تقاريرثابت

صبرا وشاتيلا.. جرحٌ نازفٌ ووصمة عار على جبين الإنسانية

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

خاص الخامسة للأنباء – تقرير محمد الذهبي:

أكثر من أربعة آلاف شهيد وشهيدة راحوا ضحية مجزرة صبرا وشاتيلا، التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الفترة ما بين 16-18 أيلول 1982م.

صنف الباحثون والرواة الشفويون جنسيات ضحايا مذبحة صبرا وشاتيلا إلى: 75% فلسطينيون، 20% لبنانيون، 5% (سوريون، وايرانيون، وبنغال، وأتراك، وأكراد، ومصريون، وجزائريون، وباكستانيون)، وآخرون لم تحدد جنسياتهم.

الشاعرة رحاب كنعان تروي للخامسة تفاصيل المجزرة..

بدأت المؤامرة على الفلسطيني الوحيد والأعزل في لبنان بعد خروج قوات منظمة التحرير الفلسطينية والفدائيين أواخر آب 1982 إلى الأردن والعراق وتونس واليمن وسوريا والجزائر وقبرص واليونان، بانسحاب القوات متعددة الجنسيات قبل عدة أيام من موعد انسحابها، حسب ما قالته الشاهدة والناجية من المجزرة، الشاعرة الفلسطينية رحاب كنعان للخامسة للأنباء.

وقالت أيضاً أن القوات الأميركية انسحبت في العاشر من أيلول 1982، والإيطالية في 11 أيلول، والفرنسية في 13 أيلول، أي انسحبوا قبل موعد انسحابهم الرسمي بعشرة أيام.. رغم وجود ضمانات أميركية واتفاق فيليب حبيب، بعدم دخول جيش الاحتلال الإسرائيلي لبيروت الغربية، وضمانة حماية المدنيين الفلسطينيين وعوائل الفدائيين الذين خرجوا من بيروت.

اجتياح لبنان..

وأضافت كنعان للخامسة، أنه في السادس من حزيران/ يونيو 1982، اجتاحت القوات الإسرائيلية لبنان حتى وصلت مشارف العاصمة بيروت وفرضت عليها حصاراً استمر ثلاثة أشهر تقريباً، واجهته القوات الفلسطينية اللبنانية المشتركة بمقاومة شديدة.

وأوضحت أنه بعد مساعٍ دبلوماسية حثيثة، توصل المبعوث الأميركي فيليب حبيب ورئيس الوزراء اللبناني شفيق الوزّان ، إلى اتفاق في الحادي عشر من آب/ أغسطس 1982، نص على أن تقوم منظمة التحرير الفلسطينية بإجلاء قواتها من بيروت الغربية بإشراف قوة متعددة الجنسيات مشكّلة من قوات أميركية وفرنسية وإيطالية، في مقابل تعهد الحكومة الإسرائيلية بعدم دخول جيشها إلى بيروت الغربية، وبتقديم ضمانات التزمت بتوفيرها الولايات المتحدة في المقام الأول، في ما يخص حماية أمن المدنيين الفلسطينيين داخل المخيمات.

انسحاب القوات الدولية..

وتابعت “بعد أيام قليلة من اكتمال رحيل آخر دفعة من المقاتلين الفلسطينيين عن بيروت، مطلع أيلول 1982، أعرب رئيس منظمة التحرير ياسر عرفات لمبعوثين فرنسيين زاراه في مقر إقامته في تونس، عن تخوفاته البالغة على أمن المدنيين الفلسطينيين المتبقّين في بيروت، وطلب منهما السعي لدى حكومتهما من أجل إبقاء الوحدة العسكرية الفرنسية في بيروت لفترة أطول من التاريخ الذي كان محدداً لانسحابها، بيد أن الحكومة الفرنسية، وبعد أن بقيت وحدها حتى النهاية، إثر انسحاب الوحدات الإيطالية والأميركية، قررت سحبها في الحادي عشر من أيلول.

الانتخابات المحلية.. أولى صناديق الأمل أمام الغزيين

وأكملت “بعد ظهر يوم الرابع عشر من أيلول 1982، وقع انفجار ضخم في مقر ميليشيا القوات اللبنانية (التابعة لـحزب الكتائب) في بيروت الشرقية، أودى بحياة قائدها بشير جميّل، الذي انتخبه البرلمان اللبناني في الثالث والعشرين من آب 1982 رئيساً للجمهورية، فقام جيش الاحتلال صبيحة اليوم التالي باقتحام بيروت الغربية، بذريعة المحافظة على الأمن في المدينة، وطوَّق المخيمات الفلسطينية وأقفل المعابر المؤدية إليها ومنع سكانها من المغادرة، ثم راح منذ صباح الخميس، 16 أيلول، يشدد قصفه على مخيم شاتيلا، وبالأخص على مدخله الجنوبي، الذي بدأت عنده المجزرة، وتحت إشراف جنوده وحمايتهم، دخلت المخيم بعد غروب ذلك اليوم ميليشيات مسلحة منشقة عن الجيش اللبناني وراحت على مدى ثلاثة أيام تقتل وتعذب كل من يصادفها، من دون تمييز بين فلسطيني ولبناني، ولم تسلم حتى المستشفيات من عدوانها، حيث اقتحمت الميليشيات في 17 من أيلول مستشفى عكا، وقتلت بوحشية عدداً من الأطباء والممرضات والمرضى الفلسطينيين المتواجدين فيه”.

جثث وعمليات هدم في كل مكان..

واستطردت “صباح الجمعة، بدأت معالم المجزرة تتضح لمعظم سكان المنطقة، بعد أن شاهدوا الجثث والجرافات وهي تهدم المنازل فوق رؤوس أصحابها، وتدفنهم أمواتا وأحياء، فبدأت حالات فرار فردية وجماعية توجه معظمها الى مستشفيات عكا وغزة ومأوى العجزة، واستطاع عدد منهم الخروج من المنطقة متسللا من حرش ثابت، فيما بقيت عائلات وبيوت لا تعرف ما الذي يجري، وكان مصير بعضها القتل وهي مجتمعة حول مائدة الطعام، وذلك لأن جرائم القتل كانت تنفّذ بصمت وسرعة”.

حفر الموت..

وعن حفر الموت، قالت “في يوم الجمعة، بدأت حكايات حفر الموت، وازداد عدد المهاجمين، رغم أن الشهادات والوقائع تؤكد أن العدد الأكبر من الشهداء ارتقوا في الليلة الأولى للمجزرة، لكن أساليب القتل تطورت وأضيف إليها القنابل الفوسفورية التي ألقيت في الملاجئ”.

اليوم الأخير..

وعن اليوم الأخير من المجزرة، فقد استمرت عمليات القتل والذبح والخطف، رغم أن رواية الاحتلال تؤكد صدور تعليمات بالانسحاب في تمام العاشرة صباحاً، حيث أُدليت عشرات الشهادات بأن المجزرة استمرت حتى الواحدة بعد الظهر.

وتبقى مجزرة صبرا وشاتيلا، إلى جانب عشرات المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بمساعدة الموالين والمتواطئين، والتي راح ضحيتها آلاف الفلسطينيين الأحرار والعرب بعد أن شردوا من ديارهم، وصمة عار وشاهد على جرائم وبطش احتلالٍ لم يرحم طفلاً ولا امرأة ولا شيخاً من بطشه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى