مقالات الخامسة

معركة غزة بين الإنجازات الخارجية والإخفاقات الوحدوية

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

بقلم: محسن أبو رمضان

 

كان رد الفعل السياسي والحقوقي والأخلاقي الطبيعي علي عمليات الإبادة الجماعية التي يقوم بها جيش الاحتلال على غزة منذ حوالي تسعة أشهر، تفكيك الرواية الصهيونية العنصرية وتعزيز السردية الفلسطينية، ودخول دولة الاحتلال بحالة من العزلة الدولية.
قامت الأمم المتحدة مؤخرا بتصنيف دولة الاحتلال بوصفها دولة مؤذية للأطفال أثناء النزاع، وإدراجها في القائمة السوداء.
أعلنت محكمة العدل الدولية أن هناك معقولية بارتكاب دولة الاحتلال لعمليات الإبادة الجماعية في غزة، وأصدرت أمرًا بوقف العدوان علي رفح.
قامت محكمة الجنايات الدولية بإصدار مذكرة لإيقاف كل من رئيس وزراء دولة الاحتلال ووزير الدفاع، بوصفهما ارتكبا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
أقرت 143 دولة بأحقية فلسطين في أن تتمتع بدولة ذات سيادة، تبعها اعتراف أربع دول في أوروبا بالدولة الفلسطينية، وهي كل من أسبانيا وأيرلندا والنرويج وسلوفانيا.
هناك حراك طلابي وشعبي وتضامني عالمي مع قضية فلسطين، وتنديدا بعمليات التطهير العرقي وقتل المدنين من قبل دولة الاحتلال.
إن الإنجازات الكبيرة التي تتحقق لصالح شعبنا كانت بسبب صمودة وكفاحة العادل، وبسبب اتضاح الطبيعة الفاشية والعدوانية لدولة الاحتلال، والتي كان آخرها مجزرة النصيرات.
كان من المهم أن يتم استثمار الإنجازات الحقوقية والسياسية العالمية لصالح حقوق شعبنا.
وبالتأكيد فإن هذا الاستثمار من الصعوبة أن يتحقق في حالة استمرار الانقسام وغياب الوحدة الوطنية.
أعلن نتياهو أنه لايريد «حماسستان» ولا «فتحستان»، بما يؤكد أن الجميع في دائرة الاستهداف.
تحاول دولة الاحتلال وشريكتها الولايات المتحدة تمرير مايسمى باليوم التالي بعد وقف العدوان علي غزة، خارج دائرة الإرادة الوطنية الفلسطينية، عبر تشكيل إدارة مدنية مطياعة للاحتلال، وعبر تعزيز فصل القطاع عن الضفة، وبما يمهد لتنفيذ خطة الحسم بالضفة الغربية، وربما في مناطق 1948.
تتعامل دولة الاحتلال عبر عدوانها على غزة بوصفها معركة وجودية، ولكن لا يتم التعامل بذات المفهوم من قبل المكونات السياسية الفلسطينية.
إن إنهاء الخلافات وتحقيق الوحدة هو الذي يعكس جدية القوى السياسية وإدراكها أن المعركة وجودية وتهدف إلى قتل أكبر عدد ممكن من المدنيين، وجعل قطاع غزة مكانا غير مناسب للعيش، بهدف الدفع باتجاه التهجير القسري، ومحاولة سحب ذلك على الضفة الغربية عبر تعزيز المعازل و«البانتوستونات» لمنع قيام دولة فلسطينية مستقلة، وفرض منظومة التحكم الاستعمارية بحق شعبنا.
إن الوحدة الوطنية فقط هي التي ستشكل الرد على المخططات الأميركية الصهيونية الرامية لتصفية قضية شعبنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى