الرئيسيةطوفان الأقصى

حماس: الظروف غير مهيأة لوقف إطلاق النار والميدان يحدد مسار التفاوض

قال عضو المكتب السياسي لحركة “حماس”، محمد نزال، إن الظروف السياسية والعسكرية لم تنضج بعد للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وتعثر المفاوضات، مؤكداً أن المقاومة ترد بشكل طبيعي على الاعتداءات المتكررة، ولا يمكنها أن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة الاقتحامات العسكرية داخل القطاع.

وفي تصريحات لـ”العربي الجديد”، أشار نزال إلى أن العمليتين الأخيرتين اللتين نفذتهما كتائب القسام شرقي جباليا والشجاعية، تمثلان “رداً مشروعاً” على العدوان الإسرائيلي، ولا تشكّلان عامل تعقيد في المسار التفاوضي. وقال: “الحديث عن أن العمليتين تضرّ بالمفاوضات غير دقيق، فميزان القوى هو ما يحرك العملية التفاوضية، والمقاومة تسعى لتعديل هذا الميزان”.

وأوضح أن القسام استهدفت قوة إسرائيلية شمال القطاع، ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة 11 آخرين، فيما قُتل جندي وأصيب اثنان في اشتباك منفصل بالشجاعية. وأضاف: “قوات الاحتلال لا تأتي للتنزه، وإنما لقتل وتدمير، ومن الطبيعي أن تتصدى لها المقاومة”.

أسباب تأخير الاتفاق

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

وعن تعثر جهود التوصل إلى اتفاق، قال نزال إن هناك عدة عوامل تؤخر التقدم، أولها أن حكومة بنيامين نتنياهو لا ترغب في إنهاء الحرب قبل تحقيق أهدافها، المتمثلة في تهجير الفلسطينيين، وإنهاء المقاومة، وفرض سلطة موالية للاحتلال. كما اتهم نزال رئيس الحكومة الإسرائيلية بالسعي للبقاء في السلطة لأسباب شخصية، بالتعاون مع شركائه المتطرفين، سموتريتش وبن غفير، معتبراً أن استمرار الحرب يخدم مصالحهم السياسية.

وأضاف أن العامل الثاني هو غياب ضغط دولي حاسم، مشيراً إلى أن “الولايات المتحدة وحدها، عبر رئيسها دونالد ترامب، تملك القدرة على فرض وقف إطلاق النار، إذا أرادت”. وأكد أن العامل الثالث هو غياب موقف عربي وإسلامي موحد قادر على استخدام أوراق الضغط ضد حكومة الاحتلال.

عن مقترح ويتكوف

وفي ما يخص المقترح الأخير الذي قدمه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، أوضح نزال أن الحركة لم ترفضه، لكنها قبلته “كإطار للنقاش”، مع إبداء تحفظات جوهرية. وأوضح أن المقترح ينص على وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، تبدأ بإفراج المقاومة عن 28 من المحتجزين الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح أكثر من 1200 أسير فلسطيني، واستلام جثامين 180 شهيداً.

وأشار نزال إلى أن المشكلة تكمن في أن البنود تتيح للاحتلال استئناف الحرب بعد أسبوع، عقب الإفراج عن المحتجزين الأحياء والأموات، وهو ما وصفه بـ”فخ سياسي يتيح لنتنياهو إنهاء الاتفاق بعد تحقيق أهدافه”.

وقال: “لا نريد أن نُلدغ مرتين. تجاربنا السابقة مع نتنياهو تؤكد أنه لا يفي بالتزاماته، وقد خرق اتفاق كانون الثاني/يناير بعد فترة وجيزة، تحت ذرائع واهية”.

المقاومة مستمرة.. والمفاوضات مفتوحة

رغم الجمود السياسي، شدد نزال على أن حماس لم تغلق باب التفاوض، وهي تتجاوب حالياً مع مسعى قطري جديد لتقريب وجهات النظر بين الأطراف، مؤكداً في الوقت نفسه على استمرار المقاومة في مواجهة العدوان العسكري والضغط السياسي.

كما لفت إلى أن الحركة تخوض معركة متعددة الأبعاد، تشمل الجبهات العسكرية والسياسية والإعلامية والقانونية، وقال: “حققنا تقدماً في معركة الرواية، وهناك تغير في بعض المواقف الأوروبية، كما أجرينا حواراً مباشراً مع الإدارة الأميركية لأول مرة منذ تصنيف حماس منظمة إرهابية”.

وختم نزال تصريحاته بالتأكيد على أن حماس تستند في موقفها إلى “عدالة القضية ومشروعية المقاومة، والإيمان بأن وقف الحرب وتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني يتطلب صموداً ميدانياً وسياسياً”، مضيفاً أن “السلاح ما زال مشرعاً في وجه الاحتلال، ولن تتوقف المقاومة حتى ينتهي العدوان”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى