إبراهيم محارب.. طارد الحقيقة بعدسته فكان هدفا لنيران الاحتلال
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

إبراهيم محارب … أقمار الصحافة إعداد: آمنة غنام
في زمن أصبحت فيه الحقيقة هدفًا مُطارَدًا، دفع الصحفي الفلسطيني الشاب إبراهيم محارب حياته ثمنًا لنقلها، لم يكن يحمل سوى كاميرته وسترة الصحافة حين خرج لتوثيق ما يجري على الأرض في خانيونس، لكن رصاص الاحتلال سبقه إلى المشهد، هكذا انطفأ صوتٌ صحفيٌ آخر، كان يكرّس وقته وجهده لرصد معاناة الناس وتوثيق انتهاكات الحرب.
ولد الصحفي إبراهيم مروان سالم محارب عام ١٩٩٨، في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، وعمل الشهيد إبراهيم مصوراً صحفياً حراً مع عدد من المواقع والقنوات بنظام القطعة، كما كان يمارس عمله بشكل يومي من مركز إعلام نقابة الصحفيين.
من قلب الحدث
الصحفية رشا أحمد والتي كانت ومجموعة من الصحفيين، مع الشهيد إبراهيم قالت عن لحظة الاستهداف :” كانت قد انسحبت الدبابات من المكان وأثناء اقترابنا تقدمت دبابة وبدأت باطلاق النار بكثافة، أصيبت زميلتنا سلمى وحاولت أن تبتعد عن مرمى النيران، فيما بقينا أنا وابراهيم في الخلف سقط إبراهيم بعد أن أصيب بعدة أعيرة نارية ولم أتمكن من سحبه”.
وأوضحت أن آليات الاحتلال بقيت تطلق النيران بشكل مكثف مما جعل محاولة الوصول لإبراهيم صعب.
انقطع الاتصال
في مساء الثامن عشر من أغسطس ٢٠٢٤، أطلقت قوات الاحتلال النار بشكل متعمد تجاه عدد من الصحفيين والصحفيات، كانوا يرتدون سترات زرقاء مكتوب عليها Press خلال تغطيتهم تقدم آليات الاحتلال في محيط مدينة حمد، شمال غربي خان يونس.
أسفر ذلك عن إصابة الصحفية سلمى القدومي، التي تعمل في الوكالة الفرنسية بشظية عيار ناري مدخلها من الظهر ومخرجها من الصدر. وتمكنت من مغادرة المنطقة مع ثلاثة من زملائها تحت إطلاق النار.
فيما أصيب الصحفي إبراهيم محارب، ولم يتمكن من مغادرة المنطقة بسبب كثافة إطلاق النار. وبقي في مكانه حتى قطع الاتصال به.
في صباح اليوم التالي تمكنت طواقم الإسعاف من انتشال جثمان الشهيد إبراهيم. وتبين أنه استشهد جراء إصابته بأعيرة نارية أسفل الظهر والفخذ وبقي ينزف حتى الموت.
وفي تشييعه حمل شقيقه الأصغر درعه وبطاقته الصحفية. باكيًا قائلا:” أخي إبراهيم ليس مجهول وليس رقم أخي إبراهيم صحفي، إبراهيم بطل”.
أصدرت منظمة اليونسكو بيانًا تُدين فيه اغتيال إبراهيم محارب وتدعو لتحقيق “كامل وشفاف” في الحادث. كذلك دانت نقابة الصحفيين الفلسطينيين ما حصل واعتبرته “جريمة اغتيال” بحق صحفي كان يرتدي زي الصحافة ويؤدي عمله المهني.
استشهاد إبراهيم، الذي هزّ الأوساط الإعلامية والحقوقية، يعيد طرح أسئلة ملحّة حول ثمن المهنة وحماية الصحفيين..












