أضاحي العيد في شوارع غزة ما بين الطقوس الشعبية والأضرار الصحية!
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

الخامسة للأنباء- تقرير- إيمان نشبت
مع اقتراب عيد الأضحى المبارك على الأمة الإسلامية والعربية بشكل عام و على سكان قطاع غزة بشكل خاص، قصَدت شبكة “الخامسة للأنباء” تسليط الضوء على الشارع الغزي الذي حاله كحال كثير من شعوب الوطن العربي ، له طقوسه التي يتعايش معها ويتناقلها ويتوارثها من جيل لآخر ، ولاسيما في عيد الأضحى ، الذي تتم فيه أبرز هذه الطقوس التي يشارك بها الصغار والكبار ، خاصة أول أيام العيد ، حيث أصبح تداول مشاهد الذبح للأضاحي التي يتم الاشتراك بها ، عبر وسائل التواصل الاجتماعي هي الترند المٌزين لأيام العيد ، المنقول من أزقة الحارات والمخيمات والأحياء الصغيرة.
طقوس الذبح في أحياء غزة
في الساعات الأولى من صبيحة أول أيام العيد ومع أصوات المساجد وتكبيرات العيد يتم البدء لتحضير وتجهيز الأضاحي والتي غالباً ما تكون من “العجول وقليلاً من الخراف ” حيث يتم تجهيز السلخانة أو ما يسمى في مجتمعنا الغزي” مسلخ\ مذبح” أو بشكل أبرز في الشوارع العامة أمام منازل أصحاب الأضاحي حيث تكون طريقة الذبح وفق الطريقة الإسلامية التي يتم فيها قطع الشريانين الرئيسيين في الرقبة دون قطع الرأس كاملاً، وذلك لضمان خروج الدم دفعة واحدة، وبكمية أكبر،لتصبح جاهزة للسلخ والتقطيع والتوزيع على الأقارب والأصدقاء والجيران ويكون ذلك بحضور عدد كبير من أهالي الحي من بينهم أطفال مما قد يتسبب في أذى نفسي للأطفال أو خوف من منظر الدماء على الرغم من فرحتهم العارمة وهم يشاهدون هذه الطقوس ولاسيما لو كانت لأول مرة , أو صاحبها عملية هروب للذبيحة قبيل البدء بذبحها.
لماذا يتم الذبح بالشوارع؟
يرجع السبب الأول والرئيسي وراء انتشار ظاهرة ذبح الأضاحي في شوارع غزة ،هي ارتفاع أسعار الذبح والنقل في المسالخ المخصصة لهذا الغرض ، بالاضافة أيضاً لأجرة الذباح ناهيك عن الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها أهالي قطاع غزة
ومن جهة أخرى يعتقد البعض أن الذبح بالشارع يجلب البركة ويرفع الحسد ويصنع البهجة في نفوس الصغار والكبار
بعيدا عن الأضرار الناجمة عن ذبح الأضحية بالشارع والملوثات البيئية الناتجة عن عملية الذبح وتراكم القمامة والنفايات
وكان “للخامسة للأنباء” متابعة خاصة لهذه الظاهرة حيث جرت مقابلة مع أحد المواطنين يدعى “أحمد أبو حسين” الذي تحدث قائلاً : في عيد الأضحى الماضي عاد إبني الصغير محمد إلى المنزل في حالة يرثى لها من الخوف والقلق مما أدى إلى إرتفاع درجة حرارته وكانت حينها المفاجأة عندما عرفت السبب من أصدقاءه بالحارة أنه كان ينظر لأضحية الجيران عند ذبحها فتسبب ذلك في بث الذعر لطفلي من بشاعة وهول المنظر الذي يذبح فيه العجل.
أضرار الذبح بالشوارع
ومن المتعارف عليه أن ذبح الأضاحي في الشوارع العامة يسبب انتشار الأمراض والأوبئة والحشرات بسبب برك الدماء المنتشرة في الشوارع وترك بقايا الأضاحي ملقاه بالشوارع حيث يؤثر ذلك سلبا على البيئة والإنسان.
وأعرب المواطنون عن استياءهم لهذه الطريقة “للذبح العشوائي” وذلك نظراً لتأثيره البيئي والصحي عليهم، واستنكروا تساهل بلديات قطاع غزة وسلطة البيئة مع ظاهرة الذبح العشوائي، وقلة الرقابة البيئية خلال موسم العيد.
وأوضح المواطن محمد عبد الرحمن “للخامسة للأنباء“، أنه تعرض للإصابة بحساسية شديدة نتيجة الروائح الكريهة المنبعثة من مخلفات الأضاحي في منطقتهم، حيث أن عدد لا باس به من جيرانه قاموا بذبح أضحيتهم بهذه الطريقة العشوائية ، وتسببوا بمكرهة صحية في المنطقة عبر الذبح العشوائي.
يقول عبد الرحمن: “جميع جيراني ذبحوا أضحيتهم في الشوارع، واراقوا دمائها على الطرقات والمفارق، وتركوا مخلفات الأضاحي من عظام وجلود ملقاة على الطرقات، فانتشرت الكلاب والبعوض على تلك المنطقة بصورة كبيرة وأدى ذلك إلى أضرار صحية كبيرة”.
وأضاف أنه لا توجد طواقم رقابة على الذبح العشوائي، مستغرباً صمت الجهات المسؤولة في ظل المكرهة الصحية الظاهرة والواضحة للعيان التي تعصف بمنطقته، والتي تسبب كوارث صحية ومرضية.
يذكر أن لجان الأحياء المختلفة في قطاع غزة قد قدمت تصوراً للبلديات يقضي بالحد من ظاهرة الذبح العشوائي في الشوارع لما يسببه من كوارث صحية وبيئية على المجتمع بشكل عام وعلى كبار السن والأطفال بشكل خاص
حيث أفاد قسم الصحة والبيئة في بلدية غزة أن البلدية وضعت خطة كاملة لمعالجة ومنع ظاهرة الذبح العشوائي في الشوارع العامة وأزقة المخيمات وأوجدت بدائل مجهزة لذبح الأضاحي بطريقة اسلامية وصحية سليمة وقامت بتوزيع الإرشادات اللازمة لهذا الشأن