أزمة الحريديم وإحتمال سقوط حكومة نتنياهو وتأثير ذلك على الحرب

كتب فراس ياغي
على هذه الصفحة كتبنا سابقا بأن اسقاط الحكومة والذهاب لانتخابات مبكرة لن يكون إلا على يد الحريديم، وهناك اعتبارين لذلك، الاول والحاسم هو قانون الإعفاء من التجنيد حيث يرى الحريديم ان وجودهم في الحكومة مع عدم وجود قانون إعفاء سيضعهم دائما في باب الاتهام من قبل الجميع في الحكومة والمعارضة، وأنهم اذا كانوا في المعارضة فهذا افضل لهم لانهم لن يكونوا في الواجهة من جهة، ومن الجهة الاخرى يمكن استغلال وجودهم في المعارضة لتشريع قانون للتجنيد من باب المساومات على امور اخرى، اي استغلال اصواتهم في الكنيست لصالح ذلك، والثاني هو العلاقة الجيدة والقوية بينهم وبين الولايات المتحدة ومعرفتهم بطبيعة الخلاف مع نتنياهو والبيت الأبيض
الازمة جدية والكنيست قد لا يصل لعطلته قبل حله، اي أن الانتخابات المبكرة ستعقد في اكتوبر القادم إذا ما تم حل الكنيست
هناك توافق قادم وحتمي بين حزب بهوديت هتوراة بجناحيه “اغودات يسرائيل، وديغل هتوراة” اي الحريديم الإشكناز، وحزب شاس “الحريديم الشرقيبن على حل الكنيست
حل الكنيست سيؤثر بالضرورة على الحرب ويؤدي للذهاب إلى صفقة تبادل اسرى نتيجتها طبعا وقف الحرب بشكل نهائي والانسحاب من غزة، فلا يمكن لحكومة انتقالية أن تتخذ اي قرارات حاسمة إلا بإجماع يهودي عليها، اي مجمل الاحزاب اليهودية، خاصة ان المؤسسة العسكرية والأمنية يريدان وقف الحرب، وهذا ما صرح به سموتريتش حيث قال: ” حل الكنيست بعني وقف الحرب وهزيمتنا”
ما هي تداعيات الأزمة مع الحريديم
اولا- حل الكنيست والذهاب لانتخابات مبكرة
ثانيا- إقالة يولي إدلشتاين من رئاسة لجنة الخارجية والأمن المتهم من قبل الحريديم بتأخير تشريع قانون إعفاء الحريديم من التجنيد، ويبدو ان نتنياهو سيضحي به في سبيل أخذ فسحة من الزمن لكي يمرر قانون التجنيد “هذا غير ممكن”، فقضية إعفاء الحريديم من التجنيد لن يصوت لصالحها لا سموتريتش ولا بن غفير ولا مجموعة من أعضاء الكنيست في الليكود، لأن ذلك ليس في مصلحتهم انتخابيا لان الغالبية العظمى من غير الحريديم ترفض اي قانون لإعفائهم، وتحت عنوان توزيع الإعباء
ثالثا- جنود الإحتياط سوف تتمرد اذا ما تم تشريع قانون إعفاء من التجنيد
رابعا- نتنياهو سيقيل إدلشتاين فقط لكسب الوقت لا اكثر، ولكن قد يوافق الحريديم بشرط وجود موعد محدد لتشريع القانون
خامسا- فرصة للمعارضة لعقد صفقات مع الحريديم لاسقاط نتنياهو، مقابل التوافق على قانون تجنيد يرضي الجميع، وللعلم فإن علاقة نفتالي بينت مع الحريديم جيدة جدا، وغانتس اجتمع مع اقطاب اغودات يسرائيل
اخيرا، مهما حاول نتنياهو فلن يستطيع تأجيل سقوط حكومته اكثر من اكتوبر القادم، هذا اذا إستطاع إقناع الحريديم الذين يصرون على تشريع قانون إعفاء من التجنيد خلال اسبوع، وهذا غير ممكن
يبدو ان الحرب ستتوقف بسبب أزماتهم الداخلية التي سببها طوفان الاقصى، اي المقاومة وليس لأي سبب آخر