أعجوبة الطيران العسكري.. C-5M تهيمن على سماء النقل العسكري

يفخر سلاح الجو الأمريكي بامتلاكه واحدة من أضخم الطائرات العسكرية في العالم، وهي لوكهيد C-5M سوبر جالاكسي، التي تُعدّ من أبرز ركائز القوة الجوية الأمريكية، فبفضل حجمها الهائل وقدرتها الخارقة على نقل الأحمال الثقيلة، تؤدي هذه الطائرة دوراً محورياً في دعم العمليات العسكرية على مستوى العالم، مُجسدةً قمة التقدم التكنولوجي والكفاءة اللوجستية للجيش الأمريكي.
رحلة التطوير: من C-5A إلى Super Galaxy
بدأت قصة هذه الطائرة عام 1968 بإصدار C-5A، أول نسخة من السلسلة، والتي شُيّدت منها 81 وحدة، ثم جاءت نسخة C-5B في ثمانينات القرن الماضي بعدد 50 طائرة، مضيفة تحسينات جوهرية، أما النسخة المعدّلة C-5C، فصُممت خصيصًا لوكالة ناسا لنقل الأقمار الصناعية، ولم يُصنع منها سوى طائرتين فقط، وفقا لموقع sustainability-times.
وفي عام 1998، وُلدت النسخة الأحدث C-5M Super Galaxy، مزوّدة بمحركات أكثر كفاءة وإلكترونيات طيران متقدمة، مما جعلها تتوافق مع متطلبات القرن الحادي والعشرين، مع الحفاظ على نقاط قوتها الجوهرية.
مواصفات استثنائية تضعها في الصدارة
بفضل طولها الذي يقارب 247 قدما وباع جناحيها البالغ 222 قدما، تُعدّ C-5M من أضخم الطائرات التي تحلق في الأجواء، ويصل مداها التشغيلي إلى 8,541 ميلا، وهو ما يسمح لها بتجاوز نصف الكرة الأرضية دون الحاجة للتزود بالوقود، وتعمل بمحركات جنرال إلكتريك TF-39، التي تمنحها سرعة تصل إلى 531 ميلًا في الساعة.
هذه الطائرة قادرة على نقل معدات حربية ثقيلة كدبابات M1 أبرامز ومروحيات أباتشي، حيث يمكن أن يصل وزن حمولتها القصوى إلى مليون رطل (ما يساوي 453,592 كيلوغراماً تقريبا)، وهو ما يجعلها عنصرا لا غنى عنه في عمليات النقل العسكري واسعة النطاق.
مشروع الطائرة المدنية الذي لم يرَ النور
في يومٍ ما، طُرحت فكرة تحويل الطائرة إلى نسخة مدنية تُعرف باسم L-500، كانت قادرة على استيعاب حوالي ألف راكب، إلا أن دخول طائرة بوينغ 747 إلى السوق عام 1968، بتكاليف أقل وكفاءة أعلى، أدى إلى إلغاء هذا المشروع الطموح.
رغم ذلك، أثبتت C-5 Galaxy جدواها في المجال العسكري، حيث ظلت تركّز على المهام اللوجستية والدفاعية، وهو قرار ساهم في تعزيز دورها الحيوي ضمن منظومة الدفاع الأمريكية.
دور استراتيجي لا يُقدّر بثمن
تُعدّ C-5M Super Galaxy من أهم عناصر التفوق الاستراتيجي للولايات المتحدة، إذ تتيح للقوات المسلحة نقل المعدات والجنود بسرعة فائقة إلى أي نقطة على الخريطة. وتُمثل رمزًا للقوة والتقدم التقني، وقدرة على التكيّف مع متغيرات ساحة المعركة الحديثة.