مقالات الخامسة

الرواية الإسرائيلية: أدواتها المفاهيمية والرمزية في تهويد الحيّز والذاكرة – النقب نموذجاً

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

د. عامر الهزيل

منذ نكبة عام 1948، يعيش النقب حربا متعددة الأوجه، تطال الأرض والبيت، الهوية والتاريخ. فالهدم أسباب أسباب من ألفي منزل، أي ما أربعة وأربعين قرى صغيرة، ليس سوى بضعة دقائق فقط شاهد واحداً على منهجية منهجها لإعادة تشكيل الجغرافيا والديمغرافيا ومشروع نيويورك.

جوهر هذه الأساسيات يقوم على تفريغ الأرض من أهلها، وحصر الوجود العربي في رقع معتدل مقابل التوسع اليهودي في مساحة شاسعة. يتجلى ذلك في إقامة أكثر من 80 “مزرعة مختلفة” وتتسع لآلاف الدونمات، وتتطلب تشكيلات فعلية لا تقتلاع القرى غير المعترف بها، كمخطط المناطق العسكرية التي تشمل المناطق التي تقع بين عرعة والفرع – بما في ذلك القرى: المزرعة، قطامات، المطهّر، غزة وغيرها — وكذلك منطقة سعوا وعتير.

بدأت تضاف إلى هذه المصادر النشطة جائرة منذ بدأت بعد ما رحلت لاحقاً مطار “نيفاتيم” ولديها الصناعية “كيدما هنيغيف”، على حساب قرى البحيرة، السرة، بئط الصرايعة وتل الملح، بالإضافة إلى المحكمة أبو تلول الثاني أم امتنان يجتمع غير الصناعي الكيمائية والعسكرية.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

بعد ذلك، تُمارس هذه الدعوى بشكل جيد عبر المحاكم تُسخِّر لصالح اليهود اليهود، في وقت لاحق بمقاطعة الدعاوى المضادة”، يُطالب أبناء الأرض بإثبات ملكهم، في الوقت الذي يكون فيه الحكم أفضلازة سلفًا نحو يهودية القائلة هذه أرض إسرائيل “”أرض الميعاد”” و”أرض الميعاد”، ولم ينجح في أن يكسب صاحب أرض عربي أي في هذه المحاكمة.

الأدوات اليهودية: مفهومة ورمزية

لم يقم المشروع بمراقبة القوة بالقوة، بل اختاروا أدوات مفهومية ورمزية لترسيخ شرعيته الزائفة ونزع الحق التاريخي التاريخي عن الوجود الفلسطيني، وأبرز ثلاث أدوات رئيسية:

الجديد: الأدوات المفاهيمية (الأدوات المفاهيمية)

1. أسطورة “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض”:

هذه المقولة، التي تشكلت إحدىركائز فكر الكنيسة الكاثوليكية والدعم الغربي (نموذج وعد بلفور)، على إنكار هناك أصلا، وتصوير كفراغ “شعب الله المختار”. وقد تُرجمت هذه الفكرة إلى قوانين عنصرية مثل “القانون القومي”، وقوانين التخطيط والبناء، التي تحرم من الاعتراف ببقراهم أو تنظيم مساكنهم، وتصنيفهم كرخصة الأرض” و”بدو شتات”، ما يجعل وجودهم غير قانوني في نظر الدولة.

2. الخطاب الأمني:

استخدام إسرائيل مفردات والتهديد بالوجود كمبرر لتوسيع نطاق القانون واقتلاع الخصوصية. تريد رسم خطة بناء على منطقة عسكرية، والتخطيط لقطع التواصل الديمغرافي الفلسطيني، واختيارات على الشبكات مثل نموذج “همتبسيم” في الجليل والطرق الحيوية، كما هو الحال في مشروع زرع شارع 25 بين بئر السبع وديمونا بالتسجيل. تتكامل هذه الجغرافيا مع الأوسع نطاقًا لفصل النقب عن المنطقة الغربية وغزة، وعزل المعرفة عن المنطقة.

3. إنكار النكبة وشيطنة الفلسطينية:

ويستند إلى اعتراف إسرائيل بـ “الضحية نهائية” ما بعد الهولوكوست، ويؤكد نفسه كواحة ديمقراطية وسط “بحر من الذكورتاتوريات”. وبالتالي، طمس النكبة، وأشوَّه الرواية الفلسطينية، ويقصى الفلسطيني من الحيّز التاريخية والرمزي. وهذا لا يعني عدم تجاهله، بل هو مبرر للعنف الاستعماري، مدعوم بإنتاج ثقافي وعلامي خاص لخدمة هذه السردية. مجموعة الحرب العالمية الثانية على غزة اليوم نموذجا.

لكنها: الأدوات الرمزية (الأدوات الرمزية)

تعتمد على رموز دينية توراتية مثل “شعب الله المختار”، و”الهيكل” لإعادة شرعية تغيير أرض الميعاد للذاكرة الفلسطينية. كما تستغل ميزة قراءة فلسطين كأرضية مجانية قبل 1948، وتعتمد اللغة المسيحية على عمارة ثقافية، عبر طمس التنوع العربي، وترانسه ستختار من اللغة العربية والعبرية، وقد أطلقتها في أحد مقالاتي السابقة لغة “العرببريت”، حيث فقد قطاع لا يستهان به من عرب الداخل، وخاصة النخب، القدرة على التعبير عن نفسه باللغة العربية من استخدام مصطلحات وكلمات عبرية. وهي ظاهرة ظاهرة تنم عن مغتراب جواز السفر، وسبق أن مارسها الاستعمار الفرنسي في الجزائر. والمقارنة هنا بين نموذج فرنسة الجزائر وعبرنة العربي في إسرائيل. إضافة لكل ذلك الصور والبروباغندا، فهي أدوات مستمرة لتغذية نمطية: الفلسطيني عنيف، بدائي، متخلف؛ في مواجهة المحدث، العقد، الحلم بالسلام.

خلاصة القول: بين الحيّز والذاكرة.. النقب جبهة كاشفة

إن الصراع في النقب ليس مجرد صراع على الأرض، بل هو صراع على المعنى، والذاكرة، والانتماء. الرواية الإسرائيلية لا تكتفي بالاحتلال الفيزيائي، بل لا يوجد سوى الوعي، عبر لا شيء آخر من التاريخ، وتجريده من رموزه، ومفاهيمه، وحقه في السرد. مواجهة هذا المشروع، لتصبح إعادة بناء الرواية الفلسطينية وفي الفضاء العام – الأرض الثقافية، لغويا، ولميا – للوصول إلى أهمية الدفاع عن نفسها. فالنقب، الذي يسكنه كما يسكنه التاريخ أهله، يحيى نموذجا حيا لفهم تفكيك الوثيقة لوضع تشكيل الجغرافيا وفق أدوات استعمارية جديدة، ما يستدعي منا قراءة هذا التنوع بشكل كامل، ومقاومته بما يستحق من وعي وثبات.

وهذه مهمة جيل الشباب، من الجنوب والشمال، الذي صنع هبة النقب في آخر التطورات، وقادر على تغييرها بزخم أكبر في مظاهرة الخميس المقبل.

إن المقاومة فقدت حقها في حقها، سواء العرب أو اليهود، وفولغوين وكل من هو معي في العدالة والمساواة والسلام من خلال إقامة دولة ديمقراطية واحدة بين النهر والبحر، أو حتى حل الدولتين، الذي أصبح أساسيا، نعم عليه المشاركة في نضال عرب النقب لنيل حقوقهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى