مقالات الخامسة

حالة إنهيار الشعر والفكر والايدولوجيا في العالم العربي

الكاتب: نافذ الرفاعي


إن فشل الربيع العربي لم يأت من الهواء بل من خلال الوعي الزائف في ظل غياب المفكرين والفلاسفة والشعراء والكتاب وتهالك الأحزاب والحركات السياسية، وانحسار عصر الأيديولوجيا في بقايا النخب المنعزلة عن التأثير والفعل الحاسم أسوة بدورها في سبعينات وثمانينات القرن الماضي.
وتراجع الحركة الطلابية ودورها الطلائعي والنشط في دينامية وكثافة الحركات الطلابية ونزولها إلى الشوارع وانخراطها في العمل الكفاحي .
أضحت الجامعات مجتمعات غير نشطة في التأثير المجتمعي وقيادة الفعل الثقافي والطلابي كما كانت منصة لشعر المظفر النواب ودرويش ونزار وايام الشيخ امام وأحمد فؤاد نجم وغيرهم.
قد يكون هناك هبات ولكن غياب للقيادات الطلابية والنقابية.
أن قيادات ومجالس الاتحادات الطلابية والعمالية والنقابية تجلس في عروش عاجية وأصبحت ذات مكانة رفيعة وأضحت منعزلة عن الأرض .
وغابت الاتحادات والنقابات عن التاثير الحاسم وكذلك الحركة الفلاحية
حتى شعراء الفيسبوك لا تتفاعل قصائدهم خارج منصات التواصل.

لم يبق سوى جمهور ملاعب كرة القدم الذي ينشد بين أشواط اللعب وتأثيره ضعيف جدا وجدواه التفريغ عن التضامن.
لم تعد المرحلة الحالية تحمل أي سمات من ماضي الفعل الكفاحي العربي وعلية إن مظاهرات 200 مدينة عالمية ونوم المدن العربية في ظل الإبادة يحتاج إلى قراءة .
ويحتاج إلى حالة طوارئ.
لقد شاهدت تضامنا صامتا عربيا واسلاميا شعبيا ، وموقفا رسميا كاذبا متراخيا .
هذا التضامن الأليف كما الحيوانات الأليفة، لا يهدد الفئات الحاكمة كما لو عاد إلى درجة غضب الجماهير العربية والإسلامية .
هل حالة الخدر الحالية نتاج برمجة إعلامية حثيثة فعلها الغرب والحركة الصهيونية؟!
لا صراخ عربي ولا صوت سوى فيسبوكي أو تيكوكي أو تويتري..
ما هذا؟
إنه السؤال الكبير الذي يحتاج إلى اجابات دهاقنة السياسة وعلماء الاجتماع والشعراء ذوي القصائد العاتبة وليست الغاضبة، وتحتاج إلى تأويل الفلاسفة والمفكرين.
وتشكل حالة الإعياء الراهنة لعنة قد تحتاج إلى عراف .
هل يحمل رمضان جمرة الغضب والتي ستقلب المجن على هذا السكون المريب؟
اعتقد أن تخوفات الغرب وتصريحاته تنبئ بذلك إن لم أكن حالما ،
إن حرب الإبادة والتجويع والتعطيش في فلسطين وغزة تحديدا والأقصى تستدعي الموروث الديني لغير المتدينين والذين يحركهم ما هو أشد من الغضب.
إن كل ردود الأفعال المحصورة في القدس وفلسطين اذا ما تفاعل فيها الشارع العربي والإسلامي، سيتخلص من حالة مضغ التضامن إلى مرحلة لا يمكن التنبؤ بها سوى أنها طوفان أو غفيان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى