شبكة الخامسة للأنباء - غزة

تقرير خاص| محمد كمال وشاح
يصادف اليوم التاسع من أغسطس 2023، الذكرى الأولى لإستشهاد الفدائي «إبراهيم النابلسي»، الذي شكلت حياته ملحمة أسطورية رغم صغر سنه؛ حيث إرتقى وهو ما يزال في الـ 20 من عمره، “صاحب الأرواح التسع” الذي أرهق وحدات الاحتلال الخاصة.
ونجى من عدة محاولات إغتيال جبانة وخرج بعد ذلك ليتابع رحلة مقاومته، وكانت أمنيته ووصيته الأبدية، ألا يترك رفاقه البارودة من بعده، كي ينعم بحياة هادئة مستقرة داخل قبره.
من هو الشهيد إبراهيم النابلسي ؟
ولد الشهيد البطل «إبراهيم النابلسي»، في 13 أكتوبر/تشرين الأول 2003 في نابلس، لأسرة فلسطينية بارزة وعرفت بـ«نضالها».
وهو أبرز قادة كتائب شهداء الأقصى في نابلس، رغم صغر سنه، ومقاتلاً عنيداً أذاق جيش العدو الإسرائيلي وقطعان المستوطنين من بأسه الويلات في عملياته النوعية.
ووالده هو «علاء عزت النابلسي»، العقيد في جهاز الأمن الوقائي سابقا، والأسير المحرر من سجون الاحتلال الإسرائيلي.
ويعدّ إبراهيم النابلسي أحد المقاومين المشهود لهم بنضالهم وأخلاقهم العالية، في البلدة القديمة في نابلس التي نشأ وكبر بين أزقتها، رغم بعدها عن منزل عائلته، وبقي الاحتلال يطارده في هذه المنطقة حتى إرتقاءه.
ويشهد له سكان البلدة القديمة في نابلس، بأنه خجول جداً وطيب القلب، وبتعلقه الكبير بالأطفال في البلدة ومساعدته للجميع وقبوله الواسع.
مجاهدًا ومطاردًا ثم شهيداً
بدأ جيش الاحتلال بمطاردة الشهيد النابلسي عام 2020، وأعلن إسمه كأحد قادة كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، وأبرز المطلوبين له، وتداولت الصحف العبرية إسمه في الصفحات الأولى، وشنت عمليات مكثفة لتصفيته أو اعتقاله.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي، يتهم “النابلسي”، بتنفيذ عمليات فدائية في المدى القريب، والمشاركة بعدة عمليات إطلاق نار باتجاه جيش الاحتلال والمستوطنين.
ونجا النابلسي من عدة محاولات اغتيال، وفي شهر فبراير الماضي تم اغتيال الخلية التي كان عضواً فيها، ولكنه لم يكن متواجدا في المركبة.
وصفه الإعلام العبري بـ”صاحب الأرواح الـ9″ لعدم قدرتهم على اغتياله رغم المحاولات والاقتحامات الكثيرة لمحاولة تصفيته أو حتى أسره.
لحظاته الأخيرة «لا تتركوا البارودة»
أنا بحبك أمي، حافظوا على الوطن من بعدي، بوصيكم ما حد يترك البارودة، هيني محاصر، ورايح أستشهد!” تلك كلماتٌ بثوان معدودة، أرسلها المقاتل إبراهيم النابلسي إلى أصدقائه، لكن مستقرها كان في قلوب كُل فلسطيني.
و عندما أيقن أن جيشًا مدججًا بالسلاح يحيط به من كل الجهات، وأن نسائم الشهادة قد اقتربت لم ينس الابن البار أن يختص أمه بكلمة “أحبك”، لحظة استشهاده، ليغلق بذلك فصل المطاردة الأخير، و يلحق بأصدقائه الشهداء، محمد الدخيل، وأدهم مبروكة، وأشرف مبسلط الذين استشهدوا في محاولة الاغتيال في فبراير/ شباط الماضي.
وحُمل على أكتاف الرجال شهيدًا، ليسلمُ الراية لغيره، وليؤكد أنه في كل مرة يقتلُ فيها الاحتلال مقاومًا، هو في الحقيقة لا ينهي حياته بل يعلن ولادته في قلوب أبناء شعبه، فيأتي بطلٌ آخر يستلم راية الثورة التي لا تنطفئ نارها.