وثيقة سرية: إسرائيل تضغط على الكونغرس لوقف دعوى جنوب إفريقيا بشأن الإبادة الجماعية في غزة

كشفت برقية سريّة صادرة عن وزارة الخارجية الإسرائيلية، حصل عليها موقع “أكسيوس”، أن إسرائيل تمارس ضغوطًا مكثفة على أعضاء الكونغرس الأميركي من أجل دفع جنوب إفريقيا إلى إيقاف الإجراءات القانونية في محكمة العدل الدولية (ICJ)، المتعلقة باتهامات موجهة ضد إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة.

البرقية تكشف ضغوط إسرائيل على الكونغرس الأميركي

توضح البرقية أن إسرائيل تسعى لحثّ أعضاء الكونغرس على التدخل لممارسة ضغوط على حكومة جنوب إفريقيا، في محاولة لثنيها عن متابعة القضية التي تتهم إسرائيل بانتهاك اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948 خلال عملياتها العسكرية في غزة. ويأتي هذا التحرك مع اقتراب موعد 28 تشرين الأول\أكتوبر، الذي حددته محكمة العدل الدولية لتقديم جنوب إفريقيا حججها القانونية حول هذه الدعوى، والتي تشير إلى اتهام إسرائيل بالسعي إلى “تدمير جزء كبير من السكان الفلسطينيين في غزة”.

حملة دبلوماسية مكثفة في الولايات المتحدة

وفي إطار هذا الضغط، أطلقت وزارة الخارجية الإسرائيلية حملة دبلوماسية واسعة في الأسابيع الأخيرة، مستهدفة الولايات المتحدة. وقد وجهت الوزارة سفاراتها وقنصلياتها للعمل عن كثب مع المشرعين الأميركيين والمنظمات اليهودية لإقناع حكومة جنوب إفريقيا بالتراجع عن متابعة القضية في محكمة العدل الدولية. وتشير البرقية إلى أن وزارة الخارجية الإسرائيلية حذرت من أن دعم جنوب إفريقيا لحركة حماس، وموقفها المناهض لإسرائيل في المحافل الدولية، “سيترتب عليه ثمن باهظ”.

استراتيجيات ضغط متعددة على جنوب إفريقيا

ومن بين الاستراتيجيات التي طلبت البرقية من الدبلوماسيين الإسرائيليين اتباعها، الترويج لتصريحات علنية من قبل أعضاء الكونغرس الأميركي تدين جنوب إفريقيا، بالإضافة إلى التلميح بإمكانية تعليق العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا كأداة ضغط. ورغم أن هذا الخيار يبدو غير مرجح بسبب مصلحة واشنطن في الحفاظ على علاقتها مع بريتوريا في إطار منافسة النفوذ الروسي والصيني، إلا أن البرقية تدعو لاعتباره وسيلة ضغط محتملة.

كما تم توجيه الدبلوماسيين الإسرائيليين لمحاولة دفع تشريعات ضد جنوب إفريقيا على المستويين الفيدرالي والولائي، حتى وإن لم تتحقق هذه التشريعات، بهدف إرسال رسالة سياسية قوية. علاوة على ذلك، تضمنت التعليمات تكثيف النشاط الإعلامي على وسائل الإعلام الأميركية ومنصات التواصل الاجتماعي لجعل هذه الجهود معروفة على نطاق واسع.

تغيرات سياسية في جنوب إفريقيا وتأثيرها على القضية

يأتي هذا الضغط الإسرائيلي في وقت حساس بالنسبة لجنوب إفريقيا، حيث شهدت البلاد في حزيران\يونيو الماضي تشكيل حكومة ائتلافية متعددة الأحزاب بعد أن فقد حزب المؤتمر الوطني الأفريقي أغلبيته البرلمانية لأول مرة منذ ثلاثة عقود. وتأمل إسرائيل أن تتبنى الحكومة الجديدة موقفًا أكثر اعتدالاً تجاهها، مقارنةً بسياسات المقاطعة التي كان يتبعها حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في السنوات الماضية.