آمال متجددة بصفقة جديدة.. 11 عامًا على صفقة “وفاء الأحرار”
شبكة الخامسة للأنباء - غزة
الخامسة للأنباء – غزة
يصادف اليوم الثلاثاء، 18 أكتوبر من تشرين الأول، الذكرى السنوية الحادية عشر لصفقة “وفاء الأحرار”، التي تم بموجبها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل الإفراج عن 1027 أسيرًا فلسطينيا.
“الوهم المتبدد”
في 25 حزيران / يونيو عام 2006 وقع “شاليط” بقبضة مقاومين فلسطينيين في قطاع غزة، يتبعون لكتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكري لـحركة “حماس”، وألوية الناصر صلاح الدين، وجيش الإسلام، وأطلق على العملية اسم “الوهم المتبدد”.
وبحسب المعطيات المنشورة عن العملية، فإنها نُفذت ليلا باستهداف قوة إسرائيلية مدرعة في موقع “كرم أبو سالم”، على الحدود بين مدينة رفح جنوب قطاع غزة وإسرائيل.
وفي التفاصيل تلك الليلة، تسلل المقامون عبر نفق أرضي كانوا قد حفروه في وقت سابق تحت الحدود، إلى الموقع الإسرائيلي، ما ساعدهم على مباغتة القوة الإسرائيلية.
وأسفر الهجوم عن قتل جنديين، وجرح خمسة آخرين، وأسر “شاليط” ونقله إلى مكان مجهول في غزة، لم يُعرف حتى اليوم.
مرت ثلاث سنوات على أسر “شاليط”، لم تقدم فيها كتائب القسام أي صورة أو مقطع فيديو له يظهر أنه حي، لكنّ في عام 2009 نشرت مقطعًا مصورًا لـ “شاليط” وهو يُمسك بصحيفة تبرهن أنه على قيد الحياة، مقابل أن تفرج سلطات الاحتلال عن 20 معتقلة فلسطينية من سجونها.
وجرت مفاوضات غير مباشرة بين “حماس” وإسرائيل” لإتمام صفقة تبادل، قبل أن تتم أخيرًا، حيث تُعد هذه الصفقة من أكبر عمليات التبادل بين الجانبين.
وكان من شروط الصفقة أن يتم الإفراج عن كافة الأسيرات الفلسطينيات، وعن نحو 500 من المعتقلين أصحاب الأحكام بالسجن المؤبد أو الأحكام العالية.
وجرت الصفقة على مرحلتين، الأولى كانت في 18 أكتوبر 2011، وتم خلالها الإفراج عن 477 أسيرا، في حين سلمت كتائب القسام “شاليط” لمصر إيذاناً ببدء عملية التبادل.
بينما تم تنفيذ المرحلة الثانية في 18 ديسمبر/كانون أول من نفس العام، وتم فيها الإفراج عن 550 أسيرا، توجه 505 منهم إلى الضفة الغربية، فيما توجه 41 إلى قطاع غزة.
وبعد دخول الأسرى المحررين من الجانب المصري إلى معبر رفح البري، انطلقت الحشود تملأ الشوارع والميادين الرئيسة احتفالاً بالصفقة وتحرير الأسرى، في مشهد مهيب تتجلى فيه معالم الانتصار.
وفي عام 2014 أعاد الاحتلال اعتقال 49 من المفرج عنهم ممن يسكنون الضفة الغربية، وأعادت لهم أحكامهم السابقة، ومن أبرزهم نائل البرغوثي، والذي أعادت له حكمه السابق (المؤبد و18 عاما إضافية).
تُرقب لصفقةٍ أحرار جديدة
أسر “شاليط” لم تكن العملية الأخيرة للمقاومة فلسطينية في غزة، حيث تأسر كتائب القسام أربعة أسرى إسرائيليين،هم: أورون شاؤول وهدار غولدين، وهما جنديان أُسرا خلال حرب عام 2014 على غزة، وتقول إسرائيل إنهما قُتلا، وهو ما ترفضه عائلتيهما.
والأسيران الآخران هما هشام السيد، وأفيرا منغستو، وهو من أصل إثيوبي، وكلاهما دخلا غزة في ظروف غامضة.
وترفض “حماس” تقديم أي معلومات حول الأسرى، وخاصة شاؤول وغولدين، دون مقابل.
لكن في 28 يونيو/ حزيران الماضي، نشر كتائب القسام مقطعا مصورا لأحد الأسرى الإسرائيليين الأربعة الذين تأسرهم.
وظهر في المقطع المصور الإسرائيلي هشام السيد، ممدداً على سرير، وموصولاً بجهاز تنفس اصطناعي، وكانت هذه أول مرة يتم فيها الكشف عن ظروف احتجاز أحد الإسرائيليين الأربعة في غزة منذ ثمانية أعوام.
وتجري منذ سنوات مفاوضات غير مباشرة متقطعة بين إسرائيل و”حماس”، من أجل إبرام صفقة تبادل جديدة برعاية عدة دول أبرزها مصر، لكنها لم تُحقق حتى الآن أي تقدم ملموس بعد.