ثابتطوفان الأقصى

“ممر نتساريم”.. “هآرتس” تكشف بناء بؤرتين عسكريتين في غزة

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

“ممر نتساريم”.. “هآرتس” تكشف بناء بؤرتين عسكريتين في غزة، قالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إنها اطلعت على صور بالأقمار الاصطناعية وأخرى فوتوغرافية التُقطت الثلاثاء الماضي، تكشف أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعكف على بناء وتطوير بؤرتين عسكريتين على ما وصفته بطريق إستراتيجي يقسم قطاع غزة إلى نصفين.

ويطلق جيش الاحتلال على عمليات بناء وتطوير البؤرتين العسكريتين “ممر نتساريم”، ويصفها بأنها إنجاز طويل الأجل، ويؤكد أن الممر شُيِّد ليبقى.

ويشطر “طريق نتساريم”، الواقع في وسط الممر، قطاع غزة إلى نصفين. وقد بُنيت البؤرتان العسكريتان على طول هذا الطريق الذي يهدف إلى تمكين الجيش الإسرائيلي من السيطرة على حركة الفلسطينيين من الجنوب إلى الشمال وشن عمليات في أجزاء مختلفة من القطاع، بحسب تقرير الصحيفة الإسرائيلية.

بؤرتان عسكريتان

وبحسب هآرتس، تقع البؤرتان العسكريتان على مفترق الطرق بين “طريق نتساريم”، وتوجد إحدى البؤرتين على مفترق طريقي نتساريم وصلاح الدين، والأخرى في ملتقى الطريق الساحلي لغزة.

وتقول إن مئات الآلاف من الفلسطينيين فروا عبر المنطقة من شمال قطاع غزة إلى جنوبها في المراحل الأولى من الحرب.

وبدت عملية بناء المستوطنتين واضحة في صور الأقمار الصناعية التي التُقطت في أوقات مختلفة أثناء الحرب بواسطة شركة (بلانيت لابس) المتخصصة في جمع بيانات عن بعد للأرض وتصويرها باستخدام تلك الأقمار.

ووفقا للصحيفة، فإن الصور تظهر أن “نتساريم” رُصِفت لتكون امتدادا للطريق الموجود أصلا. كما جرى تمهيد أراضيها لإقامة المستوطنتين. ونقل الجيش معداته إليها بعد ذلك.

وأنشأ الاحتلال مستوطنة نتساريم عام 1977 على مسافة 5 كيلومترات من مدينة غزة بمساحة تقدّر بـ2325 دونما (الدونم يساوي ألف متر مربع).

في حين بلغ إجمالي المساحة التي كان الاحتلال يسيطر عليها لتأمين المستوطنين، نحو 4300 دونم. وفي 15 أغسطس/آب 2005، بدأ الجيش الإسرائيلي بإجلاء المستوطنين.

“قاعدة نتساريم”

وبحسب هآرتس، تظهر الصور أيضا وحدات سكنية مكيفة الهواء جُلبت إلى الموقع، وبنيات أساسية للطاقة الكهربائية، ومراحيض وحمامات. وكُتبت عبارة “مرحبا بكم في قاعدة نتساريم” على حاجز خرساني عند البؤر العسكرية على الطريق الساحلي.

وأضافت هآرتس، بأن ممر نتساريم -الذي تسيطر عليه إسرائيل حاليا- هو من بين نقاط التفاوض بين تل أبيب وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي تطالب بانسحاب الجيش الإسرائيلي منه ومن البؤر العسكرية المقامة عليه.

في المقابل يعد الجيش الإسرائيلي بناء الممر والسيطرة عليه إنجازا تحقق عبر حربه على غزة، ويريد أن يستمر احتلاله للموقع فترة طويلة من الزمن، وهو ما لا تقبله حركة حماس، كما تشير الصحيفة.

وفي اثنين من مقاطع الفيديو -التُقطت من مسافة ليست بعيدة عن موقع طريق صلاح الدين- يمكن رؤية جنود إسرائيليين وهم يغنون ويرقصون.

مضامين إنسانية

يرى مراقبون أن أهداف هذه الخطوة الإسرائيلية قد لا تنحسر بأهداف عسكرية أو ميدانية، بل تحمل مضامين إنسانية وسياسية وتكتيكية خطرة ترمي لاستخدام “ممر نتساريم” كحاجز منيع يحول دون عودة النازحين إلى منازلهم شمال القطاع، خصوصاً أنه يتزامن مع إقامة منطقة عازلة بعمق كيلومتر واحد داخل قطاع غزة ستلتهم قرابة 60 كيلومتراً مربعاً من مساحة القطاع.

ويرجح متخصصون أن يندرج استخدامه ضمن السياسة التي تتحدث عن إيجاد عن إدارات محلية في مناطق مختلفة من القطاع، فيما يقول العقيد المتقاعد في الجيش الإسرائيلي ميري آيسين إن “استخدام الممر سيمتد لعام 2024 بأكمله”، وأكد مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق جاكوب ناجل، أن من غير المرجح أن يتم بناء أي جدار بجوار الطريق. لكنه أضاف “يمكن أن يكون له نقاط عبور مختلفة بين الشمال والجنوب ستجري حراستها”.

وبرزت، أخيراً، مسألة عودة سكان شمالي قطاع غزة إلى منازلهم كعقبة رئيسة في المحادثات غير المباشرة التي تتوسط فيها القاهرة والدوحة وواشنطن، وفي حين تصر “حماس” على وضع عودة النازحين شرطاً أساسياً ضمن شروط أخرى لإبرام صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل وصولاً إلى وقف إطلاق النار، يشدد الجيش الإسرائيلي على منع عودة النازحين إلى منازلهم في شمالي القطاع معتبراً أنها “منطقة حرب”.

وأكد محلل الشؤون السياسية آلون بن ديفيد للقناة “13” الإسرائيلية، أن مسألة عودة النازحين تمثل العقدة الأساسية بين الجانبين، وقد رفضت “حماس” بقوة تأجيل الحديث عنها وأصرت على مناقشتها في البداية لتكون نقطة انطلاق لبقية القضايا.

ولفت المحلل إلى أن موافقة إسرائيل على عودة السكان إلى شمال القطاع تعني تقييد حركة الجيش، ووجود كثير من المعارك في حال قرر الجيش القيام بأي عملية في المنطقة مستقبلاً، مضيفاً أن “الواضح للجميع هو أن ثمن صفقة تبادل الأسرى من الجنود سيكون كبيراً جداً”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى