إسرئيل “نفق نفق حتى النصر”

شبكة الخامسة للأنباء _غزة
مصطفى ابراهيم
حرب الابادة الاسرائيلية في غزة لم تحقق سوى القتل والدمار . قد تكون حققت بعض الاهداف التكتيكية، لكنها لم تحقق اي من اهدافها الاستراتيجية التي اعلنت عنها والقضاء على حماس والمقاومة، وتحقيق الردع ولم تجلب الأمن لاسرائيل.
ورفع الجيش شعار (نفق نفق حتى النصر)، وهو يغرق في غزة، ولا افق لديهم لتدمير الانفاق، ويوجه معلقين انتقادات للجيش بانه لا توجد له استراتيجية واضحة.
أول أمس أعلى المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أن الجيش سيطر على جباليا ويستعد لاحتلالها، وان هذه السيطرة محدودة الضمان كما قال المحلل العسكري لصحيفة معاريف تل ليف رام.
اضافة إلى الادعاءات بتحقيق انجازات في خان يونس، إلا ان عدد الجنود في غزة وشمال القطاع اضعاف القوات الموجودة في خان يونس ويدعي الجيش ان الاجتياح البري فيها أهم من غزة وشمالها للقضاء على قادة المقاومة.
ومع أن الطيران الحربي الاسرائيلي لم يتوقف عن القصف الاجرامي العنيف على جباليا وسقط مئات الشهداء والمصابين. قطاع غزة يتعرض للقصف والقتل اليومي، والمقاومة توقع اصابات وقتلى كثر من الجنود الاسرائيليين.
ومع ذلك يدعي الجيش الاسرائيلي بانه سيطر على جباليا ويعاني الناس فيها من القصف وسقوط المزيد من الشهداء، والنازحين والمشردين وتدمير البيوت والموت من الجوع والعطش ومتاثرين باصاباتهم ومن تدمير المستشفيات.
لم يسأل احد في العالم لماذا هذه الحرب، وما الذي دفع المقاومة للقيام بعملية السابع من اكتوبر/ تشرين الاول. ولم يسأل احد عن الفشل الاسرائيلي، وان حرب الابادة من اهدافها الرئيسية هي الانتقام لكرامة اسرائيل التي تعيش الصدمة، والثمن الذي يدفعه الفلسطينيين الان، من قتل وتدمير وتهجير ونزوح.
ماذا تريد اسرائيل؟ هي تريد تدمير غزة بشكل نهائي والقضاء على الفلسطينيين والمقاومة، ولماذا الانتظار، فقد فكروا بالقاء قنبلة نووية، وعلى افتراض انها نفذت ذلك؟ هل تستطيع القضاء على 14 مليون فلسطيني منتشرين في كل انحاء العالم ومتمسكين بحقهم بالعودة وتقرير المصير.
كل الخيارات امام اسرائيل سيئة، وهي لن تستطيع القضاء على الفلسطينيين ولن تقضي على حماس، حتى لو في أحد الاحتمالات هو رؤية محدودة للغاية للواقع.
اسرائيل تدعي انها كانت تعلم اماكن وخريطة انفاق حماس، وتستطيع تدمير كل الانفاق، وشعار الجيش الاسرائيلي سندمر كل نفق. لكن ذلك سيستغرق سنوات طويلة كما ان اغتيال قيادة حماس سيستغرق سنوات طويلة كما ذكر رئيس هيئة الاركان في الجيش الاسرائيلي هرتسي هليفي.
وفي الطريق سيموت عشرات الآلاف في غزة، لكن هل ستتوقف غزة؟ الخيار الوحيد والقائم امام اسرائيل هو الانتقام والثأر، واستشهد حتى الان 20000 الف واصابة 62 الف اصابة، ودمرت الجيش اكثر من نصف غزة، يمكنها قتلنا جميعًا، اسرائيل لا يهمها، هي مسموح لها، لانها مدعومة بشرعية الولايات المتحدة والصهيوني جو بايدن، وحكام اوروبا الاستعمارية.
وتم وصف الفلسطينيين بانهم وحووش و “حيوانات بشرية” لذا القتل مستمر ، فهناك المزيد من الوحوش يجب ان يموتوا؟
ولن يفكر الفلسطينيين في الأمر مرة أخرى.؟ اذا كان الفلسطينيين وحوش، فما هو الوصف لدولة الاحتلال والتي تمارس حرب الابادة، وتم وصمها بانها نظام فصل عنصري فاشي وتمارس عملية تطهير عرقي ضد الفلسطينيين.
بالوحشية والبربرية التي يمارسها الجيش الاسرائيلي ليست جديدة، فهي سمة ترافق اسرائيل منذ النكبة، والمجازر التي ارتكبتها خلال العقود الثمانية الماضية وهي الصفة الرسمية لها، ولم تستطع تبييض صفة الوحشية عنها حتى بالدعم الامريكي الاوروبي.
اسرائيل ومن يسوقها من قادة عنصريين فاشيين، ومن خلال مصالحهم السياسية تظهر الضعف الحقيقي والوجودي لدولة الاحتلال. لماذا لا يسأل أحد في إسرائيل الأسئلة الصحيحة؟ الى اي وقت ستستمر الحزب ونتنياهو يراكم اصوات ناخبيه، ووضع اهداف وتقديرات كبيرة للحرب من أجل مصلحته السياسية، والبقاء وما يفعله يمدد الحرب لاستعادة شعبيته ورفع اصوات الناخبين له. وكل ذلك سيرتد عليه، وعلى اسرائيل في المستقبل، والفلسطيني هنا لن يرحل لمكان اخر.
إنكار الواقع هو الضعف، وهذا ضعف يسيطر على عقول الاسرائيليين، وانكار حقيقة الوضع الداخلي ونحو 250 الف نازح اسرائيلي جراء استمرار الحرب وتقارير عن انهيار الاوضاع النفسية والصدمات التي يعيشها الاسرائيليين، وسيكون اكثر عمقا وفتكاً اذا ما استمرت اسرائيل في انكارها وعدم قدرتها على تحقيق اهدافها والتنكر لحقوق الفلسطينيين.
وانها تعتقد ان قوتها وتفوقها العسكري يحقق لها اهدافها حتى بحرب الابادة.
إنكار الحقيقة الأساسية أن 2 مليون و300 الف نسمة من الفلسطينيين في قطاع غزة هم بشر، ويؤمنوا بالديمقراطية والتنوير والتقدم والازدهار، ولهم الحق في الحياة، والأرض، والكرامة، والتنمية، والحرية، وتقرير المصير، ولا يمكن القضاء عليهم.
وأن لكل فعل رد فعل، ولا بمكن لدولة الاحتلال تدمير قطاع غزة وقتل عشرات الآلاف، ومطلوب من الفلسطينيين رفع راية البيضاء والاستسلام،
الفلسطينيون في قطاع غزة خياراتهم واضحة، ولا يمكنهم العيش بدون خيارات، برغم الالم والقتل والحزن، فهم لا يمكنهم العيش بدون حزن، لكنهم يستطيعوا النهوض من الحرن فخيارهم النهوض ومواجهة الواقع وحجم الكارثة وحرب الابادة.