القضية الفلسطينية بين قمتي جدة
كتب: د٠نجيب القدومي:
بناء على طلب من المملكة الأردنية الهاشمية ودولة فلسطين ، يعقد اليوم الأربعاء في جدة إجتماع استثنائي للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الاسلامي لبحث الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المقدسات الدينية وآخرها اقتحام وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير للمسجد الأقصى المبارك ، وقيام نتنياهو بعقد اجتماع لمجلس وزرائه المصغر في احد الأنفاق التي حفروها تحت حائط البراق والمسجد الأقصى .
ان هذين الاجرائين الخطيرين يشكلان تحد واستفزازا للفلسطينيين ولمشاعرهم الدينية وهما تعبير عن سياسة اسرائيلية عنصرية وفاشية ستكون لها آثار كبيرة على مستوى محلي واقليمي تتحمل الحكومة الاسرائيلية المتطرفة تبعاته الخطيرة .
اشير الى ان جدة كانت قد استقبلت الاسبوع المنصرم الدورة الثانية والثلاثين للقمة العربية بعد ان بذلت السعودية جهودا مسبقة لتجميد الخلافات العربية وحرصت على حضور الملوك والرؤساء على أعلى مستوى ،،، فكان لها ذلك وشكلت القضية الفلسطينية الأهتمام الكبير لدى الرؤساء الذين أكدوا انها لا تزال تشكل القضية المركزية للدول العربية .
من المؤمل ان تكون النتائج بعيدا عن الاساليب الماضية من الشجب والاستنكار والتمني ، فللعرب قدرات وامتيازات مؤثرة قادرة على تغيير المعادلات والمسارات اذا توفرت الارادة القوية والابتعاد عن التبعية والتأثر بالتدخلات الخارجية التي تعلن انحيازها للطرف الاسرائيلي ،، وخير دليل ان مشروع حل الدولتين كان اقتراحا اميركيا فلماذا لم تتخذ الاجراءات اللازمة لتطبيقه خاصة انه يحظى بموافقة الغالبية العظمى لدول العالم ويتماشى مع مئات القرارات المتخذة لانصاف الشعب الفلسطيني بالحد الأدنى .
ان قمتي جدة اللتين شهدتا بعدا جديدا وتغيرا ايجابيا نسبيا ، تحت الاختبار وتملك السعودية مقومات تحقيق نجاح نسبي يمكن ان يبنى عليه للخروج عن النمطية السابقة والتي جعلت الفلسطينيين ينتظرون انتصار اشقائهم العرب والمسلمين لهم وهم صامدون على ارضهم ويدفعون الثمن من دماء ابنائهم منذ خمسة وسبعين عاما ،،، آملين ان تتوقف ويعود الفلسطينيون الى بيوتهم واراضيهم التي اخرجوا منها بقوة السلاح وبتنفيذ المذابح الجماعية على ايدي العصابات الصهيونية التي ورثوها لجميع من جاء بعدهم واستمروا ويستمرون على ذات النهج الإجرامي .