عودة التعليم الوجاهي… رسالة بقاء فوق ركام غزة
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

بعد أكثر من عامين على الإبادة الجماعية التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق قطاع غزة، بدأ مشهد التعليم الوجاهي يعود تدريجياً إلى الحياة وسط ظروف شبه مستحيلة، إذ حوّل العدوان المدمّر أغلب المدارس والجامعات إلى أكوام من الدمار والحجارة، ودفن أحلام مئات آلاف الطلاب تحت الركام، وتحوّلت المدارس القليلة الناجية إلى مراكز إيواء.
وفيما توقف التعليم الوجاهي كلياً على مدى عامين، لجأت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية أخيراً إلى مبادرات محدودة للتعليم الافتراضي والمُدمج، وسط انقطاع الكهرباء وضعف الإنترنت ووطأة النزوح الجماعي. ويسعى الطلاب والمعلمون والمسؤولون التربويون إلى استعادة ما تبقى من ملامح التعليم، رغم دمار البنية التحتية وفقدان الكتب والمقاعد وجُل مستلزمات الدراسة.
ووفق تقديرات وزارة التربية والتعليم، فإنّ عدد الطلاب الذين استشهدوا في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وصل إلى أكثر من 18 ألفاً و346، بينما أُصيب 27 ألفاً و884 آخرون، فيما استشهد في الضفة 143 طالباً وأصيب 970 آخرون، إضافة إلى اعتقال 740 طالباً. وأشارت الوزارة إلى أن 970 معلماً وإدارياً استشهدوا، وأُصيب 4 آلاف و533 بجروح في قطاع غزة والضفة، واعتُقل أكثر من 199 في الضفة.
وكشفت في بيانها نفسه أن الاحتلال أخرج 85% من مدارس قطاع غزة عن الخدمة، إذ إن 160 مدرسة حكومية تدمرت بالكامل، إضافة إلى 63 مبنى تابعاً للجامعات، كما تعرضت 118 مدرسة حكومية و93 مدرسة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إلى القصف والتخريب، فيما أدى عدوان الاحتلال إلى إزالة ما مجموعه 25 مدرسة بطلبتها ومعلميها من السجل التعليمي.
يؤكد مدير عام العلاقات العامة والإعلام في وزارة التربية والتعليم العالي في غزة أحمد النجار أن “حرب الإبادة الإجرامية التي تشنها إسرائيل منذ أكثر من عامين تسببت في تعطيل شبه كامل للعملية التعليمية”، وقال في تصريحات صحفية : “رغم كل المعوّقات والدمار، لم نقف مكتوفِي الأيدي، بل أطلقنا مبادرات لاستئناف التعليم الوجاهي والافتراضي والمدمج بوصفها بدائل مؤقتة لتعويض الانقطاع”.
ويوضح النجار أن الوزارة وضعت خطة تعافٍ شاملة تتضمن إعادة تأهيل المدارس المدمرة جزئياً، وإقامة خيام تعليمية مؤقتة في المساحات الفارغة، واستغلال أي مكان يمكن تحويله إلى صف دراسي. ومن أبرز الأمثلة، افتتاح مدرسة الكمالية التاريخية التي أُعيد ترميم جزء منها، ومدرسة السيد هاشم التي أُقيمت داخل مسجد أثري في مدينة غزة لاستئناف التعليم الوجاهي.
ويشير النجار إلى أن حجم الدمار الذي لحق بالمنشآت التعليمية يتراوح بين 85% و97%، إذ إن مدارس القطاع تضررت بين تدمير كلي وجزئي، ومعظم المدارس المتبقية تُستخدم حالياً مراكز إيواء للنازحين، ما يعيق استئناف الدراسة فيها، لافتاً إلى أن 84% من المدارس تحتاج إلى تأهيل وترميم كبيرَين. وهذا يتضمن مدارس دُمّرت ومُسحت بالكامل، ولم يعد يوجد منها أي شيء. ويضيف: “المدارس التي بقيت قائمة غير صالحة، كثير منها بلا مقاعد ولا أبواب ولا شبابيك، والطلاب يجلسون على الأرض. نفتقر إلى الكتب والقرطاسية وحتى الطباشير”.





