باحث إسرائيلي: اتفاق أوسلو شكل بالنسبة لإسرائيل عملاً أمنيا اكد يهودية الدولة
شبكة الخامسة للأنباء - غزة
أوضح أوري ويرتمان الباحث بمعهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، أنّه “في الوقت الذي اعتقد الكثيرون في التسعينيات أنّ اتفاقية أوسلو شكلت اختراقًا تاريخيًا على طريق حلّ الصراع الإسرائيليّ الفلسطينيّ، لكنّها بالنسبة لرئيس الوزراء إسحق رابين، الذي دافع عن أجندة إسرائيل العسكرية والسياسية، فقد شكلّت اتفاقيات أوسلو عملاً أمنيًا، وليس سياسيًا، بهدف الحد من تهديد دولة ثنائية القومية”، على حدّ قوله.
وأضاف الأكاديميّ الإسرائيليّ في دراسةٍ نشرها على الموقع الالكترونيّ لمركز أبحاث الأمن القوميّ (INSS)، أضاف أنّ “العديد من الإسرائيليين يزعمون بأنّ توقيع الاتفاقيات مع منظمة التحرير الفلسطينية تجاهل هذه الحقيقة المزعجة، لكن ذلك يعتبر خطأً استراتيجيًا نابعًا من وهم السلام، أمّا رابين فقد اتبع نهج الفصل بين إسرائيل والفلسطينيين، وجاء تصوره لحل الدولة الثنائية القومية نابعًا من فرضية أنّ عدم وجود أغلبية يهودية بين الأردن والبحر، يعني تهديدًا وجوديًا”.
وفيما يتعلق برؤية رابين الأمنيّة، كما عبر عنها في خطابه في الكنيست في تشرين الأوّل (أكتوبر) 1995، أضاف الباحِث الإسرائيليّ، “فقد منح الفلسطينيين كيانًا أقل من دولة، بينما تحتفظ إسرائيل بجميع الأصول الأمنية مثل غور الأردن، المستوطنات، والقدس المحتلة، الأمر الذي يجعل من اتفاقيات أوسلو مجرد أداة إسرائيلية لخلق الانفصال السياسيّ مع الفلسطينيين، وإنْ كان جزئيًا، وقد كان هذا الهدف الاستراتيجي الأعلى لرابين، وليس السلام”، بحسب أقواله.
الباحِث أكّد أنّه “بالعودة للأرضية التاريخية التي سبقت اتفاق أوسلو، وقبله مؤتمر مدريد، فإنّه حتى اندلاع انتفاضة الحجارة، أعلن رابين تأييده لما عرف في حينه بـ”الخيار الأردني”، لكن الانتفاضة التي اندلعت في كانون الأوّل (ديسمبر) من العام 1987 أدت به إلى استنتاج جديد مفاده أنّ استمرار احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة يقوض الأمن القومي لإسرائيل، لذلك قرر رابين دفع اتفاقيات أوسلو من أجل منح الحكم الذاتي للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة”، وفق ما أكّده الأكاديميّ الإسرائيليّ.
وفي الوقت عينه، تابع الباحِث الإسرائيليّ قائلاً إنّه “من الناحية العملية، فقد أدّت الاتفاقات الموقعة مع الاحتلال لإنشاء السلطة الفلسطينية، وأدّت أيضًا لخلق فصل سياسي شبه كامل بين إسرائيل والفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهو وضع يحد بشكل كبير من خطر قيام دولة ثنائية القومية”، وفق أقواله.
وخلُص الباحِث إلى القول إنّه “اليوم بعد مرور 28 عامًا على توقيع اتفاق أوسلو، يُمكِن القول الفصل إنّه لم يتّم التوّصل لسلامٍ بين إسرائيل والفلسطينيين، ولكن سياسة الانفصال التي عمل عليها رابين نجحت، وإنْ كان بشكلٍ جزئيٍّ، ومع ذلك، أضاف الباحِث، أنّه على الرغم من نواقص وعورات الاتفاق، فإنّ الخطوة الأمنيّة التي أقدم عليها رابين كانت حتميّةً لتحقيق غايتيْن اثنتيْن: الأولى، توجيه رسالة للجمهور الإسرائيليّ وللمجتمع الدوليّ بأنّ إسرائيل بذلت جهودًا من أجل التوصّل لاتفاق سلامٍ مع الفلسطينيين، ولكن الأهّم من ذلك، شدّدّ الأكاديميّ الإسرائيليّ، كان اتفاق أوسلو من وجهة نظر رابين أداةٍ لمنع الدولة الثنائيّة القوميّة، وتأكيد مستقبل إسرائيل كدولةٍ يهوديّةٍ، على حدّ تعبيره.