تقاريرثابت

يوم الأرض الخالد.. تمسك بالأرض رغم حرب الإبادة

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

يوم الأرض الخالد.. تمسك بالأرض رغم حرب الإبادة، في ظل حرب إسرائيلية شرسة على قطاع غزة توشك على دخول شهرها السابع، تأتي ذكرى “يوم الأرض” الفلسطيني 30 مارس/آذار من كل عام، والتي يحتفي بها الغزيون هذا العام بدمائهم وإصرارهم على التمسك بأراضيهم وممتلكاتهم ورفض مخططات التهجير.

مناسبة سنوية يحتفي فيها الفلسطينيون في كلّ البلاد بيوم يرمز إلى ارتباطهم الوثيق بالأرض، أرضهم، ويرمز إلى حقيقة استحالة التخلّي عنها، ولو فاق مقدار الدم المبذول لأجل تحريرها عدد ذرّات ترابها.

يوم الأرض هذا العام 

وتحل ذكرى يوم الأرض هذه السنة وسط مزيد من التجريف ونهب المستوطنين للأراضى فى المدن الفلسطينية، وعلى وقع توسيع المستوطنات وتشييد أخرى جديدة فى ظل سياسة صهيونية ممنهجة ترمى إلى طمس ومحو الوجود الفلسطينى.

وتأتى ذكرى يوم الأرض هذا العام فى ظروف مأساوية يعيشها الشعب الفلسطينى هذه السنة وهى مختلفة عن كل السنوات السابقة منذ عام 1976، فتعتبر هذه السنة هى عام إبادة للشعب الفلسطينى وإبادة لأهالى قطاع غزة واعتداءات على الضفة الغربية واستيلاء على أراضى الفلسطينيين.

ورغم كل ما يجرى فى قطاع غزة، سيتم إحياء يوم الأرض ليكون هذا بمثابة رسالة للعالم مفادها أن الشعب الفلسطينى لا ولن ينسى أرضه ولن يتخلى عنها.

ويأتى إحياء يوم الأرض وسط أوضاع صعبة يعيشها الفلسطينيين، حيث ازدادت البؤر الاستيطانية بعد 7 أكتوبر بشكل كبير، حيث تم بناء 18 بؤرة استيطانية جديدة فى الأشهر القليلة الماضية.

اعلان يوم الأرض الفلسطيني

وتعود أحداث هذا اليوم، لعام 1976، بعد استيلاء سلطات الاحتلال الإسرائيلى على آلاف الدونمات من أراضى الفلسطينيين داخل أراضى عام 48، وقد عم إضراب عام، ومسيرات من الجليل إلى النقب، واندلعت مواجهات أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين، وإصابة واعتقال المئات.

وفى هذا اليوم أضربت مدن، وقرى الجليل، والمثلث إضرابا عاما، وحاولت السلطات الإسرائيلية كسر الإضراب بالقوة، فأدى ذلك إلى صدام بين المواطنين، والقوات الإسرائيلية، كانت أعنفها فى قرى سخنين، وعرابة، ودير حنا.

وتفيد معطيات لجنة المتابعة العليا – الهيئة القيادية العليا لفلسطينيى 48- بأن إسرائيل استولت على نحو مليون ونصف المليون دونم منذ احتلالها لفلسطين حتى العام 1976، ولم يبق بحوزتهم سوى نحو نصف مليون دونم، عدا ملايين الدونمات من أملاك اللاجئين وأراضى المشاع العامة.

ويشير باحثون إلى أن الاستيلاء على الأراضي بهدف التهويد بلغت ذروتها مطلع 1976 بذرائع مختلفة، تجد لها مسوغات في “القانون”، و”خدمة الصالح العام”، أو في تفعيل ما يعرف بـ”قوانين الطوارئ” الانتدابية.

ومنذ العام 1976 أصبح يوم الأرض يوماً وطنياً في حياة الشعب الفلسطينى، داخل فلسطين، وخارجها، وفي هذه المناسبة تشهد تحركات شعبية فلسطينية عديدة تؤكد وحدة شعبنا، وحقه فى أرضه، رغم شراسة الهجمة الإسرائيلية.

واستشهد ستة فلسطينيين، وجرح وإعتقال المئات، وتراجع حكومة إسحق رابين بالمقابل عن قرار المصادرة وأسماء الشهداء:

“عرابة” خير أحمد ياسين 23 سنة.

“سخنين” خديجة قاسم شواهنة 23 سنة، ورجا حسين أبو رية 23 سنة، خضر عيد محمود خلايلة 30 سنة.

“كفر كنا”محسن حسن سيد طه 15 سنة.

“مخيم نور شمس” رأفت على زهدي 21 سنة.

الشعب الفلسطيني في يوم الأرض

يبدي الشعب الفلسطيني قدرة رهيبة على التمسك بأرضه وحرصاً استثنائياً على البقاء فيها رغم كل جرائم الاحتلال ضده.

حيث أنه قبل قيام دولة الاحتلال كان 75% من الفلسطينيين يحصلون على عيشهم من أرضهم ، وظلت تلعب دوراً هاماً في حياة قرابة ال 156 ألفاً من العرب الفلسطينيين الذين بقوا في أراضي الداخل المحتل ما أصبحت تسمى “إسرائيل”. إلى جانب كونها مصدراً هاماً لإنتمائهم للمكان.

ولا يزال المواطن الفلسطيني يُحدث نفسه عن ثباته بأرضه، حتى ولو خذلته الظروف واشتد عليه الواقع ظلما، فلم يعد يرى بصيص الأمل، لكنه يبقى يحاول مع كل فرصة، ولن يرضخ مهما تكالبت عليه الدول والأمم.

فلسطينيو 48 

تعتبر انتفاضة يوم الأرض، الأولى من نوعها لفلسطينيي 48 منذ إنشاء الكيان الصهيوني، عام 1948، وقد قوبلت بتضامن واسع من فلسطينيي الضفة والشتات والعرب عموما انطلاقاً من مبدأ التمسك بالأرض ورفض انتقالها لليهود.

وتأتي الذكرى الثامن والأربعين ليوم الأرض الفلسطيني في ظل استمرارية إنتهاكات قوات الاحتلال للحقوق الفلسطينية، بما في ذلك سياسة الإستيطان والحصار الخانق على قطاع غزة، والتمييز العنصري ضد المواطنين الفلسطينيين في الداخل المُحتل.

يوم الأرض الخالد.. تمسك بالأرض رغم حرب الإبادة، في ظل حرب إسرائيلية شرسة على قطاع غزة توشك على دخول شهرها السابع، تأتي ذكرى "يوم الأرض" الفلسطيني 30 مارس/آذار من كل عام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى