محمد صلاح يواصل كتابة التاريخ في البريميرليج بعد تجديد عقده مع ليفربول

يواصل المصري محمد صلاح نجم ليفربول، حلمه بتخطي العديد من أساطير البريميرليج مثل تييري هنري وواين روني وغيرهما، ليصبح الأعظم على الإطلاق في المسابقة.
يأتي ذلك بعدما وقّع صلاح عقدًا جديدًا مع ليفربول لمدة عامين يوم الجمعة الماضي، ليستمر داخل صفوف الريدز، ما يعني أنه بات بإمكانه تعزيز إرثه المذهل.
لا بد من الاعتراف أن فريقي التسويق ووسائل التواصل الاجتماعي في ليفربول يتمتعان بحس فكاهي لاذع. وعلى الأقل، يمكن لكل من شارك في مفاوضات تمديد عقد محمد صلاح الطويلة أن يضحك على ما جرى الآن.
لأنه، في ذلك الوقت، لم يكن هناك ما يدعو للضحك حين كشف النجم المصري في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أنه “أقرب إلى الرحيل من البقاء” في أنفيلد.
وقال صلاح للصحفيين بعد الفوز (3-2) على ساوثهامبتون في ملعب سانت ماري: “لم أتلقَ أي شيء بعد بشأن مستقبلي. لا يوجد نادٍ آخر مثل هذا. أحب الجماهير، والجماهير تحبني. لكن الأمر ليس بيدي، ولا بأيدي الجماهير، فلننتظر ونرى”.
لا مكان مثل أنفيلد
بالطبع، كان هناك دائمًا توقع بأن يبقى صلاح في ليفربول، فعندما يقول إنه يحب النادي والمدينة، فإنه يعني ذلك حقًا.
وقال صلاح للموقع الرسمي للنادي بعد توقيعه على عقده الجديد لمدة عامين: “لقد عشت أفضل سنوات مسيرتي هنا. أستمتع بحياتي هنا، وأستمتع بكرة القدم. عائلتي تشعر وكأنها في وطنها أيضًا”.
وأضاف: “اللعب في أنفيلد دائمًا ما يكون لحظة خاصة. لا يوجد مكان مثله. الدفء الذي تشعر به بداخلك. الأغنية قبل المباراة. كل شيء فيه، وكل مرة أسجل هدفًا ويغنون لي، هو شيء مميز”.
أفضل من أي وقت مضى؟
لا يزال البعض يشكك في حكمة منح عقد ضخم للاعب سيبلغ 33 عامًا في يونيو/حزيران المقبل، لكن مستوى صلاح لم يترك لليفربول أي خيار. إنه يقدم أداءً لا يقل عن أفضل مستوياته، بل ربما يفوقها.
صلاح قاد هجوم آرني سلوت طوال الموسم تقريبًا. وسجل 27 هدفًا في 31 مباراة، ما يعني أنه ليس فقط في طريقه لمعادلة رقم تييري هنري بالحصول على 4 جوائز حذاء ذهبي في الدوري الإنجليزي، بل إنه على وشك حصد أول حذاء ذهبي أوروبي له أيضًا.
تفوق شامل
لكننا نرى هذا الموسم أيضًا نسخة أقل أنانية من صلاح، نتيجة لجهد متعمد لتحسين أداء من حوله.
قال صلاح في مقابلة مع TNT Sports: “هذا جزء من النضج. أنت لا تستطيع الفوز بالدوري وحدك، لذا ترغب في أن يؤدي الآخرون بشكل جيد أيضًا”.
وأضاف: “هذا ما حاولت فعله خلال الأشهر القليلة الماضية، ربما منذ بداية الموسم. درست طريقة لعبهم وحاولت فهم ما يحبونه. في السابق، عندما كنت أصغر، كنت أركز على نفسي أكثر داخل الملعب”.
وتابع: “حتى الآن، أعتقد أن هذا هو أفضل موسم لي لأنني أُحسّن من مستوى زملائي أيضًا. هذا ما أشعر به. أعرف طريقة لعبهم. أرقامهم هذا الموسم ستكون أعلى من مواسم سابقة. وتمريراتي الحاسمة أكثر أيضًا، مما يعني أنني أساعدهم كثيرًا”.
يدفعه الألقاب وليس المال
خسارة صلاح هذا الصيف كانت ستكون كارثة على ليفربول، لأنه لا يوجد جناح آخر في السوق يستطيع تعويضه.
وفي أعماقه، ربما كانت هناك إغراءات لقبول الأموال الطائلة المقدمة من السعودية، ومغادرة أنفيلد وهو في قمة تألقه، بعدما ساهم في الاقتراب من لقب الدوري الإنجليزي.
هذا ليس لاعبًا تحركه الأموال، بل الألقاب. والانتقال السلس الذي قاده آرني سلوت بعد خلافة يورجن كلوب كان له دور محوري في قرار صلاح بالبقاء.
وقال لموقع النادي: “لدينا فريق رائع الآن. كان لدينا فريق رائع من قبل، لكنني وقّعت لأنني أؤمن بقدرتنا على الفوز بألقاب أخرى”.
اللقب الثاني المنتظر
بالطبع، الدوري الإنجليزي أصبح قريب المنال، إذ يتصدر ليفربول الترتيب بفارق 13 نقطة.
وسيكون هذا هو اللقب الثاني لصلاح في مسيرته، لكن الأول الذي يستطيع الاحتفال به حقًا مع جماهير النادي، لأن التتويج التاريخي بلقب موسم 2019-2020 جاء خلال جائحة كورونا.
ومن المؤكد أن صلاح سيستمتع بكل لحظة في هذا السباق نحو اللقب.
وقال لموقع ليفربول الرسمي: “أعتقد أنني قلتها في بداية الموسم: أكثر شيء أريده هو الفوز بالدوري الإنجليزي. أريده بشدة، بصراحة”.
وأضاف: “الجماهير تستحقه – لم نحتفل كما يجب في المرة الماضية. نأمل أن نحقق اللقب هذه المرة. لا تزال هناك 7 مباريات، ولن تكون سهلة لأن آرسنال يقترب أيضًا. سنبذل كل ما لدينا، ونأمل أن نتمكن من الفوز في النهاية”.
الخلود ينادي
من الواضح أن محمد صلاح يُعد بالفعل أسطورة حية في ليفربول، ومنافسًا شرعيًا على لقب أفضل لاعب في تاريخ النادي خلال حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز.
إذا حافظ على مستواه ولياقته البدنية، فإن بقاءه لعامين إضافيين في آنفيلد سيضيف فقط إلى إرثه المذهل بالفعل.
كما أن هناك الآن احتمالاً حقيقيًا بأن يُعتبر أعظم لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز على الإطلاق متفوقًا على أساطير مثل روني ولامبارد وهنري في الأرقام القياسية.
بالطبع، فإن جماهير ليفربول لا تهتم كثيرًا بما إذا كان سيحقق ذلك أم لا. كل ما يشغلهم الآن هو أن صلاح باقٍ، لأنه كلما طالت فترة الشكوك حول مستقبله، زاد قلقهم. وفي وقت من الأوقات، بدا فعلاً وكأنه في طريقه للرحيل. أما الآن، فقد عاد.
ولحسن حظ جماهير “الريدز”، ستستمر القصة.. وقد تنتهي بسهولة بتتويجه كأعظم من لعب في الدوري الإنجليزي الممتاز على الإطلاق.