ثابتطوفان الأقصى

إسرائيل تدرس 3 سيناريوهات للتعامل مع غزة بعد عملية “عربات جدعون”

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، في تقرير نشرته اليوم الجمعة 1 أغسطس 2025، عن نقاشات جارية داخل المؤسسة السياسية والأمنية الإسرائيلية بشأن مستقبل العمليات في قطاع غزة، بعد إعلان انتهاء عملية “عربات جدعون” وسحب عدد من الألوية العسكرية من القطاع.

وبحسب الصحيفة، عرض رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، مقترحًا بإطلاق عمليات برية محدودة في مناطق لم تصلها القوات الإسرائيلية سابقًا، خصوصًا في مدينة غزة ومخيمات وسط القطاع، بهدف الضغط على حركة حماس ودفعها لتقديم تنازلات قد تفضي إلى صفقة جزئية للإفراج عن بعض المختطفين الإسرائيليين.

وذكرت الصحيفة أن قيادة الجيش تعتبر أن ألوية حماس في رفح، وخان يونس، وشمال غزة قد انهارت فعليًا، ما يفتح المجال للتركيز على وسط القطاع وغزة المدينة، حيث لا تزال كتائب حماس تحتفظ بقوتها الأساسية.

ثلاثة خيارات على الطاولة

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

ووفقًا للتقرير، تدرس الحكومة الإسرائيلية حاليًا ثلاثة خيارات رئيسية:

  1. استمرار الضغط التدريجي: من خلال الحصار، والعمليات الجوية الدقيقة، والتوغلات البرية المحدودة بهدف استنزاف حماس دون الدخول في مواجهة شاملة.

  2. عملية برية واسعة النطاق: بهدف “تحقيق نصر حاسم” وتفكيك ما تبقى من بنى حماس العسكرية والسيطرة على كامل مناطق القطاع.

  3. تحرك سياسي لصفقة شاملة: يتضمن وقفًا كليًا لإطلاق النار وانسحابًا إسرائيليًا كاملًا مقابل الإفراج عن جميع المختطفين أحياءً وأمواتًا، ضمن اتفاق يتضمن نزع سلاح حماس.

وتشير “يديعوت” إلى أن هذا الخيار الأخير بات يحظى بوزن أكبر لدى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بعد توافق مع الإدارة الأميركية على ضرورة التحول من صفقات جزئية إلى صفقة شاملة تنهي الحرب وترسخ تغييرات استراتيجية في غزة.

اعتبارات سياسية وأمنية

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين كبار قولهم إن الخيار السياسي قد يوفر شرعية إسرائيلية ودولية واسعة لأي هجوم مستقبلي، في حال رفضت حماس الصفقة المقترحة، مشيرين إلى أن فشل هذا الخيار قد يمنح إسرائيل “الغطاء الكامل” لاستئناف عملياتها من موقع “تفوق سياسي وأيديولوجي”.

وأضافت الصحيفة أن نتنياهو تلقى إشارات قوية من واشنطن بهذا الاتجاه، خصوصًا خلال لقاء جمع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بمسؤولين إسرائيليين، حيث أبدى روبيو دعمًا واضحًا لفكرة الصفقة الشاملة، معتبرًا أن المراوحة في الصفقات الجزئية “مناورة سياسية داخلية في إسرائيل”.

وبحسب الصحيفة، فاجأت “حنكة روبيو” السياسيين الإسرائيليين، الذين أدركوا أنه يعي حجم الضغوط السياسية التي يتعرض لها نتنياهو من وزرائه المتطرفين، وعلى رأسهم بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير.

عراقيل المفاوضات

ورأت “يديعوت أحرونوت” أن العودة إلى صفقة شاملة تُعقد المفاوضات من جديد، في ظل إصرار إسرائيل على شروطها المتمثلة في نزع السلاح، ونفي قيادات حماس، ورفض التفاوض مع حكومة سياسية، في حين تصر حماس على تشكيل حكومة تكنوقراط لإدارة غزة، إلى جانب إعادة التفاوض على مفاتيح تبادل الأسرى، والإفراج عن المحكومين بالمؤبد.

وفي السياق ذاته، أشارت الصحيفة إلى وجود انقطاع حالي في المباحثات بين إسرائيل وحماس، مرجحة أن يزور المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف قطاع غزة اليوم لتقييم الأوضاع الإنسانية، في محاولة لدفع الحركة للعودة إلى طاولة المفاوضات.

لا قرارات حاسمة في الأفق

وخلص التقرير إلى أن القرار الحاسم بشأن المسار المستقبلي لإسرائيل في غزة لا يزال غير ناضج، مرجحةً أن يواصل ويتكوف إقامته في المنطقة خلال الأيام المقبلة، ما يدل على أن تل أبيب لم تتخذ قرارًا نهائيًا حتى اللحظة بشأن ما إذا كانت ستتجه نحو تصعيد عسكري واسع أو ستراهن على مسار تفاوضي سياسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى