ثابت

“مات الولد”.. 23 سنة على جريمة اغتيال الطفل محمد الدرّة

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

الخامسة للأنباء – غزة:

يصادف اليوم السبت، الذكرى الثاالثة والعشرين لاستشهاد الطفل محمد جمال الدرة، حيث حاصره الاحتلال رفقة والده آنذاك في أحد شوارع قطاع غزة، واستهدفهما بإطلاق نار كثيف، لم ينتهِ إلا بعد أن غرق الطفل بدمائه، وسط صرخاتِ والده المكلوم التي هزت العالم، فيما لم تحرك ساكناً في قلوب جنود وقناصة الاحتلال الإسرائيلي وحلفائه “مات الولد”.

استشهاد الطفل محمد الدرة

بدأت القصة حين رافق الطفل “محمد” والده إلى “سوق السيارات” في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة، وفي طريق العودة كانا يسيران في شارع صلاح الدين، ففوجئا بوقوعهما تحت نيران إسرائيلية كثيفة من كل جهة، ودون سابق إنذار.

هَول المشهد وانعدام الفرص أمامهما، دفعهما إلى الاختباء خلف برميل إسمنتي والصراخ بأعلى صوت على جنود الاحتلال ليُوقفوا إطلاق النار تجاههما، لعّل ذلك يحميهما من رصاصات الغدر، لكن دون جدوى.

اخترق رصاص الاحتلال يد جمال الدُّرة، ثم طالت رجل “محمد” اليمنى الذي كان يسأل بخوف وذهول “لماذا يا أبي يطلقون النار علينا؟”، يقول الوالد المكلوم في روايته للحادث: “كنت ألوّح بيدي وأصرخ ليتوقف الجنود عما يفعلوه، لكن الرصاص لم يتوقف أصاب جميع أنحاء جسدينا، ولم أستطع حماية ابني”.

رصاصة بعد أخرى، ولا يزال الأب ينظر بحسرة إلى طفله محاولًا حمايته بكل قواه، إلى أن سقط رأس “محمد” على قدم والده، غارقًا ببركة من الدماء دون حركة، حينها عرف جمال الدُّرة حجم المصاب، فصرخ بأعلى صوت “مات الولد.. مات الولد”، في مشهد أبكى الملايين ولا تزال بشاعته حاضرة حتى يومنا هذا.

بالإضافة إلى كل هذا الإجرام، أطلق الاحتلال صاروخا على “جمال” وابنه، لكنه اصطدم بالرصيف ولم يصبهما.

وخلال الفترة التي استنجد فيها والد “محمد” لإسعافهما، كان الاحتلال يُعرقل وصول سيارات الإسعاف إلى مكان الحادث، فتبعًا لرواية أحد الصحفيين، سُمح للطواقم الطبية بالعبور بعد نحو 17 دقيقة من نزفهما.

توثيق الجريمة

وكان مراسل قناة تلفزيونية فرنسية، قد وثق مشهد إعدام الدُّرة، ونقله إلى كل العالم، ما أثار مشاعر الغضب لدى الفلسطينيين في كل مكان، ومنذ ذلك الوقت أصبح الطفل “محمد” أيقونة الانتفاضة ومُلهمها، قبل أن يتمكن من تحقيق حلمه بأن يكون “معلمًا أو محاميًا يُدافع عن أطفال بلده”.

وحظيت قضية “محمد” أيضًا باهتمام واسع على المستويين العربي والعالمي، واستنكرتها غالبية الجهات الحقوقية والدولية، وسط دعوات جادة لمحاسبة القتلة، لكنّ ذلك لم يتحدث حتى الآن، ولم تتوقف “إسرائيل” عن استهداف الأطفال سواءً بالقتل، أو الاعتقال، أو الملاحقة اليومية، فمن يُحاسبها؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى