رأي خاص
شبكة الخامسة للأنباء - غزة
عدلي صادق
ما الذي منع ويمنع مبادرة من سورية ولو للتذكير بأن مرتفعات الجولان السورية محتلة؟
قبل أن ننحو باللائمة على النظام السوري الذي بات شغله يقتصر على تكريس الفوضي والفلتان في بعض محافظات البلاد التي تقع تحت سيطرته الإسمية بمساعدة الروس، ننوه هنا إلى مشروعية التحرك لإنهاء احتلال الهضبة.
الروس بانتهازيتهم، لم يزودوا النظام السوري بوسائل الدفاع الجوي الفعالة، بل وتعمدوا فتح المجال الجوي السوري للقصف اليومي الإسرائيلي. علماً بأن درس غزة يثبت بما لا يدع مجالاً للشك، أن تحييد السلاح الجوي الإسرائيلي لا يُبقي لجيش الصهيونية النازية خيارات فعالة في حال التحرك على جبهة الجولان. وبالمحصلة الروس يتحملون المسؤولية الأولى، ثم تكون المسؤولية الثانية على النظام السوري الذي ليست له القدرة، لا بالمواجهة ولا بالديبلوماسية، على الهجوم ولا على بالدفاع للتخلص من الاحتلالات الستة التي يتعايش معها، لأجزاء من بلاده: الصهيوني والروسي والإيراني والأمريكي والتركي والداعشي!
يمكن أن تبدأ عملية الجولان، في حال تحييد سلاح جو العدو، بتحشيد مشترك سوري لبناني مقاوم، بالتزامن مع عملية سياسية تفتح ملف احتلال الجولان. ذلك علماً بأن الأمريكيين عندما هُرعوا في بداية الحرب الى دفع حاملتي طائرات الى المنطقة؛ كانوا يتحسبون من وصول صواريخ المقاومة اللبنانية الى مدرجات القواعد العسكرية الجوية، وما دعاهم الى تجهيز مدرجات حاملاتهم.
عنصران يحكمان هذا العجز عن التحرك في اتجاه الجولان: الأول حسبة الروس الذين يريدون محض الاستفادة من ثروات سوريا وموقعها، والثاني هو حرص النظام السوري على حماية نفسه وأمانه.
لو إن الروس بادروا الى حماية أجواء سوريا التي يحتلونها، وذلك أمرٌ مشروع دولياً طالما أن النظام يأذن به (حسب مبرر وجودهم) لكانوا استفادوا من هذا الوضع في ردهم على انحياز الغرب لأوكرنيا ولارتفعت فرصتهم في تحقيق ما يزعمونه من هدف إنهاء السيطرة الأمريكية الأحادية على العالم.
أما الأمريكيون وحليفتهم الصهيونية فإن خشيتهم باتت من توسيع الحرب، ودخول العنصر الإيراني في المعركة من سوريا، وهذا ما يشكل فرصة، لانكفاء الصهيونية وتلقينها الدرس الذي تستحقه.