تطور نماذج الذكاء الاصطناعي يعود لتحسن جودة مدربيها البشر
شبكة الخامسة للأنباء - غزة
في السنوات الأولى للذكاء الاصطناعي التوليدي، كان الحصول على نماذج تعمل به مثل “تشات جي.بي.تي” أو منافسه “كوهيري” للوصول إلى ما يشبه الاستجابات البشرية يتطلب فرق عمل كبيرة من أفراد منخفضي الأجور لمساعدة النماذج على التمييز بين الحقائق الأساسية مثل ما إذا كانت الصورة لسيارة أو جزرة.
لكن التحديثات الأكثر تطورا لنماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي في ساحة تشهد منافسة شرسة تتطلب الآن شبكة سريعة التوسع من المدربين البشريين ذوي المعرفة المتخصصة، بداية من المؤرخين إلى الخبراء بل والحاصلين على درجات الدكتوراه أحيانا.
وقال إيفان تشانغ المؤسس المشارك لشركة “كوهيري” في كلمة عن المدربين البشريين الداخليين “قبل عام واحد، كان بوسعنا أن ننجح عبر توظيف طلاب جامعيين لتعليم (نماذج) الذكاء الاصطناعي بشكل عام كيف تحسن أداءها”.
وأضاف: “الآن لدينا أطباء يحملون تراخيص يعلمون النماذج كيفية التصرف في المواقف المتعلقة بالطب، أو محللون ماليون أو محاسبون”.
وللمزيد من التدريب تتعاون “كوهيري”، التي قُدرت قيمتها في الآونة الأخيرة بأكثر من خمسة مليارات دولار، مع شركة “إنفيزيبل تك” الناشئة.
و”كوهيري” من المنافسين الرئيسيين لشركة “أوبن إيه.آي”، وهي متخصصة في توفير نماذج الذكاء الاصطناعي للشركات.
وتوظف شركة “إنفيزيبل تك” آلاف المدربين الذين يعملون عن بعد، وصارت من الشركاء الرئيسيين لشركات الذكاء الاصطناعي بداية من “إيه.آي21” إلى “ميكروسوفت”، إذ تعمل على تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي التي تطورها هذه الشركات لتقليل الأخطاء المعروفة في عالم الذكاء الاصطناعي بـ”الهلوسة”.
وتصل أجور العاملين لدى “إنفيزيبل” إلى 40 دولارا في الساعة، اعتمادا على موقع الموظف وصعوبة المهمة. وتدفع بعض الشركات مثل “أوتلاير” ما يصل إلى 50 دولارا في الساعة، بينما قالت شركة أخرى تسمى “ليبل بوكس” إنها تدفع ما يصل إلى 200 دولار في الساعة للمواد “التي تتطلب خبرة كبيرة” مثل الفيزياء الكمية، لكن الأجور لديها تبدأ من 15 دولارا للساعة بالنسبة للمهام المتعلقة بالمحتوى العادي.
وتقدم نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي محتوى جديدا بناء على البيانات المستخدمة سابقا في تدريبها. ومع ذلك ففي بعض الأحيان لا يمكنها التمييز بين المعلومات الحقيقية والكاذبة وبالتالي تقدم مخرجات كاذبة تُعرف بـ”الهلوسة”.
ودخل المدربون البشريون لأول مرة إلى مجال تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي من أجل مهام تصنيف البيانات والتي تتطلب مؤهلات أقل وكانوا يتقاضون أجرا أقل أيضا، أحيانا تصل إلى دولارين فقط في الساعة، وكانوا في الغالب من دول أفريقية وآسيوية.
ومع إطلاق شركات الذكاء الاصطناعي لنماذج أكثر تقدما، يتزايد الطلب على المدربين المتخصصين وبعشرات اللغات، وبالتالي ارتفعت الأجور وصار بإمكان أفراد من مجالات متنوعة أن يصبحوا مدربين لنماذج الذكاء الاصطناعي دون حتى معرفة كيفية البرمجة.