حسن لافي: تقدير موقف
شبكة الخامسة للأنباء - غزة
اسرائيل كالشخص الذي بلع المنجل، فلا يستطيع الاستمرار ببلعه من جهة ولا من جهة اخرى قادر على لفظه والتخلص منه.
اولا، اسرائيل قبل شهر رمضان حاولت عمل استراتيجية جز العشب في الضفة الغربية من خلال زيادة وتيرة الاغتيالات والاعتقالات، وفي الجبهة السورية عززت من قصفها المتكرر لخلق حالة من الردع للجبهة الشمالية ومحور المقاومة برمته، وفي غزة ازدادت محاولات ابعاد غزة وتدجين مقاومتها، كل ذلك لكي تترك القدس وحدها في مواجهة الاقتحامات والتهويد، كل ما سبق فشل مع اول صورة خرجت من المسجد الاقصى فغزة اطلقت صواريخها، والضفة انتفضت على امتداد مدنها بعمليات اشتباك واطلاق نار، واراضينا عام ٤٨ انتفضت.
ثانيا، تفاجأت اسرائيل حد الصاعقة، بعملية اطلاق الصواريخ من جنوب لبنان في توقيت عيد الفصح الذي يعتبر توقيت حساس جدا وخاصة ان الشمال مليء بالسياح في هذا الوقت، بالاضافة الى عدد الصواريخ وانهم على عدة رشقات ومن اماكن اطلاق مختلفة، لتسجل الحادثة العملية الاخطر ضد اسرائيل من الاراضي اللبنانية منذ حرب تموز ٢٠٠٦م، الأمر الذي تعتبره اسرائيل كسر لمعادلة الردع على الجبهة اللبنانية، بل فعليا تآكل للردع الاسرائيلي ومعادلة جديدة تكرسها الجبهة اللبنانية ان الاقصى خط أحمر ليس للفلسطيني وحسب بل لكل العرب والمسلمين.
الامر الذي يوضع اسرائيل امام خيارين بالنسبة للبنان، اما ترد اسرائيل وبقوة لاعادة معادلة الردع مع حزب الله، ولكن هذا الخيار يحمل بطياته مخاطرة كبيرة لتدحرج الامور الى حرب واسعة، خاصة ان الوضع الداخلي الإسرائيلي معقد والاهم ان من اتخذ قرار اطلاق هذه الصواريخ من لبنان بالتأكيد لديه حسابات لردات الفعل الاسرائيلية وبالتأكيد لديه سيناريوهات رد عليها، وهذا ايضا رسالة ردع ضد الاسرائيلي.
الخيار الثاني، ان تحاول اسرائيل رد محدود ورمزي ضد لبنان ولكن هذا بمثابة اعتراف واقرار اسرائيلي بأن هناك معادلة جديدة على الجبهة اللبنانية، وهذا امر صعب تقبل به اسرائيل، لذلك من المرجح اسرائيل ان تذهب لنقل زخم الرد على الصواريخ تجاه قطاع غزة لمنح المستوطنين صورة من الامن الشخصي وتعزيز الثقة بالجيش، وفي ذات الوقت ستسعى اسراىيل لتنفيذ عمليات ذات طابع امني ضد اهداف فلسطينية او لبنانية على الاراضي اللبنانية دون اعلانات.
لكن في كلا الخيارات الحسابات الاسرائيلية معقدة وغير مضمونة النجاح، والاهم ردة الفعل عليها باتت في اطار غير المتوقع اسرائيليا.
لكن من المهم ان تبقى معركة الاقصى والقدس هي العنوان الرئيس للمعركة وعدم حرف القضية لقضايا اخرى، فاي معركة عنوانها القدس والاقصى هي مصلحة للشعب الفلسطيني، وموحدة للامة العربية والاسلامية، وتجيش امكاناتها في تلك المعركة.