مقالات الخامسة

أنا والخامسة وسعيد الطويل

أشرف أبوخصيوان
كاتب وصحفي فلسطيني

رَحل سعيد الطويل “أبورضوان” شهيداً، ورحل مُبكراً منذ اندلاع هذه الحرب، لَم يَكن يتصور ما حَل بنا، ولا في الأحلام، أن تكون غزة كذلك، في أحد الأيام من أيام أخبار على الريق، اتصلت به مُبكراً مع حلول الساعة الخامسة، ذلك الموعد الذي كان ينشر فيه سعيد الأخبار السريعة والخفيفة عبر صفحة الفيسبوك “أخبار على الريق”، كُنت راضياً جداً عن أسلوب سعيد في كتابة بعض الصياغات الاخبارية، التي تُعالج بعض القضايا والأحداث، من خلال تسليطه الضوء على أخبار مجتمعية وسياسية بطريقة شعبوية أو بطريقة تهكمية، لاقت استحسان القراء، وكانت وقتها تمثل وجبه اخبارية صباحية، تشمل أهم وأبرز الأحداث والتطورات في الساعات التي تَسبق الريق.
رَحل سعيد، بعد أن دشن رفقه أصدقاء وزملاء أعزاء شبكة الخامسة للأنباء، ذلك الأبن الوليد الأخير لسعيد الطويل، الذي تَعب كي يشق طريقه ويكون له سيطاً وزواراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي والاعلام الرقمي وصفحة الويب، هذه الشبكة التي سَعت لأن يكون خطابها وطنياً وحدوياً ثورياً، تؤمن بتعدد الآراء والأفكار، وقد وضع الشهيد الراحل سعيد الطويل أُسس مهنية ومحددات تحريرية لعمل الشبكة، كي تكون نواه تنطلق منها أفكار ابداعية جديدة لتأسيس جيل من الصحفيين والاعلاميين الأحرار، ولكن رحل سعيد وبَقيت الخامسة على نفس الخطى.
اليوم الثالث من مايو، “اليوم العالمي لحرية الصحافة” نفتقد في هذا اليوم أكثر من 210 صحفي وصحفية فلسطينية سقطوا خلال هذه الحرب الملعونة التي دفع فيها الصحفيين ثمناً كبيراً وباهظاً من دمائهم ومقدراتهم ومؤسساتهم ومكاتبهم وكاميراتهم واستوديوهاتهم، دفعوا ثمن الكلمة والصورة والصوت، دفعوا ثمن التغطية الاعلامية لجرائم الاحتلال الاسرائيلي بحق المدنيين العزل، ثمن تغطية مجازر الاحتلال في المستشفيات والمراكز الطبية ومراكز الايواء ومخيمات النزوح.
استشهد سعيد الطويل رفقة أصدقائه في الصحفي هشام النواجحة والصحفي محمد رزق صبح، في 10/10/202م، بعد أن استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي لعمارة سكنية في شارع المؤسسات، غرب مدينة غزة. وأغارت الطائرات على العمارة السكنية، بالتزامن مع تواجد مجموعة من الصحفيين، ما أدى إلى استشهاد سعيد الطويل، رئيس تحرير موقع (الخامسة للأنباء)، والزميل محمد رزق، مصور وكالة (خبر). وكذلك الزميل هشام النواجحة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى