“مخطط الخطوتين” والتهديد بعملية عسكرية.. بين ضغط إسرائيل ومخاوف حماس من اليوم التالي
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

يسعى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى إجبار حماس على إطلاق سراح الأسرى دون المضي قدمًا في المرحلة الثانية من الصفقة أو إنهاء الحرب. وبالإضافة إلى وقف المساعدات الإنسانية، تلوّح إسرائيل بتنفيذ “عملية عسكرية خاطفة” بمشاركة خمس فرق عسكرية، إلا أن تنفيذ هذا التهديد قد يعرض الأسرى للخطر.
مخطط “الخطوتين الكبيرتين”
كشف المراسل العسكري روي بن يشاي أن رفض حماس تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق والتفاوض على المرحلة الثانية دفع إلى طرح مقترح جديد، هو “مخطط الخطوتين الكبيرتين”، الذي قدّمه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف.
يقضي هذا المخطط بـ:
تمديد وقف إطلاق النار المؤقت لمدة 50 يومًا، حتى نهاية رمضان وعيد الفصح اليهودي.
استمرار دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين على مرحلتين: الأولى مع بداية وقف إطلاق النار، والثانية في نهايته.
إجراء مفاوضات خلال هذه الفترة بشأن وقف إطلاق نار دائم.
ترى صحيفة يديعوت أحرونوت أن المخطط يلبّي مطالب إسرائيل بالكامل، حيث يضمن تحرير الأسرى دون الحاجة إلى إعلان وقف دائم لإطلاق النار، وهو ما يؤجّل المواجهة السياسية داخل الائتلاف الحاكم في إسرائيل، خصوصًا مع بني غفير وسموتريتش، كما يتيح تمرير ميزانية الحكومة قبل نهاية الشهر، مما يمنع سقوطها.
استراتيجية الضغط الإسرائيلية: العصا والجزرة
تبنّت إسرائيل استراتيجية تفاوضية تقوم على تشديد المواقف والضغط حتى اللحظة الأخيرة، حيث تمارس ضغوطًا على حماس بثلاثة أساليب رئيسية:
1. التهديد بعملية عسكرية واسعة النطاق
الجيش الإسرائيلي يهدد بـ إعادة احتلال قطاع غزة، من خلال عملية عسكرية بمشاركة خمس فرق، معظمها منتشر بالفعل على مشارف القطاع.
لم تنسحب إسرائيل من محور فيلادلفيا، رغم تعهدها بذلك في نهاية المرحلة الأولى من الاتفاق.
2. الضغط من خلال الأوضاع الإنسانية
وقف إدخال المساعدات الإنسانية والكرافانات، وعدم السماح بإصلاح البنية التحتية، مما يزيد الضغط على سكان غزة.
استياء شعبي متزايد في غزة من حماس، بسبب تدهور الوضع الإنساني.
3. الدعم الأميركي لإسرائيل
تحظى إسرائيل بدعم كامل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يبدي اهتمامًا متزايدًا بالأزمة.
التنسيق مع إدارة ترامب شمل قرار وقف المساعدات للقطاع في بداية رمضان، مما زاد من الضغوط على حماس.
التهديد الأكبر لحماس: اليوم التالي بعد الحرب
ترى الصحيفة الإسرائيلية أن القلق الأكبر لحماس ليس استئناف الحرب، بل المخططات لما بعد الحرب.
القمة العربية المرتقبة في القاهرة ستطرح خطة “اليوم التالي” في غزة دون حماس، وهو ما يهدد مستقبل الحركة كقوة مهيمنة في القطاع.
قد تضطر حماس إلى القبول بالمخطط الأميركي مع بعض التعديلات، لمنع تطبيق هذه الخطة.
حتى إذا وافقت حماس، فمن المتوقع أن ترفع سقف مطالبها في تبادل الأسرى لتعويض نفسها سياسيًا.
الحسم خلال أيام
من المتوقع أن تتضح الصورة بحلول نهاية الأسبوع أو الأسبوع المقبل، في ظل استمرار الضغوط الإسرائيلية والمفاوضات غير المباشرة.