شؤون (إسرائيلية)

إخفاقات متتالية للدفاع الجوي الإسرائيلي بالتصدي لصواريخ وطائرات مسيّرة من اليمن

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

شهدت إسرائيل في الأيام الأخيرة سلسلة من الإخفاقات في التصدي للصواريخ والطائرات المسيّرة القادمة من اليمن، ما يثير تساؤلات حول فعالية وكفاءة منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية في مواجهة التهديدات المتطورة.

وفي الساعات الأولى من صباح يوم السبت، فشل الجيش الإسرائيلي في اعتراض صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون، مما أدى إلى سقوطه في مدينة تل أبيب. الحادث أسفر عن أضرار كبيرة في المنطقة ووقوع العديد من الإصابات.

ويأتي هذا الحادث بعد فشل جزئي في اعتراض صاروخ آخر يوم الخميس الماضي، الذي أصاب مدرسة في منطقة رامات إيفال. كما تعرضت إسرائيل في 9 ديسمبر/كانون الأول الجاري لاختراق طائرة مسيّرة للمجال الجوي الإسرائيلي، حيث ضربت أحد المباني.

التهديدات التقنية والتكتيكية

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

وحسب تقرير لصحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، تكشف هذه الحوادث عن ثغرات محتملة في منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية، التي تعنى بحماية الجبهة الداخلية المدنية والعسكرية.

وبينما يُنتظر تشغيل منظومة “الدرع الضوئي” التي تعتمد على الليزر لمواجهة مثل هذه التحديات، يبدو أن الحل المؤقت يكمن في تحسين الاستخبارات لتحديد مواقع إطلاق وإنتاج هذه الصواريخ واستهدافها قبل الإطلاق.

ووفقا للصحيفة، يرجع فشل اعتراض صاروخ السبت إلى احتمالين رئيسيين:

يُعتقد أن الصاروخ أُطلق بمسار باليستي منخفض ومن اتجاه غير متوقع، ما صعّب على أنظمة الرصد الإسرائيلية اكتشافه مبكرًا، وبالتالي قلّل من فرص تشغيل أنظمة الاعتراض.

الاحتمال الأرجح أن إيران طورت رؤوساً حربية قادرة على المناورة، بحيث تنفصل عن الصاروخ في المرحلة الأخيرة من مسارها وتغير اتجاهها بشكل مبرمج لتجنب الاعتراض. وهذه الرؤوس تعمل بسرعات فرط صوتية (تفوق 5 أضعاف سرعة الصوت)، ما يجعل التصدي لها تحدياً كبيراً لأنظمة الدفاع الجوي.

تمتلك إيران صواريخ مثل “خيبر شكن” و”عماد 4″ التي تحمل رؤوساً حربية مناورة، وقد استُخدمت هذه الصواريخ مؤخراً في ضرب قواعد جوية إسرائيلية وفق تقارير أجنبية. ويبدو أن التعاون بين إيران والحوثيين أثمر عن تطوير تكتيك الإطلاق بمسارات منخفضة، ما يعقد اعتراض هذه الصواريخ. حسب الصحيفة.

ويبقى السؤال الملح: لماذا فشلت باقي طبقات الدفاع الجوي الإسرائيلي في التصدي لهذا الصاروخ؟ التفسير الأرجح هو تأخر الاكتشاف والمسار المسطح للصاروخ، ما حال دون تفعيل الأنظمة الدفاعية المتوفرة.

أما على المدى البعيد، فإن تطوير إيران لرؤوس نووية قادرة على المناورة سيشكل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل. فاختراق واحد فقط من هذه الرؤوس للمنظومة الدفاعية قد يؤدي إلى دمار هائل وخسائر بشرية كارثية.

يشار إلى أن لدى إسرائيل، 3 طبقات دفاع جوي: “القبة الحديدية” وهي مخصصة للتعامل مع الصواريخ والقذائف قصيرة ومتوسطة المدى، و”مقلاع داود” وهو نظام لاعتراض الصواريخ متوسطة المدى والطائرات المسيرة، و”حيتس 2 و3″ (السهم/آرو)، وهو نظام مخصص لتدمير الصواريخ الباليستية القادمة في مرحلتها النهائية في الغلاف الجوي العلوي.

كما تطور إسرائيل حاليا منظومة دفاع جوي لاعتراض الصواريخ والطائرات المسيرة بالليزر وتحمل اسم “الدرع الضوئي” تقول إنها ستكون قادرة على التصدي لجميع التهديدات الجوية.

تصريحات متباينة  
على صعيد آخر، أكد وزير حكومي أن الأولوية الآن هي عودة المختطفين، مشددًا على ضرورة “إعادة الجنود والمدنيين بكل الوسائل الممكنة”. وفيما نفت الحكومة الإسرائيلية شمول الصفقة شخصيات بارزة كالأمين العام السابق لحركة فتح مروان البرغوثي، تستمر المطالبات الفلسطينية بعدم ترحيل الأسرى الذين أعيد اعتقالهم بعد صفقة شاليط.

من جانبها، أعربت إيناف تسينغوكر، والدة أحد المختطفين، عن خيبة أملها من تصريحات نتنياهو، معتبرة أنها “محاولة لتبرير إطالة أمد الحرب على حساب عودة المختطفين”.

وقالت: “إنهاء الحرب والتوصل إلى اتفاق شامل لإعادة جميع المختطفين يصب في مصلحة إسرائيل”.

في المقابل، صرّح نتنياهو لصحيفة وول ستريت جورنال أنه لن يوافق على صفقة تنهي الحرب قبل القضاء الكامل على حركة حماس، مشددًا على أن “استمرار الحرب ضروري لتحقيق الأهداف الأمنية لإسرائيل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى