يديعوت أحرونوت: تعديلات حماس تُعقّد المفاوضات.. والاتفاق لا يزال بعيدًا
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، السبت، تقريرًا تناول أبرز الصعوبات المتوقعة في طريق المفاوضات الجارية بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك عقب رد حركة حماس على المقترح المطروح من الوسطاء، والذي تضمّن تعديلات على عدد من البنود الرئيسية.
وبحسب التقرير، فإنه رغم الأجواء الإيجابية التي عبّر عنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إلا أن الطريق نحو التوصل إلى صفقة لا يزال طويلًا ومعقدًا، مع احتمالات أن تستغرق المفاوضات وقتًا أطول مما هو متوقع.
عقبات تتجاوز رد حماس
وأشار التقرير إلى أن العقبات لا تقتصر على التعديلات التي أوردتها حماس، بل تشمل قضايا حساسة مثل تحديد هوية الأسرى الإسرائيليين الذين سيفرج عنهم، وهوية جثث الجنود القتلى التي ستُسلّم، بالإضافة إلى خلاف متوقّع حول عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم مقابل ذلك وهوية الشخصيات المشمولة بالإفراج.
وقدّر التقرير أن العدد الإجمالي قد يبلغ نحو ألف أسير فلسطيني، من بينهم حوالي 100 محكومين بالسجن المؤبد، لافتًا إلى أن حماس ستطالب بإطلاق سراح قيادات وازنة، وهو ما ستعارضه إسرائيل بشدة.
ملف المساعدات الإنسانية يثير خلافًا جديدًا
وحول التعديلات التي طالبت بها حماس بشأن آلية توزيع المساعدات الإنسانية، أفاد التقرير أن النص الحالي للاتفاق يشير إلى توزيع المساعدات عبر قنوات متفق عليها مثل الأمم المتحدة والهلال الأحمر، دون ذكر “صندوق غزة الإنساني الأميركي”.
وأكدت الصحيفة أن حماس تطالب بإخراج المؤسسة الأميركية من المشهد، بينما ترفض إسرائيل هذا الطلب، كما أنه من غير المرجح أن توافق إدارة ترمب على وقف عمل الصندوق الذي خُصص له نحو 30 مليون دولار.
انسحاب القوات… نقطة خلاف مركزية
فيما يتعلق بالانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، تطالب حماس بعملية انسحاب تدريجية وفق اتفاق يناير الماضي، بينما يشير المقترح الجديد إلى انسحاب يُحدد وفق خرائط متفق عليها، وهو ما يتطلب مفاوضات إضافية حول خطوط الانسحاب ومدى عمقها.
وذكر التقرير أن إسرائيل قد توافق على الانسحاب إلى محور “موراغ” (المعروف أيضًا بمحور “فيلادلفيا 2”) في جنوب القطاع، لكنها تُصر على الاحتفاظ بمنطقة عازلة بعمق 1.2 كيلومتر داخل قطاع غزة، أي على بُعد 250 مترًا من السياج الحدودي.
مطلب الضمانات ورفض إسرائيلي أولي
كما تسعى حماس إلى ضمانات مكتوبة تمنع إسرائيل من استئناف القتال بعد انتهاء فترة وقف إطلاق النار التي تمتد لـ60 يومًا، في الوقت الذي لم تتضح فيه بعد صيغة هذه الضمانات، كما لم يُكشف عن موقف إسرائيل الرسمي تجاهها، رغم مؤشرات إلى تغير نسبي في موقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
من جهتها، أفادت القناة 12 العبرية أن إسرائيل غير مستعدة لقبول تعديلات حماس المتعلقة بالانسحاب وآلية إدخال المساعدات، مشيرة إلى أن المفاوضات مرشحة للاستمرار لفترة أطول مما خُطط له.
كما ذكرت المراسلة السياسية لقناة “ريشت كان” أن التعديلات التي قدمتها حماس تمثل تحديًا حقيقيًا لصناع القرار في إسرائيل، مرجحة أن تُعقد جلسات مكثفة لمناقشة الرد الفلسطيني اليوم وغدًا.
ومن المقرر أن يجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر “الكابينت” في العاشرة من مساء السبت لبحث تطورات المفاوضات والوضع الميداني في غزة.