أزمة ثقة داخل القيادة الإسرائيلية.. نتنياهو يرفض مناقشة خطة الجيش الجديدة لغزة والجنرالات غاضبون
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

كشفت صحيفة معاريف العبرية عن تصاعد التوتر بين قيادة الجيش الإسرائيلي والمستوى السياسي، في ظل امتناع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن مناقشة خطة عسكرية جديدة بشأن استمرار العمليات في قطاع غزة، رغم طلب مباشر من رئيس الأركان إيال زامير.
وأفادت الصحيفة، نقلاً عن مصادر سياسية وعسكرية، بأن الجيش يعيش حالة من الارتباك نتيجة غياب التوجيهات الواضحة من القيادة السياسية، في وقت يتعرض فيه لضغوط ميدانية واستنزاف متواصل في صفوف وحداته القتالية.
وقال مصدر سياسي للصحيفة: “نتنياهو لا يسمح بعرض الخطة ولا المصادقة عليها، ورئيس الأركان ينتظر منذ أيام جلسة نقاش لم تُعقد”، مضيفًا: “نحن لا نعرف ماذا يريدون، لقد أنجزنا مهام عملية (مركبات جدعون)، وقلنا للمستوى السياسي: حان دوركم الآن للتحرك”.
غموض في التوجهات.. والمفاوضات تُدار بسرية
ووفق الصحيفة، يشعر قادة الجيش بأن هناك تغيّرًا في موقف القيادة السياسية نحو صفقة شاملة لتبادل الأسرى تُنفذ دفعة واحدة، إلا أن التفاصيل غائبة عن المؤسسة العسكرية. وأضافت أن “الجيش لم يعد على اطّلاع مباشر بمجريات التفاوض كما كان سابقًا، حيث تُدار المحادثات بشكل شبه حصري بين نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، والمعلومات تصل للجيش عبر مصادر استخباراتية فقط”.
وأكد المصدر العسكري أن “استمرار الحرب دون أفق سياسي يُعرض الجيش لمخاطر متزايدة، خصوصًا مع تآكل قدرات الوحدات الميدانية التي تعاني من الاستنزاف، وقادة سرايا لم يتلقوا تدريبات منذ انتهاء دوراتهم”.
خطة جديدة تنتظر الموافقة
وفي ضوء هذه المعطيات، أعد الجيش خطة عملياتية جديدة من المقرر أن يقدمها قائد المنطقة الجنوبية، اللواء يانيف عسور، اليوم إلى رئيس الأركان. وتقوم الخطة على تمركز استراتيجي في مواقع محددة، أبرزها سلسلة التلال 70-80، ومحور فيلادلفيا، إضافة إلى نقاط سيطرة حول مدينة غزة.
وتعتمد الخطة على أسلوب “حرب العصابات المضادة”، وفق ما نقل عن مصدر أمني رفيع، يشمل تطويق المناطق السكانية، وقصف المسلحين من الجو، وإغلاق شبكة الأنفاق تحت الأرض، إلى جانب تنفيذ عمليات توغل سريعة ومداهمات مركّزة تستهدف البنية التحتية لحركة حماس.
وأشار الجيش إلى قرار داخلي يقضي بعدم بقاء أي وحدة نظامية في غزة لأكثر من ثلاثة أشهر متواصلة، على أن تحصل بعدها على شهر راحة، محذرًا من أن إطالة أمد القتال دون تغيير في التكتيك “سيؤثر على الجهوزية القتالية للجيش على المدى البعيد”.
قيادة غاضبة وموقف وزاري غير واضح
الصحيفة أكدت وجود حالة من “الإحباط العميق” في صفوف قيادة الجيش، بسبب تغييبهم عن دائرة صنع القرار، وعدم السماح لهم بعرض خططهم على المجلس الوزاري المصغر (الكابينت).
وقالت الصحيفة: “الجيش لا يعرف ماذا يريد نتنياهو أو وزير الدفاع، أو إلى أين يقودان الأمور في غزة”، مضيفة أن “الموقف الوحيد الواضح هو موقف وزراء اليمين المتطرف – سموتريتش، ستروك، وبن غفير – الذين يدعون صراحة إلى احتلال كامل للقطاع وإقامة مستوطنات فيه، بينما يلف الغموض مواقف بقية أعضاء الكابينت”.