محلل عسكري إسرائيلي: قتل عمال الإغاثة خطأ كارثي سيكلفنا الكثير
شبكة الخامسة للأنباء - غزة
قال الكاتب، والمحلل العسكري الإسرائيلي، رون بن يشاي، إن مقتل عدد من موظفي الإغاثة الأجانب في قطاع غزة، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، خطأ سيكلف “إسرائيل” ثمنا غاليا، وسيكون مفترق طرق في الحرب، وقد يؤدي إلى الاستعجال في إنهائها.
وفي مقاله المنشور في يديعوت، قال بن يشاي إنه في غضون أسبوع إلى عشرة أيام، سيتعين على إسرائيل اتخاذ قرارات جوهرية بشأن الحرب في غزة، واتفاق تبادل الأسرى، والتسوية مع حزب الله في الشمال.
ولفت إلى أن مقتل عمال الإغاثة في منظمة “المطبخ المركزي العالمي” كانت بسبب خطأ بشري، أو بسبب سوء التواصل بين المخابرات، والقوات على الأرض، ومشغلي الطائرات بدون طيار التابعة لقوات الاحتلال.
وأكد أن الحادثة وقعت قرب الرصيف الذي يستقبل المساعدات البحرية، وراح ضحيتها عمال منظمة لا تملك أي مشاكل مع “إسرائيل”، وهذا سيلحق أضرارا جسيمة بشرعية الحرب الإسرائيلية في غزة، وتصب في مصلحة كل من يدعي أن إسرائيل لا تلتزم بالقانون الدولي في حربها هناك، بحسب تعبيره.
وتابع: “رغم الإنجازات على الأرض التي تجعلنا أقرب إلى النصر، نتلقى هزيمة تلو الأخرى في معركة الشرعية، مع تزايد الاتجاهات المعادية لإسرائيل، والمتعاطفة مع الفلسطينيين في الرأي العام العالمي”.
ونوه إلى أنه بسبب هذا الخطأ الكارثي، قد يجبر المجتمع الدولي إسرائيل على وقف إطلاق النار، حتى دون إطلاق سراح جميع الأسرى في القطاع، ودون تحقيق أهداف الحرب في غزة والشمال.
ونقل شواهد سابقة متعلقة بالأخطاء خلال الحرب، قائلا إنه في الحرب على لبنان عام 2006 كانت هنالك حالة مشابهة، حين قصفت قوات الاحتلال عن طريق الخطأ مبنى فيه عشرات المواطنين اللبنانيين، ونتيجة لذلك أجبرت واشنطن دولة الاحتلال على وقف القتال ليوم كامل، قبل أن يسمح الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش، لقوات الاحتلال باستئناف القتال.
وفي التسعينات، قتل جيش الاحتلال مدنيين لبنانيين كانوا قد لجأوا إلى موقع قريب من موقع للأمم المتحدة خلال عملية “عناقيد الغضب” (حرب نيسان)، ما أدى إلى إنهاء العملية العسكرية قبل الأوان.
وطالب بن يشاي قوات الاحتلال بالتخلي عن استهداف بعض عناصر حماس إذا كان الأمر سوف يكلف إسرائيل خسارة في معركة الشرعية، قد تؤدي إلى وقف الحرب.
وتابع: “نحتاج إلى الشرعية ليس فقط أثناء الحرب، بل من أجل اليوم التالي”.
و”لذلك، يتعين على الجيش الإسرائيلي أن يعطي تعليمات لا لبس فيها بعدم إطلاق النار في المنطقة التي يتم فيها نقل وتوزيع المساعدات الإنسانية. كما يتعين على الجيش زيادة نقل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بما في ذلك فتح معابر جديدة”.