شبكة الخامسة للأنباء - غزة
الخامسة للأنباء – تقرير خاص – محمد الذهبي:
نائب القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية، ومهندس الانتفاضة الثانية “انتفاضة الحجارة، وأمير شهداء فلسطين، إنه القائد خليل الوزير “أمير الشهداء – أبو جهاد”، الذي اغتاله جهاز الموساد الإسرائيلي في منزله في تونس.
ميلاده ونشأته
وُلِد خليل محمود الوزير -أبو جهاد- عام 1935 في مدينة الرملة التي هُجِّر منها مع أفراد عائلته في عام النكبة، حيث استقرّ في مدينة غزة، ثم التحق بمقاعد الدراسة في جامعة الإسكندرية، ليتوجه بعدها إلى المملكة السعودية، ثم انتقل إلى دولة الكويت، حيث تعرَّف على الشهيد الرّمز ياسر عرفات وشاركه رفقة الشهيد صلاح خلف وعدد من مؤسسي الثورة الفلسطينيّة، في تأسيس حركة فتح.
مهامه في الجزائر
وفي 1963 غادر الكويت إلى الجزائر، حيث سمحت السلطات الجزائرية بافتتاح أول مكتب لحركة فتح، وتولى مسؤولية ذلك المكتب، كما حصل خلال هذه المدة على إذن من الحكومة بالسماح لكوادر الحركة بالاشتراك في دورات عسكرية وإقامة معسكر تدريب للفلسطينيين الموجودين في الجزائر.
غادر الشهيد أبو جهاد الجزائر عام 1965 إلى دمشق، حيث أسّسَ مقراً للقيادة العسكرية لحركة فتح، وتم تكليفه بمتابعة العلاقات مع الخلايا الفدائية داخل الأراضي الفلسطينية المُحتلّة.
قيادته العسكرية
وفي حرب 1967، وجّه أبو جهاد، عدداً من العمليّات العسكرية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي في منطقة الجليل الأعلى، وتولّى مسئولية القطاع الغربي في حركة فتح، والذي كان مسئولاً عن إدارة العمليّات الفدائيّة في شتى بقاع الوطن.
استمر أبو جهاد في قيادة القطاع الغربي للحركة حتى 1982م، حيث عكف آنذاك على تطوير القدرات القتاليّة للفدائيين الفلسطينيين، ووضع بصمةً كبيرة في قيادة معركة الصمود في العاصمة اللبنانية بيروت، خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان.
شغل أمير الشّهداء، خلال مسيرته النضالية الحافلة، مواقع قياديّة عدّة، فكان عضو المجلس الوطني الفلسطيني، وعضو المجلس العسكري الأعلى للثورة الفلسطينية، وعضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، ونائب القائد العام لقوات الثورة، كما عُرِف بأنه مهندس الانتفاضة الفلسطينيّة الأولى، كونه أشد المتحمسين والداعمين لها.
ومن العمليات العسكرية التي خطط لها أبو جهاد، عملية نسف خزان زوهر عام 1955، وعملية نسف خط أنابيب المياه (نفق عيلبون) عام 1965، وعملية فندق (سافوي) في تل أبيب وقتل 10 إسرائيليين عام 1975، وعملية انفجار الشاحنة المفخخة في القدس عام 1975، وعملية قتل البرت ليفي “كبير خبراء المتفجرات” ومساعده في نابلس عام 1976، إضافة إلى عملية الشهيدة دلال المغربي التي قتل فيها أكثر من 37 إسرائيلياً عام 1978، وعملية قصف ميناء ايلات عام 1979، وقصف المستوطنات الشمالية بالكاتيوشا عام 1981م.
حمّلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، الشهيد أبو جهاد مسئولية أسر ثمان جنود إسرائيليين في لبنان ومبادلتهم بخمسة آلاف معتقل لبناني وفلسطيني، ومائة من معتقلي الأرض المحتلة عام 1982، وكذلك وضع خطة اقتحام وتفجير مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي في صور، الأمر الذي أدى إلى مصرع 76 ضابطاً وجندياً إسرائيلياً، وكذلك إدارة حرب الاستنزاف في جنوب لبنان، وعملية مفاعل ديمونة عام 1988، والتي كانت السبب الرئيسي لاغتياله.
اغتياله على يد الموساد
وحسب ما تناقلته التقارير وشهود عيان، فإن فرق “كوماندوز” إسرائيلية وصلت فجر السادس عشر من نيسان 1988، إلى شاطئ تونس، حيث تم إنزال 20 عنصراً من قوات وحدة “سييريت ماتكال”، من أربع سفن وغواصتين وزوارق مطاطية وطائرتين عموديتين للمساندة، لتنفيذ مهمة اغتيال القائد أبو جهاد، على شاطئ الرواد قرب ميناء قرطاجة.
واقتحمت إحدى الخلايا البيت بعد تسللها للمنطقة، وقتلت الحارس الثاني الشهيد نبيه سليمان قريشان، وتقدمت أخرى مسرعة للبحث عن الشهيد أبو جهاد، فسمع ضجة في المنزل خلال انشغاله في خط كلماته الأخيرة لقادة الانتفاضة.
وروت زوجته انتصار الوزير، أنه ذهب مشهراً مسدسه ليستطلع الأمر، في حين اخترقت سبعين رصاصة إسرائيلية غادرة جسده، بعد أن خط كلماته الخالدة والأخيرة “لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة”.
المرأة الفلسطينية.. عبقُ الزيتون وحافظةُ الأرضِ والعِرضِ وخيرُ رفيقٍٍ في الزمان
عقب ذلك أذيع نبأ استشهاد القائد “أبو جهاد”، ومن كل بيت عربي خرجت المظاهرات، وشهدت الأرض آنذاك أعنف مظاهرة منذ أن قامت الانتفاضة.. شلال بشري دافق محمل بالعواطف حَمل نعش الشهيد أبو جهاد، ليبقى ذلك اليوم شاهداً حياً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي النكراء بحق أبناء شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجدهم.
جرى دفن أبو جهاد في عشرين من نيسان 1988 في مقبرة الشهداء بمخيم اليرموك في دمشق، في مسيرة حاشدة غصت بها شوارع المدينة، بينما لم يمنع حظر التجول الذي فرضه الاحتلال جماهير الأرض الفلسطينية المحتلة من تنظيم المسيرات الغاضبة والرمزية، وفاءً لأمير شهداء فلسطين.