ثابت

مقترح أمريكي محدود وخطة كبرى: تطورات جديدة في ملف الأسرى

طرح المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، مقترحًا جديدًا بالتعاون مع الوسطاء، يقضي بالإفراج عن ثلاثة إلى خمسة أسرى إسرائيليين أحياء، إضافة إلى عدد مماثل من الجثث، مقابل وقف إطلاق النار لمدة 50 يومًا.

لكن خلف الكواليس، يفضل كل من ويتكوف وترامب الانتقال إلى مرحلة ثانية، ضمن ما يُعرف بـ “الخطة الكبرى”.

وخلال فترة التهدئة، ستتواصل المفاوضات لإتمام صفقة أوسع، غير أن التفاصيل المتعلقة بمفاتيح عملية التبادل لم تُحسم بعد. في المقابل، قدمت إسرائيل اقتراحًا مضادًا يتضمن زيادة عدد الأسرى والجثث المطروحة ضمن الصفقة.

 

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

 

الأمريكيون يشددون على صفقة أوسع

تصرّ الولايات المتحدة على أن يكون الأسير الأمريكي إيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، ضمن قائمة المفرج عنهم. ووفقًا لمصادر إسرائيلية، هناك تقدم في المحادثات مع حماس، مع احتمال إطلاق سراح مجموعة صغيرة كخطوة أولية.

الوسطاء من جانبهم اقترحوا تحركًا محدودًا لمنح مزيد من الوقت للمفاوضات. لكن وفقًا لمصدر مطلع، فإن ويتكوف يطمح إلى “صفقة شاملة لا جزئية”، ويسعى لإعادة جميع الأسرى الإسرائيليين، وهو ما يتفق معه ترامب أيضًا.

نتنياهو بين الضغوط الأمريكية والحسابات الداخلية

تشير التقارير إلى أن الرئيس الأمريكي السابق اطّلع على قوائم الأسرى وتحديد وضعهم، فيما أبدى المسؤولون الأمريكيون تحفظًا على أي تصعيد عسكري جديد، معتبرين أن أي تحرك في هذا الاتجاه سيكون مرتبطًا بموقف إسرائيل من المرحلة الثانية من الصفقة، وإصرار حماس على إنهاء الحرب ورفضها لمطلب النفي.

لكن في ظل رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للانتقال إلى المرحلة الثانية، هناك تحرك أمريكي أوسع يُعرف بـ “الخطة الكبرى”، والتي صاغها ترامب ومستشاره ويتكوف لإعادة رسم المشهد الجيوسياسي في المنطقة.

التطبيع والتغيرات الإقليمية في قلب الخطة

تُشير صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن المرحلة الثانية من هذه الخطة تُعدّ حاسمة، حيث من المتوقع أن يزور ترامب السعودية خلال الأسابيع المقبلة لتعزيز جهود التطبيع في الشرق الأوسط وتوسيع اتفاقيات إبراهيم، بإضافة دول عربية وإسلامية جديدة، بما في ذلك سوريا، لبنان، إندونيسيا، وماليزيا.

ويرى الجانب الأمريكي أن نجاح هذه الخطة قد يصطدم بتعنّت نتنياهو، مما قد يدفع ترامب وويتكوف لاتخاذ موقف حاسم، وربما ممارسة ضغوط أكبر عليه.

لكن البيت الأبيض يدرك أيضًا حساسية الوضع الداخلي في إسرائيل، إذ قد تؤدي المرحلة الثانية من الصفقة إلى زعزعة حكومة نتنياهو أو التسبب في انتخابات مبكرة، ما قد يؤخر مخطط التطبيع مع السعودية.

مأزق نتنياهو وخيارات محدودة

في ظل تعقيدات المشهد، قد تبدأ العملية بإطلاق سراح دفعة محدودة من الأسرى، ما بين اثنين إلى أربعة، إلى جانب فترة أخرى من وقف إطلاق النار دون ربط ذلك بالمرحلة الثانية.

لكن نتنياهو يواجه تحديًا داخليًا من قبل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، حيث سبق أن تعهد بعدم الموافقة على تهدئة دون الإفراج عن الأسرى. ومع مرور ما يقارب أسبوعين دون تنفيذ هذا الشرط، يجد نتنياهو نفسه أمام مأزق حقيقي، إذ لا يريد التراجع عن موقفه، لكنه يدرك أيضًا أن المراوغة لا يمكن أن تستمر طويلًا.

في الوقت ذاته، تسعى واشنطن إلى تحقيق تقدم، حتى ولو كان محدودًا، في ملف الأسرى، باعتباره خطوة تمهيدية لتنفيذ “الخطة الكبرى”.

إسرائيل بين الحسابات السياسية والميدانية

تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية المتقطعة تحت ذريعة انتهاكات وقف إطلاق النار، كما شددت الحصار على غزة، حيث أوقفت المساعدات الإنسانية وقطعت الكهرباء عن محطات تحلية المياه.

حاليًا، لا يزال هناك 59 أسيرًا إسرائيليًا في غزة، بينهم 24 تعتبرهم إسرائيل أحياء. ومع استمرار الضغوط الأمريكية والدولية، قد نشهد قريبًا دفعة محدودة من عمليات الإفراج عن الأسرى، في ظل تعقيدات المشهد السياسي والعسكري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى