مقالات الخامسة

مبادرة لوقف الحرب على غزة

الكاتب: د.علي الأعور

اكثر من 15 شهرا مرت على الحرب على غزة وقتل فيها وجرح اكثر من 150 الف فلسطيني معظمهم من الأطفال و الشيوخ و النساء ودمرت غزة بالكامل و لم تعد منطقة قطاع غزة تصلح للحياة بعد تدمير قطاع الصحة و التعليم و شبكة الكهرباء و المياه و الشوارع و البنى التحتية في اطار سياسة نتنياهو المستمرة في التصعيد العسكري و القتل و التدمير و سكان غزة من يدفعون فاتورة الدم بينما كتائب القسام بقوتها و رجالها في الانفاق و الاسرى المختطفين الإسرائيليين مثل سكان غزة يتعرضون للقصف الجوي و هناك خطر كبير على حياتهم .

وامام هذا المشهد فشلت جميع المحاولات لوقف الحرب بسبب تمسك نتنياهو بخيار القوة العسكرية و سلاح الجو الإسرائيلي و القصف و القتل وهو يعلم جيدا ان معظم الضحايا من الأطفال و النساء.

ولكن السؤال المهم : كيف يمكن وقف هذا القتل و التدمير الذي يماسه الجيش الإسرائيلي بتعليمات من يسرائيل كاتس و نتنياهو وسموتريتش و بن غفير و الحسابات السياسية الداخلية الإسرائيلية في إعادة بن غفير للحكومة الإسرائيلية من اجل قانون الموازنة وتهديد سموتريتش بسقوط الحكومة؟

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

ما هي الخيارات الواقعية المتاحة من اجل وقف الحرب و إعادة الاسرى المختطفين الإسرائيليين ؟ وكيف يمكن الحفاظ على وجود حركة حماس سياسيا و في اطار حزب سياسي و يعمل على تفكيك منظومة الصواريخ و المشاركة في إعادة اعمار غزة.

فشلت كل الخطط التي وضعها نتنياهو من اجل إدارة غزة و اعمار غزة من خلال المخاتير و العشائر و نسي ان غزة تحكمها الفصائل الفلسطينية وفشلت خطط نتنياهو في الاعتماد على رجال الاعمال او شخصيات مستقلة في إدارة غزة كما ان نتنياهو يدرك ان حماس لن ترفع الراية البيضاء و تعلن الاستسلام حتى اخر مقاتل في كتائب القسام .

وكوني باحث و محاضر في الجامعات الفلسطينية ومختص في العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية ومن مواليد غزة من مدينة دير البلح واعرف جيدا المشهد الفلسطيني و ما حصل لقطاع غزة من تدمير و شهداء و انني فقدت سبعة اشخاص من عائلتي في الحرب على غزة ، فانني اقدم مبادرة سياسية تقوم على أربعة نقاط من شانها ان تعمل على وقف الحرب و إعادة جميع الاسرى المختطفين الى تل ابيب و بقاء حماس في إدارة غزة من خلال نزع سلاح الصواريخ و منظومة الصواريخ التي تملكها.

أولا: اعلان حركة حماس في مؤتمر صحفي ورسميا انها تحولت الى حزب سياسي من اجل الحفاظ على شعبنا في قطاع غزة و اعترافها بالشرعية الدولية و قرارات الأمم المتحدة و إعلانها بان خيار المفاوضات هو الطريق الأقصر لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في اطار حل الدولتين و تقبل بصورة واضحة قبولها بدولة فلسطينية في حدود الرابع من حزيران 1967 .

ثانيا: اعلان حركة حماس بانها سوف تقوم بنزع سلاح الصواريخ و منظومة الصواريخ التي تملها و تبقى لديها الأسلحة الخفيفة من اجل الحفاظ على الامن و الاستقرار في قطاع غزة و قبولها بقرارات منظمة التحرير الفلسطينية و الاتفاقيات الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية و إسرائيل و العالم اجمع و الإعلان عن دخولها رسميا لمنظمة التحرير الفلسطينية و تقبل بشراكة سياسية من السلطة الفلسطينية في إدارة غزة و إعادة الاعمار في قطاع غزة. و التحضير الى انتخابات فلسطينية بالتعاون مع السلطة الفلسطينية خلال عام من الان .

ثالثا: الإعلان عن هدنة رسمية بين حركة حماس و إسرائيل ووقف الحرب على غزة و انسحاب إسرائيلي بالكامل من قطاع غزة و محور فيلادلفيا مع ضمانات امنية مصرية و أمريكية لإسرائيل فيما يتعلق بمحور فيلادلفيا و الاعن رسميا عن هدنة لمدة عشر سنوات بين حماس و إسرائيل و تتعهد حركة حماس بعدم اطلاق رصاصة و احدة على إسرائيل و غلاف غزة .

رابعا : الافراج عن جميع الاسرى المختطفين الإسرائيليين الاحياء و الأموات خلال 42 يوم مقابل الافراج عن عدد متفق عليه من الاسرى الأمنيين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية و تلتزم إسرائيل امام الولايات المتحدة الامريكية و دولة قطر ومصر ان تعلن رسميا انتهاء الحرب على غزة و وعدم تجدد الحرب من جديد على غزة و الاعتراف بحماس سياسيا للمشاركة في مفاوضات حول الحل السياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي .

وأخيرا … على نتنياهو ان يدرك جيدا ان حياة كل اسير إسرائيلي و حياة كل طفل فلسطيني تساوي العالم كله و تساوي المناصب السياسية كلها و بالتالي عودة جميع الاسرى المختطفين الى تل ابيب يمثل انتصار للشعب الإسرائيلي و الافراج عن الاسرى الأمنيين الفلسطينيين انتصار للشعب الفلسطني للحفاظ على الامل و السلام بين الشعبين الفلسطيني و الإسرائيلي .

*باحث و محاضر في الجامعات الاسرائلية و مختص في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى