مصابو الأمراض المزمنة في غزة معاناة منسّية وضحايا لا تذكرهم الأرقام

في قطاع غزة المنكوب بحرب إبادة ونزوح وتجويع يعيش نحو 350 ألف شخص مصاب بالأمراض المزمنة تحت تهديد الموت قصفا أو مرضا أو جوعا ، معاناة مضاعفة غابت عن المشهد بفعل صورة الدمار الهائل واختفى صوتها تحت ضربات الأحزمة النارية .

ووفق منظمة الصحة العالمية فإن أكثر من 52 ألف مصاب بمرض السكري و45 ألف مصاب بالربو و45 ألف مصاب بأمراض القلب والأوعية الدموية و225 ألف مصاب بارتفاع ضغط الدم يتهددهم الخطر بفعل إنعدام الرعاية الصحية وخروج معظم مشافي القطاع عن الخدمة ونقص أدويتهم الأساسية .

ويعاني المصابون بالأمراض المزمنة في مناطق قطاع غزة واقعا غاية في التعقيد في كل مناحي الحياة ليس أولها فقدانهم الدواء والرعاية الصحية وليس أخرها صعوبة حصولهم على الطعام وإن حصلوا عليه فهو لا يتناسب مطلقا مع احتياجات مرضهم بل وعلى العكس يسبب لهم مضاعفات تنعكس سلبا على صحتهم وسلامتهم وتزيد من خطورة فقدانهم لحياتهم .

وتتضاعف معاناة المرضى في شمال القطاع المحاصر منذ بدء حرب الإبادة على غزة في السابع من أكتوبر 2023 وتفاقمت ظروفهم القاسية بعد العملية العسكرية المستمرة منذ أكثر من ٣٤ يوما على مخيم جباليا وبيت لاهيا حيث منع الاحتلال دخول الدواء والغذاء وأخرج كل المشافي والمراكز الطبية عن الخدمة ما شكل موتا آخر لهم على غرار الموت قصفا أو جوعا بعد أن نفذت أدويتهم وأجيروا على النزوح مرات ومرات تحت ضربات القصف .

ومنذ بدء حرب الإبادة فقد آلاف الأشخاص في قطاع حياتهم بصمت بعد رحلة عذاب مضنية لم تتوقف خلالها مناشداتهم بالحصول على  الدواء والرعاية والغذاء .