حسين حسين: تضارب الروايات حول الفتاة الإيزيدية
بين تصريحات المكتب الإعلامي الحكومي الفلسطيني وقناة “مكان” الإسرائيلية

تضارب الروايات حول الفتاة الإيزيدية بين تصريحات المكتب الإعلامي الحكومي الفلسطيني وقناة “مكان” الإسرائيلية، اندلعت موجة من الجدل الإعلامي بعد نشر روايتين متناقضتين حول قصة الفتاة الإيزيدية التي غادرت قطاع غزة إلى العراق. الرواية الأولى، التي صدرت عن المكتب الإعلامي الحكومي الفلسطيني، أكدت أن الفتاة دخلت القطاع بشكل قانوني وغادرته بناءً على تنسيق رسمي مع الحكومة الفلسطينية والأردنية. في المقابل، نشرت قناة “مكان” الإسرائيلية رواية مختلفة، ادعت فيها أن الفتاة كانت محتجزة لدى حركة حماس في غزة، وتم تحريرها عبر عملية سرية شارك فيها الجيش الإسرائيلي بالتنسيق مع أطراف دولية.
الرواية الفلسطينية: دخول قانوني وخروج رسمي بالتنسيق مع الجهات المعنية
في بيان رسمي صدر عن المكتب الإعلامي الحكومي الفلسطيني، أوضح المكتب أن الفتاة الإيزيدية دخلت قطاع غزة بشكل قانوني بعد زواجها من شاب فلسطيني أثناء وجوده في سوريا. وبعد مقتل زوجها الأول، انتقلت الفتاة برفقة والدة زوجها إلى تركيا، ومن ثم إلى مصر، قبل أن تدخل قطاع غزة عبر المعابر الرسمية.
وأشار البيان إلى أن الفتاة استقرت في غزة وعاشت مع عائلة زوجها بحرية تامة، حيث تزوجت لاحقًا من شقيق زوجها الأول. وبعد تصاعد القصف الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، شعرت الفتاة بالخوف وعدم الأمان، وطلبت مغادرة القطاع. استجابت الحكومة الفلسطينية لطلبها وتم التنسيق مع الحكومة الأردنية لتأمين مغادرتها من غزة عبر معبر كرم أبو سالم.
وأكد البيان أن خروج الفتاة تم بموافقة كاملة من عائلة زوجها وبتنسيق مباشر مع الجانب الأردني والاحتلال الإسرائيلي، مما ينفي الادعاءات الإسرائيلية بوجود عملية “تحرير” أو احتجاز للفتاة داخل القطاع.
الرواية الإسرائيلية: اختطاف الفتاة واحتجازها لدى حماس لمدة 11 عامًا
من جانب آخر، نشرت قناة “مكان” الإسرائيلية تقريرًا تضمن تفاصيل مغايرة تمامًا، حيث زعمت القناة أن الفتاة الإيزيدية، والتي أطلق عليها اسم “فوزية”، اختطفت من قبل تنظيم داعش في العراق عندما كانت في العاشرة من عمرها، وتم بيعها لاحقًا لعناصر من حركة حماس الذين قاموا بنقلها إلى قطاع غزة.
وفقًا للرواية الإسرائيلية، الفتاة كانت محتجزة لدى حماس في القطاع منذ 11 عامًا، وخلال تلك الفترة تعرضت لانتهاكات جسدية ونفسية. وعند اندلاع الحرب الأخيرة على غزة، تمكنت الفتاة من الهروب بعد مقتل بعض العناصر الذين كانوا يحتجزونها، وتمكنت القوات الإسرائيلية من تحديد موقعها. وبالتعاون مع أطراف دولية، من بينها الولايات المتحدة والأردن، نُفذت عملية سرية ومعقدة لتحرير الفتاة من غزة عبر معبر كيرم شالوم، ومنها إلى الأردن حيث تم نقلها إلى العراق.
نقاط التناقض بين الروايتين:
1.كيفية دخول الفتاة إلى قطاع غزة:
•المكتب الإعلامي الحكومي الفلسطيني: دخلت الفتاة بشكل قانوني بعد زواجها من شاب فلسطيني، وانتقلت عبر منافذ دولية معروفة.
•قناة “مكان” الإسرائيلية: اختطفت من العراق ونُقلت إلى غزة بعد بيعها لعناصر حماس.
2.الإقامة في غزة:
•المكتب الإعلامي الحكومي الفلسطيني: عاشت مع عائلة زوجها بحرية، وتزوجت لاحقًا من شقيق زوجها.
•قناة “مكان” الإسرائيلية: كانت محتجزة لدى حركة حماس طوال فترة إقامتها، وتعرضت لانتهاكات مستمرة.
3.طريقة مغادرتها للقطاع:
•المكتب الإعلامي الحكومي الفلسطيني: خرجت من غزة بشكل قانوني عبر معبر كرم أبو سالم بناءً على تنسيق رسمي.
•قناة “مكان” الإسرائيلية: تم تحريرها بعملية سرية عبر معبر كيرم شالوم.
4.التواصل مع العائلة:
•المكتب الإعلامي الحكومي الفلسطيني: تواصلت مع عائلتها بحرية وطلبت مغادرة غزة بعد شعورها بالخطر.
•قناة “مكان” الإسرائيلية: لم تكن على اتصال بعائلتها وتم اكتشاف مكانها بناءً على معلومات استخباراتية.
تحليل مصداقية الروايتين
الرواية الفلسطينية:
تستند الرواية الفلسطينية إلى تسلسل منطقي للأحداث وتفاصيل موثقة حول زواج الفتاة وتنقلها بين دول عدة قبل وصولها إلى غزة، مما يعزز من مصداقية الرواية ويشير إلى وجود تنسيق رسمي عند خروجها من القطاع.
الرواية الإسرائيلية:
الرواية الإسرائيلية، رغم تقديمها سردًا دراميًا، تفتقر إلى تفاصيل دقيقة وأدلة ملموسة حول عملية اختطاف الفتاة واحتجازها، مما يجعلها تبدو كجزء من محاولة سياسية لتشويه صورة حركة حماس وتحسين صورة الجيش الإسرائيلي أمام الرأي العام.
الخلاصة: أي الروايتين أقرب للحقيقة؟
بناءً على التحليل، تبدو الرواية الفلسطينية أقرب للتصديق، حيث قدمت سياقًا منطقيًا ومعلومات مدعمة بتفاصيل دقيقة حول كيفية دخول الفتاة إلى غزة وخروجها منها. في المقابل، تفتقر الرواية الإسرائيلية إلى الأدلة، مع التركيز على جوانب درامية دون تقديم إثباتات قوية، مما يجعلها تبدو أقل مصداقية.
التوصيات:
•إجراء تحقيق دولي مستقل: يُوصى بإجراء تحقيق من قبل جهات دولية محايدة للكشف عن الحقيقة وتقديم رواية دقيقة بعيدًا عن التسييس.
•عدم الاعتماد على مصدر واحد: يُفضل عدم الاعتماد على رواية جهة واحدة وتحليل كافة المعلومات بحيادية لتجنب التضليل الإعلامي.
ملخص سريع للروايتين
الرواية الفلسطينية: دخول قانوني، زواج من فلسطيني، مغادرة عبر معبر كرم أبو سالم.
الرواية الإسرائيلية: اختطاف، احتجاز، تحرير بعملية سرية.