نيويورك تايمز: الاحتجاجات تُبرز تنامي الاستياء من نتنياهو وحرب غزة
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا لمراسلتها في القدس إيزابيل كيرشنر تناول التظاهرات التي شهدتها الأراضي المحتلة ضد حكومة نتنياهو.
وقالت الصحيفة إن كثيرا من الإسرائيليين يشعرون باستحالة إطلاق سراح الأسرى إذا رفضت الحكومة التصالح مع حماس واستمرت في سياستها الرامية إلى القضاء عليها عسكريا.
وأضاف التقرير أن الاحتجاجات التي بلغت ذروتها بمسيرة حاشدة في تل أبيب حضرها مئات الآلاف خلال عطلة نهاية الأسبوع، كشفت عن فجوة واسعة بين كثير من الإسرائيليين وحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتشددة التي لا تحظى بشعبية.
ووُصفت المظاهرات التي دُعي إليها يوم الأحد بأنها يوم تضامن إسرائيلي مع عائلات الرهائن المحتجزين في غزة، ودعوة لوقف الحرب وإعادة الأسرى إلى ديارهم.
وأعلنت العديد من الشركات إضرابا شعبيا، وأغلقت مجموعات من النشطاء والمتعاطفين الطرق السريعة الرئيسية مع استمرار الاحتجاجات حتى الليل. وأُلقي القبض على العشرات.
وأوضحت الصحيفة في تقريرها، أن حجم المشاركة في تل أبيب أشار إلى تزايد الضغوط على نتنياهو، الذي ظلّ شبه منيع تجاه المشاعر العامة بعد عامين من الهجوم الإسرائيلي المتزايد على غزة، والذي بدأ بالهجوم الذي قادته حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وينقسم الرأي العام الإسرائيلي بشكل خاص حول الأهداف المعلنة للحكومة الإسرائيلية في غزة: القضاء على حماس كقوة عسكرية وحاكمة، وإطلاق سراح الرهائن الخمسين المتبقين، والذين تعتقد إسرائيل أن حوالي 20 منهم على قيد الحياة، بحسب الكاتبة.
وأشار الصحيفة إلى أن العديد من الخبراء جادلوا بأن هذين الهدفين متناقضان وغير قابلين للتحقيق كاستراتيجية مشتركة، لأن الطريقة العملية الوحيدة لتحرير الرهائن هي التفاوض على إطلاق سراحهم مع حماس، بينما اشترطت الجماعة المسلحة إطلاق سراحهم بشكل أساسي ببقائها.
وكان المطلب الرئيسي للمتظاهرين يوم الأحد هو أن تُعطي الحكومة الأولوية لإعادة الرهائن إلى ديارهم. يأتي ذلك في الوقت الذي تُمضي فيه الحكومة والجيش قدما في خطة للسيطرة على مدينة غزة، وربما بقية القطاع، في ظل إدانة دولية، وأزمة إنسانية خانقة، ومخاوف من أن تُعرّض هذه الحملة حياة الأسرى للخطر.
قال يوحنان بليسنر، رئيس معهد إسرائيل للديمقراطية، وهو مجموعة بحثية غير حزبية مقرها القدس: “لم يعد من المجدي السعي لتحقيق كلا الهدفين معا مع اقتراب مرور عامين على هجوم تشرين الأول/ أكتوبر”.
وأضاف: “في حين أن هزيمة حماس قد تستغرق شهورا وسنوات أخرى، فإن إعادة الرهائن لا تستغرق نفس الإطار الزمني”. وقد أظهرت مقاطع فيديو حديثة لاثنين من الرهائن، أطلق سراحهما من قِبل خاطفيهما، وهما في حالة هزال، مما أثار قلق الإسرائيليين وأثار تساؤلات حول المدة التي يمكن أن يبقوا فيها على قيد الحياة.
لكن في تناقض جوهري آخر، أشار بليسنر إلى أنه كلما تراجعت شعبية نتنياهو وتراجع الدعم الذي يحظى به في استطلاعات الرأي، زادت حاجته إلى استمرار دعم شركائه في الائتلاف الحاكم من اليمين المتطرف الذين يعتمد عليهم للبقاء في السلطة، والذين يعارضون إنهاء الحرب.
لذا، قال بليسنر: “الاحتجاجات أقل أهمية في الوقت الحالي، والسياسات داخل الائتلاف لها وزن أكبر”.