات العسكرية للحركة، حيث تسللت مجموعة فدائية من “فتح” إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة وفجرت نفق عيلبون الذي كان يُستخدم لتحويل مياه نهر الأردن إلى صحراء النقب لتوسيع الاستيطان. خلال العملية، قدمت الحركة أول شهدائها، أحمد موسى سلامة، معلنةً بداية الكفاح المسلح.
البيان العسكري الأول:
جاء في البلاغ العسكري رقم (1):
“اتكالا منا على الله، وإيمانًا منا بحق شعبنا في الكفاح لاسترداد وطنه المغتصب، تحركت أجنحة من قواتنا الضاربة في ليلة الجمعة 31/12/1964 – 1/1/1965 وقامت بتنفيذ العمليات المطلوبة ضمن الأرض المحتلة، وعادت جميعها إلى معسكراتها سالمة.”
محطات بارزة في مسيرة “فتح”:
نكسة حزيران 1967:
بعد هزيمة الجيوش العربية واحتلال ما تبقى من فلسطين، أعادت “فتح” تشكيل خلاياها السرية داخل الأراضي المحتلة، ونفذت أكثر من 130 عملية فدائية خلال الشهر الأول بعد الاحتلال.
معركة الكرامة (1968):
في 21 آذار/ مارس 1968، خاضت قوات “فتح” معركة الكرامة إلى جانب الجيش الأردني ضد العدوان الإسرائيلي. تمكن 300 مقاتل فلسطيني من التصدي لقوات الاحتلال، التي تكبدت خسائر فادحة، مما عزز مكانة “فتح” على المستويين العربي والدولي.
حصار بيروت (1982):
في مواجهة الاجتياح الإسرائيلي للبنان، صمدت الثورة الفلسطينية 88 يومًا من الحصار والقصف. رغم التضحيات الجسيمة، اضطرت منظمة التحرير الفلسطينية للخروج من بيروت وانتقلت قيادتها إلى تونس.
انتفاضة الحجارة (1987):
قادت “فتح” الجماهير الفلسطينية في انتفاضة الحجارة، حيث كان الشهيد خليل الوزير (أبو جهاد) قائدًا وموجهًا للانتفاضة. في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 1988، أعلن المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر قيام دولة فلسطين.
مؤتمر مدريد واتفاق أوسلو (1993):
في عام 1991، فرضت “فتح” وجودها السياسي في مؤتمر مدريد للسلام. وفي 13 أيلول/ سبتمبر 1993، وقعت منظمة التحرير الفلسطينية اتفاق أوسلو، مما أتاح عودة القيادة الفلسطينية إلى أرض الوطن عام 1994. انتُخب الرئيس الراحل ياسر عرفات رئيسًا للسلطة الوطنية الفلسطينية في أول انتخابات ديمقراطية عام 1996.
خلال ستين عامًا من النضال، قدمت “فتح” التضحيات الجسام، مجسدةً تطلعات الشعب الفلسطيني نحو الحرية والاستقلال. ومع استمرار التحديات، تبقى ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية وحركة “فتح” رمزًا للصمود والإرادة في مسيرة التحرر الوطني.