تقاريرثابت

إجازة الصيدليات بغزة.. خطوة على طريق الإصلاح أم أزمة جديدة للمواطنين؟

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

الخامسة للأنباء – تقرير محمد الذهبي:

ثلاثة أشهر مرت على تطبيق نظام إجازة الصيدليات بغزة، وما زال الإعلان يثير حفيظة عدد من المواطنين، ولا سيما أصحاب الصيدليات.

وكانت نقابة الصيادلة بغزة، قد أقرت نظام الإجازة الأسبوعية نهاية أبريل الماضي، حيث نص قرارها آنذاك على أن تغلق الصيدليات أبوابها يوماً واحداً في الأسبوع، ولمدة 24 ساعة.

وعقبت نقابة الصيادلة على قرارها بالقول “إن الإجازة الأسبوعية هي خطوة أولى ضمن خطوات لضبط المهنة واختبار جدية الصيادلة في الالتزام بقوانين وقرارات النقابة”.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

وأوضح د. محمد رشدي الفرا “عضو نقابة الصيادلة”، أن هذا القرار جاء تمهيداً لقرارات أخرى ولإعطاء العاملين في الصيدليات فرصة لأخذ قسط من الراحة.

مُعارضة من الصيدليات الكُبرى..

وقال الفرا في حديثه لـ الخامسة للأنباء “كانت هناك أصوات مؤيدة ومعارضة ومحايدة لهذا القرار، وقد تعاملنا معها بكل مسؤولية وجدية، فكان معظم المعارضين من الصيدليات المركزية والسلاسل والصيدليات الكبرى والصيدليات التي تعتمد على الدخل اليومي، والتي تتعذر بالخسائر الهائلة”.

ونوه إلى أن النقابة لمست ارتياحاً كبيراً لدى البعض الآخر إزاء القرار، وخاصة العاملين الذين يشعرون بالقهر الوظيفي ورأوا في الإجازة فرصة سانحة للراحة.

استفتاء لحسم الجدل..

وحول الجدل الذي ما زال قائماً بخصوص موضوع الإجازة رغم مضي ما يربو عن ثلاثة أشهر من تطبيقها، قال “بعد فترة تقييم استمرت ثلاثة شهور تعالت فيها أصوات مُعارضة، ارتئينا أن يكون هناك استفتاء يحسم الأمور بين القبول والرفض ويرضي كل الأطراف”.

وتابع “استقبلنا جميع المبادرات من الأطر النقابية ومؤسسات المجتمع المدني، حيث يتم دراستها للخروج بتوصيات تخدم المصلحة العامة”.

وأكمل “نتطلع في المرحلة القادمة للتفرغ لقضايا أهم مثل التسعيرة الدوائية وتحقيق الحد الأدنى للأجور، والعقود، والحقوق العمالية، وصندوق التكافل والتقاعد وغيرها حتى تنتظم المهنة ونرتقي بها”.

خسائر للمالك وضمان لحقوق العاملين..

وبرر د. سميح أبو حبل، نائب نقيب الصيادلة الفلسطينيين، القرار بقوله “إنّ نظام الإجازات الجديد سيُكبّد أصحاب الصيدليات خسائراً طائلة، ولكننا نرى أن الخطوة جاءت في إطار تنظيم المهنة لضمان حقوق العاملين”.

وبين أبو حبل أن العمل على تطبيق الإجازة الأسبوعية جاء وفق محددات، وهي أن تقدم مصلحة المواطن الفلسطيني من خلال إبقاء بعض الصيدليات الملاصقة للمستشفيات الحكومية مفتوحة بشكل دائم، وبعض الصيدليات في كل منطقة.

الجمعة والسبت يوميان أساسيان للإجازة..

وأوضح أن يومي الجمعة والسبت هما اليومان الأساسيان في إجازة الصيدليات، على ألا تبعد مسافة الصيدلية البديلة في كل منطقة عن المواطنين أكثر من 300م، وبعض الصيدليات تختار يوماً آخراً من أيام الأسبوع وفقاً لما يناسبها.

وأشار أبو حبل إلى أن 85% من منتسبي نقابة الصيادلة موافقون على القرار حيث يلاقي قبولاً وموافقة تكاد تكون الأقرب للإجماع لدى أعضاء النقابة والعاملين في مهنة الصيدلة.

المعارضون من غير الصيادلة!

وذكر أبو حبل أن هناك أطرافاً عارضت تطبيق القرار لأنه في غير مصلحتهم، كبعض أصحاب الصيدليات من غير الصيادلة، والذين يشغّلون صيادلة لديهم وغير معنيين بحصولهم على حقوقهم الوظيفية.

وأشار إلى أن خمس صيدليات فقط هي من رفضت مبدأ الإجازة الأسبوعية واستلام الإشعار الخاص بذلك، فيما تقدمت نحو ثلاثين صيدلية باعتراضات، بينما لم تتقدم بقيّة الصيدليات بأي اعتراضات.

وشدد على أن الخدمة الصيدلانية سيستمر تقديمها للمواطنين على مدار الأسبوع، بحيث تتوزع الإجازات بين الصيدليات في المنطقة الواحدة، كما سيتم السماح للصيدليات القريبة من المستشفيات بفتح أبوابها طوال أيام الأسبوع كحالة استثنائية.

فرصة أكبر للمضاربة والتنافس..

ويقول الصيدلي م. ف، أن تطبيق النقابة نظام الإجازة الأسبوعية بدون وضع ضوابط للتسعيرة الدوائية سيخلق فرصة أكبر للمضاربة في الأسعار بين الصيدليات والتنافس، مما سيكبد أصحاب الصيدليات خسائر بآلاف الدولارات.

ونوه في حديثه لـ الخامسة للأنباء، إلى أن غير معترض كصاحب صيدلية على نظام الإجازة الأسبوعي للعاملين، إلا أنه غير موافق على القالب الذي تطرحه النقابة للإجازة.

وأوضح “لا اعتراض لدينا على إجازة العاملين، ولكن ما الداعي لإغلاق الصيدليات أربعة أيام كل شهر؟ فمن الممكن أن يتم تمكين الإجازات للعاملين من خلال تطبيق نظام المناوبة وترتيبه بين الصيدليات كما كان معمولاً به قبل سنوات”.

ومن الجدير بالذكر أن النظام الذي كان معمولاً به سابقاً، أو “نظام المناوبة”، تم من خلال إغلاق جميع الصيدليات أبوابها يوم الجمعة، على أن تفتح صيدلية واحدة في كل منطقة أبوابها بالتناوب، مما يجنب أصحاب الصيدليات مغبة الإغلاق لأربعة أيام شهرياً.

تباين في آراء المواطنين..

المواطن خليل حسونة يرى أن النظام الجديد ممتاز، حيث قال “هذا النظام ممتاز لنا كمواطنين وهو أفضل من النظام السابق، فأصبحنا نعرف أن صيدلية فلان سوف تكون مغلقة يوم السبت وصيدلية فلان هي وجهتنا البديلة في حال احتجنا لشراء دواء، أما في السابق فلم نكن نعرف أي صيدلية ستغلق أبوابها وأي صيدلية ستكون مفتوحة أمام الجمهور في يوم الجمعة الذي كان مقرراً للإجازة”.

وأضاف حسونة في حديثٍ لـ الخامسة حول إجازة الصيدليات بغزة “أتذكر أن أحد أبنائي أصابته حرارة شديدة في أحد أيام الجمعة وقتما كان العمل نافذاً وفق النظام السابق، وقد استغرق الأمر أكثر من ساعة من البحث حتى وجدت صيدلية مفتوحة، وكانت تبعد عن مكان سكني أكثر من ربع ساعة بالسيارة”.

الإجازة الصيفية في غزة.. حيرةٌ على وجوه الآباء وأطفالٌ على الأرصفة!

أما المواطنة هبة الداية، فتقول “هذا النظام ليس منطقي، وكذلك النظام السابق غير معقول، فكيف تغلق المؤسسات الصحية أبوابها؟ هل يأخذ المرض إجازة؟ وما المانع من تطبيق نظام المناوبة داخل الصيدليات حيث يحصل العامل على حقه في إجازة أسبوعية بينما تبقى الصيدلية مفتوحة ويتولى زميله الآخر مهمة تقديم الخدمات للجمهور”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى