مصادر لـ”الشرق”: حماس راضية عن ضمانات مقترح وقف الحرب وتتحفظ على آليات المساعدات والانسحابات
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

تسلمت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، عبر الوسيطين المصري والقطري، المقترح النهائي بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، وأعلنت أنها بدأت مشاورات “بمسؤولية عالية” مع مختلف الفصائل بهدف الوصول إلى اتفاق ينهي الحرب المستمرة منذ أشهر.
وأفادت الحركة، في بيان رسمي، بأنها تجري مشاورات وطنية شاملة تهدف إلى إنهاء العدوان وتحقيق انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، إلى جانب تسريع وتيرة الإغاثة الإنسانية، مشيرة إلى أن الوسطاء الإقليميين والدوليين يبذلون جهوداً مكثفة لتقريب وجهات النظر والوصول إلى “اتفاق إطار” يُطلق جولة مفاوضات جدّية.
وقالت مصادر مطلعة لـ “الشرق”: إن “حماس” أبدت رضاها عن الضمانات التي يتضمنها المقترح الجديد، خصوصاً ما يتعلق بتأكيد الوسطاء على ضمان عدم عودة الطرفين إلى القتال ما دامت المفاوضات مستمرة، بالإضافة إلى التزام ببدء مفاوضات خلال هدنة تمتد لـ60 يوماً، يتم خلالها التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب تدريجي لقوات الاحتلال من غزة.
ويتضمن المقترح دوراً مركزياً للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الذي من المتوقع أن يعلن الاتفاق ويكون “راعياً وضامناً” لتنفيذه في حال وافق الطرفان. وكان ترمب قد أعلن في وقت سابق أن إسرائيل وافقت على الشروط المقترحة، وأنه يأمل في أن ترد “حماس” بالموافقة.
وينص المقترح على أن تفرج “حماس” خلال الهدنة عن نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء المحتجزين في غزة، مقابل إفراج إسرائيل عن عدد من الأسرى الفلسطينيين، في حين يبدأ فور تنفيذ الاتفاق تدفق المساعدات الإنسانية، دون تحديد كميات المساعدات أو تفاصيل آليتها.
لكن الحركة أعربت عن مخاوفها من استمرار العمل بالآلية الحالية للمساعدات، التي تمر عبر مؤسسة “غزة الإنسانية” المدعومة من الولايات المتحدة وتخضع لإشراف إسرائيلي، مؤكدة أن هذه الآلية أثبتت فشلها وتسببت في مآسٍ إنسانية عديدة، مطالبة بآلية تضمن إيصال المساعدات من خلال منظمات أممية ودولية محايدة.
كما أبدت الحركة تحفظات على بند “الانسحابات التدريجية” الوارد في المقترح، لعدم وضوح تفاصيله، وتوقعت أن تتم مناقشة هذه المسألة في مفاوضات لاحقة حال الموافقة على المقترح، إلى جانب ملف فتح المعابر وسفر المرضى والمصابين.
وأكدت مصادر أن “حماس” تبدي مرونة عالية في التعامل مع جميع القضايا، لكنها لن تقبل بأية صيغة تبقي “سلاح الجوع” مرفوعاً على رقاب الفلسطينيين، أو تشرعن استمرار العدوان.
وبحسب المعطيات، تبدأ “حماس”، الأربعاء، مشاورات مع قادة الفصائل الفلسطينية، بمن فيهم ممثلو حركة “فتح”، تمهيداً لإعطاء الرد النهائي للوسطاء قبل مساء الجمعة. وفي حال الموافقة، يتوجه وفد الحركة برئاسة خليل الحية إلى القاهرة، لبحث آليات التنفيذ، على أن تُستكمل المفاوضات غير المباشرة في الدوحة، بوساطة مصرية وقطرية وبمشاركة أميركية.
وستشمل المفاوضات أيضاً ترتيبات تسليم إدارة قطاع غزة إلى لجنة “الإسناد المجتمعي”، التي تم التوافق عليها مسبقاً بين “فتح” و”حماس” وفصائل أخرى في القاهرة، في إطار اتفاق داخلي برعاية مصرية.