مقالات الخامسة

من أجل مواجهة خطة نتنياهو بخصوص اليوم التالي

شبكة الخامسة للأنباء _غزة 

بقلم:-محسن ابورمضان

قدم نتياهو مؤخرا لحكومة الاحتلال خطته بخصوص اليوم التالي ما بعد انتهاء الحرب أو العدوان علي غزة.
جاء بالخطة انشاء منطقة عازلة على الحدود الشرقية من قطاع غزة لحماية أمن مستوطني الغلاف وإقامة نقاط ارتكاز لجيش الاحتلال داخل القطاع لكي يستطيع الدخول والخروج منة كيفما يشاء والسيطرة الكاملة علي الحدود وإنشاء ادارة مدنية من شخصيات يوافق عليها الاحتلال وتصفية الاونروا ومحاربة التحريض بالمؤسسات والمدارس ومناهج التعليم ….الخ .
تهدف خطة نتياهو إلى إعادة سيطرة منظومة الاستعمار الكولنيالي علي قطاع غزة وابقاؤه تحت الاحتلال كما تهدف إلى تنفيس الزخم الدولي الذي يتعاظم والذي يطالب بحل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية خاصة أن هناك تزايد بالاصوات من الحكومات الغربية التي تطرح الاعتراف بالدولة الفلسطينية كما تهدف أيضا الي البحث في مصير قطاع غزة بصورة منفصلة عن الضفة الغربية تكريسا لسياسة التفتيت والتجزئة الممارسة من قبل الاحتلال.

تأتي خطة نتياهو بعد أيام قليلة من تبني الكنيست لاقتراحه باغلبية تسعين صوتا والقاضي برفض الاعتراف أحادي الجانب بالدولة الفلسطينية .
يحاول نتياهو مواجهة التفاعل الهائل دوليا والرامي للاعتراف بالدولة الفلسطينية واستباق أية أحاديث ومقترحات خارج ارادة الاحتلال الذي يمعن في تنفيذ عمليات الابادة الجماعية بحق شعبنا بالقطاع .
من الواضح أن نتنياهو يري أن اللحظة التاريخية أضحت مناسبة لاستكمال تنفيذ المشروع الصهيوني الكولونيالي والتوسعي في ظل الدعم الأمريكي اللامحدود وعجز المنظومة الدولية عن وقف العدوان والمجازر المستمرة بحق شعبنا بالقطاع علما بأن سبعين بالمئة من الشهداء هم من الأطفال والنساء .
نتياهو يريد استباق أية أفكار عن اليوم التالي الأمر الذي دفعة إلى تقديم خطته وهو يقول لا بوسائل غير مباشرة للإدارة الأمريكية والرئيس بايدن .
ويشار هنا أن الرئيس بايدن كان قد تحدث عن الاعتراف بالدولة دون تحديد جوهرها عبر حديثه عن وجود أنماط من الدول .
وعلية فهو يريد الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح والسيادة وتحت كنف سيادة الاحتلال أي دون تنفيذ الحق بتقرير المصير .
هي دولة تشبه او تتطابق مع دويلة ترامب مقطعة الاوصال ومشوهة ودون سيادة .
بايدن يريد الاعتراف بدولة فلسطينية مشوهة التكوين ومسلوبة الارادة بهدف تنفيذ مخطط التطبيع الإقليمي بالمنطقة ولادماج دولة الاحتلال بمحيط الشرق الأوسط.
لقد أكد نتنياهو بالعديد من المرات رفضه لعودة السلطة إلى غزة مشيرًا إلى رفضه لحماسيستان في غزة وفتحستان بالضفة .

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

أن نتنياهو يرفض الترابط بين غزة والضفة ويريد بسط السيادة الاسرائيلية من النهر إلى البحر على أن يمنح السكان حقوق مدنية مقيدة بشروط الاحتلال ودون الحق في تقرير المصير.
إن فكرة إقامة الدولة الفلسطينة تتنافى مع الايدولوجيا الصهيونية القائمة على أن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض الأمر الذي يفسر رفض نتنياهو ومعظم قادة دولة الاحتلال لفكرة الدولة الفلسطينة التي سيشكل تاسيسها نقيضا للمشروع الصهيوني.
تجدر الإشارة هنا إلى أن السلطة المتجددة التي اقترحها بايدن في محاولة لتشوية المفاهيم بادعاء أن غياب الإصلاح هو المشكلة وليس الاحتلال مرفوض عودتها إلى غزة من قبل نتنياهو .
إن قطاعات واسعة من شعبنا تريد الإصلاح من منظور وطني وبما يعزز من الشفافية وآليات المسائلة والمحاسبة واستقلال القضاء ووضع الانسان المناسب بالمكان المناسب واحترام الحريات العامة على أسس من سيادة القانون و الفصل بين السلطات .
لقد بات مطلوبا الفصل بين السلطة والمنظمة في سياق ترتيب وظائف المؤسسات التمثيلية الفلسطينية وبما يضمن إعادة احياء منظمة التحرير الفلسطينية كجبهة وطنية عريضة تعبر عن الهوية الوطنية الجامعة لشعبنا في كافة اماكن تواجده .
بعد اتضاح خطة نتنياهو ومدي الشراكة الأمريكية معها في العدوان على غزة ومدى الدمار الذي حل بالشعب والبنية التحتية والمؤسسات العامة والمستشفيات ومدارس الإيواء ومخيمات النزوح فلابد من مواجهة هذة الخطة وغيرها وهذا لايتم دون الوحدة الوطنية وترتيب البيت الداخلي الفلسطيني على اسس ديمقراطية وتشاركية.
إن تضحيات شعبنا وصموده الهائل يجب أن يفرز وبالضرورة إنهاء لحالة الانقسام وتحقيق للوحدة الوطنية عبر تنفيذ اتفاقات المصالحة وآخرها الذي تم بمدينة العلمين المصرية .
نأمل من لقاء موسكو المرتقب أن يحدث تقدم في مسار الوحدة الوطنية خيارنا الوحيد في مواجهة التحديات المصيرية التي تواجه شعبنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى